"فاكر تحت القبة شيخ"، " إحنا دافنينه سوا "
"فاكر تحت القبة شيