|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
العهد السعودي الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
العهد السعودي الأول المدينة في عهد الدولة السعودية الأولى (( 1220 ـ 1226 هـ )) أرست الدولة السعودية الأولى دعائمها في نجد واتخذت الدرعية عاصمة لها، وتوجهت نحو الحجاز لإلحاقه بها وتخليصه من البدع والشركيات التي انتشرت فيه. وكانت وسيلتها الأقوى دعوة القبائل الحجازية إلى الدعوة السلفية، وتحويل من يتبعها إلى دعاة ومجاهدين، وإقامة مراكز لهم في القرى والمدن. وفي الوقت نفسه مواجهة قوات العثمانيين وشريف مكة (الشريف غالب) في معارك تهدأ حيناً وتشتد حيناً. ووصل رجال الدولة السعودية الأولى إلى الطائف وزحفوا إلى مكة، وانضم أفراد ومجموعات من أفخاذ قبيلة حرب إلى الحركة حول المدينة وبدؤوا يحاصرونها. وفي عام 1219هـ اشتد الحصار على المدينة، ولم يعد جنود الدولة العثمانية قادرين على حمايتها ووصلت أخبار انتصارات القوات السعودية في الطائف ومكة إلى المدينة، فازداد الشعور بالعجز عن المقاومة، ومال أهل المدينة إلى مفاوضة السعوديين وإنهاء الحصار. وفي بداية عام 1220هـ اتفق أعيان المدينة على مخاطبة الأمير السعودي سعود بن عبد العزيز وبحث الصلح معه، وخرج وفد صغير من المدينة إلى الدرعية معه رسالة بذلك وقعها شيخ الحرم والقضاة وكبار الأعيان، والتقى بالأمير سعود واتفق معه على تسليم المدينة وتأمين أهلها وإنهاء البدع ومظاهر الشرك فيها، وعاد بالأمان ونفذت إجراءات الاتفاق في ربيع الأول عام 1220هـ واستقبل وجهاء المدينة القوات السعودية، وأعلنوا ولاءهم للدرعية، وأزيلت المزارات والقباب من فوق القبور، ومنعت البدع التي كانت رائجة من قبل مثل حفلات الذكر والموالد. ونعمت المدينة مقابل ذلك بالأمن والطمأنينة وتوقفت الغارات عليها، فقد تحول كثير من الغزاة وقاطعي الطريق إلى أتباع مخلصين للدعوة الإصلاحية، وتوقف الصراع على السلطة داخل المدينة وتولى مسعود بن مضيان الحربي إمارتها. ووصلت قوافل الزائرين سالمة مطمئنة إليها، وفرض عليها أن تتخلى عن السلاح، الذي لم تعد إليه حاجة، وعندما رفضت قافلة الحج الشامية (المحمل) عام 1221هـ التخلي عن سلاحها منعت من دخول المدينة وعادت أدراجها. وزار الأمير السعودي المدينة المنورة وأعاد تنظيم إداراتها تحت إمارة مسعود بن مضيان الحربي، وتوجهت الجهود إلى المحافظة على الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء ودعوة الناس إلى الأخذ بالمبادئ الإصلاحية وهجر البدع و الشركيات في حياتهم الخاصة والعامة. وعاشت المدينة في ظل الدولة السعودية الأولى ست سنوات من الطمأنينة، وتوافدت إليها قوافل الزوار، وتحقق الأمن، وازدهرت جوانب من الحياة الاقتصادية، ونشطت حلقات العلم في المسجد النبوي. وفي الوقت نفسه كان المسؤولون في العاصمة العثمانية استنبول في أقصى درجات الغضب، وغير قادرين على مواجهة السعوديين لانشغالهم بحروب أخرى في أوربا وأطراف الدولة العثمانية، لذلك توجهوا إلى واليهم على مصر محمد علي باشا وحثوه على إعداد حملة كبيرة لإعادة الحجاز إلى السلطة العثمانية والقضاء من ثم على الدولة السعودية الممتدة. وكان محمد علي باشا مشغولاً بفرض سيطرته الكاملة على مصر وإنهاء نفوذ المماليك تماماً. فلما تم له ذلك وشعر بالقوة استجاب لطلبهم ودافعه الأكبر توسيع نفوذه وإلحاق الحجاز وبقية الجزيرة العربية بدولته الناشئة في مصر. فبدأ تجهيز حملة ضخمة عام 1226هـ بقيادة ابنه طوسون باشا. اتجهت إلى ينبع وقضت على حاميتها السعودية الصينية. ثم تحركت باتجاه المدينة. أرسل الأمير سعود بن عبد العزيز جيشاً قوامه ثمانية عشر ألف مقاتل وثمانمائة فارس بقيادة ابنه عبد الله لمواجهة الجيش الغازي، والتقى الجيشان في منطقة وادي الصفراء على بعد 120 كم من المدينة في 17 ذي القعدة 1226هـ وحدثت معركة صغيرة بين طليعة جيش طوسون وفرقة من الجيش السعودي قتل فيها عدد من السعوديين، وانسحبت الفرقة إلى الوادي واستدرجت جيش طوسون باشا إلى كمائن وحشود سعودية محصنة انقضت عليه وفتكت بأربعة آلاف من أفراده ونجا طوسون باشا بأعجوبة وفر الباقون وتشتتوا. آثار النصر على المدينة ظن أهل المدينة أن الخطر زال عنهم فخرجوا إلى الحج والتقوا بقائد الدولة السعودية الأمير سعود بن عبد العزيز الذي أرسل إلى المدينة سبعة آلاف مرابط من أهل نجد واليمن لحفظ المدينة المنورة وعاد هو وابنه ورجاله إلى نجد ليواصل كفاحه ضد الخارجين عليه، ونعمت المدينة بالأمن شهوراً قليلة. محمد علي باشا يعاود الكرة لم يتزعزع محمد علي لهذه الهزيمة، وعدها مجرد معركة قد خسرها، ولذلك أعد حملة قوية أكبر من السابقة، وصمم على القضاء على السعوديين بكل وسيلة، فأمر قائده (بونابرته الخازندار) بجمع القبائل حوله، والاستعانة بهم، وإغداق الأموال عليهم، واستطاع بونابرته استمالة عدد منها بمساعدة الشريف غالب، وعلم الأمير سعود بنوايا محمد علي باشا، فتحركت القوات السعودية بقيادة ابنه عبد الله وقائده عثمان المضايفي إلى الحجاز، فعسكروا في وادي فاطمة قرب مكة متوقعين اتجاه الجيش الزاحف إليهم، ولكن بونابرته اتجه إلى المدينة بجموعه الغفيرة، ومدافعه القوية وحاصرها حصاراً شديداً لم يكن فيها سوى سبعة آلاف مرابط دافعوا عنها بضراوة واشتد الحصار، وقصفت المدينة بالمدافع وحصل قتال عند الأسوار وبعد عشرة أيام قرر طوسون باشا وقادته هدم جزء من السور ودخول المدينة منه فحفر نفقاً تحت السور وشحنه بالمتفجرات وتم تفجيره واقتحم المدينة من الثغرة الواسعة ودار قتال عنيف مع المرابطين الذين استبسلوا استبسالاً عظيماً وسقط منهم الكثير وتحصن الباقون وعددهم حوالي ثلاثة آلاف مرابط في القلعة وظلوا صامدين فيها عدة أيام، ثم اتفقوا مع طوسون باشا على الانسحاب وقد خلفت المعركة أربعة آلاف شهيد من المرابطين، وقبض طوسون ورجاله على أعيان المدينة، وعلى رأسهم حسن قلعي الذي أرسل إلى مصر مقيداً وأمير المدينة مسعود بن مضيان الذي أرسل إلى استنبول حيث قتل هناك وانتهى بذلك عهد الدولة السعودية الأولى في المدينة المنورة. مرحلة محمد علي باشا المدينة في عهد محمد علي باشا (( 1226 ـ 1256 هـ )) بدأت المدينة عهداً جديداً تتبع فيه سلطة محمد علي باشا، وقد أصبح ابنه طوسون أميراً عليها، فأعاد تنظيم الإدارات، ورمم السور والقلعة، وعادت الحياة إلى المدينة كما كانت من قبل، وعاد الأغوات إلى المسجد النبوي، وعادت القباب والبدع والعادات والتقاليد المستحدثة في العصور المتأخرة مرة ثانية، ثم جاء محمد علي إلى الحجاز عام 1229 هـ، وشدد الحملات على السعوديين وقبض على تجارة الحبوب واحتكرها لنفسه مما أثر على الحياة الاقتصادية في المدينة والحجاز كله فارتفعت الأسعار وضاق الناس وأصبحت المدينة مركز قيادة تخرج منها الحملات إلى القصيم ونجد لقتال السعوديين، وفي رجب عام 1230 هـ عقد طوسون باشا صلحاً مع عبد الله بن سعود لوقف القتال وتأمين الطرق للحجاج والتجار فنعمت المدينة بهذا الصلح وكثر عدد الزائرين وعادت التجارة إليها ثانية. ألغى طوسون باشا تسمية الإمارة واستعاض عنها باسم المحافظة، وأنشأ مجلس شورى للمحافظة يضم كبار الموظفين والأعيان، وقد استتب الأمن في المدينة وبعدها عاد طوسون باشا إلى مصر تاركاً فيها قيادة الجيش والحامية الكبيرة لضباطه. وفي عام 1231 هـ وصل إبراهيم باشا على رأس حملة كبيرة مجهزة بجميع الأسلحة والعسكريين الفرنسيين ليضم نجداً، ويقضي على الدولة السعودية، وصل المدينة وظل فيها إلى بداية عام 1232هـ وعمل على تجميع القبائل حوله واستمالتهم بالأموال وتجنيدهم وأصبحت المدينة مركز قيادة ومؤنة للجيش وتحرك بالجيش إلى الحناكية وانتصر على السعوديين وما لبث أن استسلم عبد الله بن سعود في جمادى الأولى 1233هـ حيث أرسله إبراهيم باشا وعدداً من أفراد عائلته إلى مصر ومنها إلى استنبول حيث قتل فيها، وبدأ إبراهيم باشا بإعادة القباب إلى البقيع ورمم المسجد النبوي وأنشأ (تكية) كبيرة لتوزيع الأموال والطعام على الفقراء ثم رحل عنها بعد أن عين حسن بك محافظاً للمدينة وعاشت المدينة زمناً في أمن وهدوء وبلغ من قوة جيشها أن القبائل كانت تستعين به على مهاجمة القبائل المعتدية عليها. وفي عام 1254هـ عادت بعض القبائل إلى التمرد وقطع طرق التجارة فعاد الخوف والصراع إلى المدينة فعاشت فترة من الصراع الدامي فقطعت التجارة وارتفعت الأسعار وأصبحت القبائل تهدد المدينة ولكن التهديد لم يبلغ أسوارها. وتكالبت الدول الأوربية للقضاء على قوة محمد علي باشا فعقدت معاهدة عام 1256هـ تنص على حصر سيادة محمد علي في مصر ومنحه ولايتها بصورة وراثية وأراد محمد علي أن يسحب قواته بسلام فبدأ بسحبها من المدينة المنورة ومهد لها الطريق والسفن التي تحملها إلى مصر وساعده على ذلك الشريف محمد بن عون حيث قام بضرب القبائل وتسكينها ليؤمن الطريق لقوات محمد علي ومكث في المدينة عدة أشهر لتأمين رحيل القوات المصرية وجاءت قوات عثمانية فتسلمت المدينة وأعادتها إلى سلطة الدولة العثمانية وانتهى بذلك عهد محمد علي باشا. العهد العثماني الثاني ((1256 ـ 1337 هـ)) بدأ هذا العهد بتسلم القوات العثمانية المدينة من جيش محمد علي باشا عام 1256هـ، وانتهى بخروج فخري باشا وقواته وتسليم المدينة للهاشميين عام 1337هـ. أي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، وكانت الحياة في المدينة أول هذا العهد امتداداً لما كانت عليه في عهد محمد علي باشا ولم يتغير فيها شيء حتى المحافظ (محرم بك) الذي عينه محمد علي باشا استمر في عمله تابعاً للعثمانيين وألحقت المدينة بإعادة شريف مكة إدارياً. وفي عام 1260هـ تولى داود باشا محافظة المدينة، وقام بإصلاحات كثيرة، أهمها: تجديد المسجد النبوي بموافقة السلطان عبد المجيد، واستغرقت عملية التجديد اثني عشر عاماً (1265 ـ 1277هـ)، ومضت الحياة هادئة ورتيبة بقية القرن الثالث عشر الهجري. وعندما تولى عبد الحميد الثاني السلطة في الدولة العثمانية خص المدينة بعدد من المنجزات، أهمها: محطة الاتصالات اللاسلكية (عام 1318 هـ)، والخط البرقي بين استنبول والمدينة ومحطة الكهرباء العام والخط الحديدي الحجازي القادم من استنبول وبلاد الشام وقد أحدث وصول القطار للمدينة تغييراً كبيراً فيها فقد كثر الزائرون، ونشطت الحركة التجارية، وتوافد المهاجرون من أنحاء العالم الإسلامي فتضاعف عدد السكان في عقد واحد عدة أضعاف، ووصل إلى ثمانين ألف نسمة واستقلت المدينة إدارياً عن مكة وأصبحت تابعة لاستنبول مباشرة، وأسست فيها الجامعة الإسلامية (1330 هـ) ولكنها توقفت بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وانضمام الشريف حسين إلى الحلفاء في الثورة على الدولة العثمانية، ووقعت قبيل ذلك أحداث متميزة قطعت سكون الحياة وطمأنينتها مدة من الوقت، أهمها: ثورة أهل المدينة على محافظهم علي مرمحين الذي اتهموه بالقسوة والغطرسة. وقد أدت هذه الثورة إلى عزله وقامت ثورة أخرى على المحافظ التالي عثمان باشا، ولكن الإدارة العثمانية لم تستجب لمطالب أهل المدينة بعزله بل عدت الثورة تمرداً وقبض على اثنين وثمانين شخصاً من أعيان أهل المدينة وسجنوا في الطائف عدة أشهر. المدينة وحركة الشريف حسين شهدت المدينة أعنف الأحداث وأكثرها ألماً في نهاية العهد العثماني وخلال فترة الحرب العالمية الأولى فقد أحست الدولة العثمانية ـ التي دخلت الحرب مع ألمانيا ضد الحلفاء ـ أن أمير مكة الشريف حسين وأبناءه ينوون الثورة عليها، فأرسلت ضابطاً حازماً لإدارة المدينة هو فخري باشا وزودته بقوة ومعدات وذخائر كثيرة ورغم حيطة فخري باشا استطاع ابنا الشريف حسين: فيصل وعلي أن يستميلا بعض الأفراد وأفخاذ القبائل ويعدا للثورة واستخلاص المدينة من العثمانيين، وفي الموعد المحدد (4شعبان 1334 ـ 5حزيران 1916م) هاجم الموالون للهاشميين بقيادة الأميرين فيصل وعلي مراكز الجيش العثماني في أطراف المدينة. ولكن قوات فخري باشا كانت مستعدة لهم فحصدت منهم العشرات وفشل الهجوم فشلاً ذريعاً وانسحب الناجون بعيداً عن المدينة. تكرر هجوم الهاشميين مرتين دون جدوى ـ ثم خرج فخري باشا وجنوده يطاردون القوة الهاشمية وانسحب فيصل برجاله حتى وصل إلى ينبع النخل وحوصر فيها. وكاد العثمانيون أن يقضوا عليه ولكن بعض القبائل المجاورة أنجدتهم وهاجمت قوة فخري باشا. كما أن البوارج الإنكليزية قصفت من قرب الشواطئ القوات العثمانية فانسحب فخري باشا بجيشه عائداً إلى المدينة خشية أن تحتلها بعض القبائل من الحلفاء وأعاد تحصينها ووزع جيشه الكبير في أطرافها. ترك فيصل القتال حول المدينة لأخيه وسافر مع القوات المتجهة إلى الشام. المدينة في الحصار رابط الشريف علي بن الحسين مع قواته في القرى القريبة لحصار المدينة من بعيد. وبذل فخري باشا جهوداً مضنية في تعزيز المقاومة والصمود، ومواجهة الحصار، والاستعداد لأي هجوم محتمل ودحره، فبنى مراكز مراقبة عسكرية فوق الجبال والتلال وأحاط المدينة بخطوط دفاعية قوية ومد شبكة هاتفية بينها، ونظم الدوريات، وفي الوقت نفسه ضبط الأمن بحزم شديد داخل المدينة، وصادر معظم المواد الغذائية ولا سيما الحبوب وخزنها، كما استفاد من موسم التمر فأمر جنوده بجمعه وضغطه في قوالب صغيرة لتقاوم التسوس. ولتخفيف الضغط على المدينة وزيادة قدرة المقاومين فيها على الصمود بدأ فخري باشا بترحيل العائلات إلى دمشق واستنبول بالقطار، كما نقل ذخائر المسجد النبوي ومكتبة عارف حكمت، وكان الترحيل اختيارياً أول الأمر ثم صار إجبارياً وشتت العائلات وتحول الكثيرون إلى مهاجرين في الشام أو استنبول ومن لم يسافر انتقل إلى مناطق أخرى في الحجاز كينبع ومكة. وما لبث القطار أن توقف بعد أن نسف جيش فيصل والضباط الإنكليز بعض الجسور التي يمر عليها ودمروا مسافات من الخطوط الحديدية وجاء الشريف عبد الله بقوات إضافية وعسكر في منطقة العيص فاكتمل الحصار حول المدينة. لم تستطع قوات الهاشميين التي تحاصر المدينة أن تقتحمها، ولم تقم أية معركة كبيرة مع قوات فخري باشا المستعدة للمواجهة ولكن الحصار أثر على الباقين من أهل المدينة. وشحت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار بشدة وفشت بعض الأمراض لنقص التغذية ولم يؤثر هذا على موقف فخري باشا وضباطه. واستمروا في المقاومة وشجعوا من بقي من أهل المدينة على الرحيل ومرت بالمدينة ثلاث سنوات شديدة القسوة عانى فيها أهلها من الجوع والمرض والفقر أو الهجرة في الآفاق. نهاية العهد العثماني انتهت الحرب العالمية الأولى وسقطت عاصمة العثمانيين، ولم تسقط المدينة فقد كان فخري باشا مستعداً للصمود مدة أطول أو القتال، وعندما وقعت تركيا معاهدة الصلح مع الحلفاء أبرق وزير الدفاع إلى فخري باشا ليسلم المدينة إلى الهاشميين، فرفض فخري باشا الأمر واستمر في عناده ومقاومته، فخاطبت استنبول بعض الضباط في قيادة فخري باشا وأمرتهم بعزله وتسلم القيادة وتسليم المدينة والعودة لتركيا، فنفذوا الأمر وسلمت المدينة للقوات الهاشمية في الخامس من ربيع الأول عام 1337هـ، ونقل الجنود إلى ينبع ومنها أبحروا إلى تركيا وبدأ المهاجرون من أهل المدينة يعودون إليها وبذلك انتهت المرحلة الأخيرة من العهد العثماني في المدينة المنورة. العهد الهاشمي المدينة في العهد الهاشمي (( 1337 ـ 1344 هـ )) تسلم الهاشميون المدينة المنورة من الجيش العثماني في الخامس من ربيع الأول عام 1337هـ وتولى الشريف علي بن الحسين إمارتها، فأعاد تنظيم إدارتها، وعين بعض أقاربه في المناصب العليا. وبدأ المهاجرون من أهل المدينة يعودون إليها، وأصلح خط السكة الحديدية ووصلت المساعدات والمؤن وأعيدت ذخائر المسجد النبوي ومكتبة عارف حكمت، ولكن المدينة لم تعد إلى حجمها قبل الحرب العالمية الأولى وظل الكثيرون في البلاد التي هاجروا إليها ولاسيما بلاد الشام. وخلال سنة بدأت الحياة الاقتصادية تنتعش وأنشئت بعض المدارس ونشطت الحركة العلمية في المسجد النبوي، واستمر الوضع بالتحسن تدريجياً وببطء لعدم وجود إمكانات وافية لدى الإدارة الهاشمية. وشهدت المدينة بعد سنة من تسلم الهاشميين حادثة كبيرة راح ضحيتها عدد من الشهداء وهي تفجر الذخائر التي خزنها الجيش العثماني في القلعة ولم تعتن بها القيادة الهاشمية، وظلت الانفجارات تتوالى ثلاثة أيام، ولم يسفر التحقيق فيها عن شيء. بعد ذلك ازداد ضعف الإدارة الهاشمية، ووافقه ركود اقتصادي سببه الأول تورط الهاشميين في الحرب مع السعوديين. ثم ضعفت الإدارة الهاشمية واضطرب الأمن في المدينة. وفي عام 1343هـ اشتدت الحرب بين الهاشميين والسعوديين ودخلت القوات السعودية الطائف وزحفت إلى مكة، وخُلع الشريف حسين ووقع الاختيار على الشريف علي ليخلفه، فترك إمارة المدينة وانتقل إلى جدة ليدير المواجهة مع القوات السعودية الزاحفة، وتولى إدارة الأمور في المدينة نائبه الشريف أحمد والشريف شحات. ومالبثت الحرب أن امتدت إلى المدينة فأرسل السعوديون قوة كبيرة بقيادة صالح بن عذل ليخلصها من الهاشميين. وتولى عبد المجيد باشا قائد الحامية العسكرية في المدينة تحصينها وتنظيم المقاومة وعاشت المدينة فترة حصار ثانية امتدت سبعة شهور وخرج الكثيرون من أهلها بعد أن شحت المؤن وبدت نذر المواجهة. وحدثت معركة بين قوة سعودية بقيادة فيصل الدويش والقوات الهاشمية وأدرك المقاومون عدم جدوى مقاومتهم فأجمع كبار المسؤولين والوجهاء منهم وقرروا مخاطبة القائد الأعلى للسعوديين الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (الذي صار ملك البلاد بعد ذلك) والتفاوض معه للصلح وخرج وفد من المدينة فالتقى به على مشارف جدة واتفق معه على تسليم المدينة وتأمين أهلها. وحضر الأمير محمد بن عبد العزيز آل سعود فتسلم المدينة في التاسع عشر من جمادى الأولى 1344هـ وانتهى بذلك العهد الهاشمي وبدأ عهد الدولة السعودية الحالية. ------------ م0ن |
|
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|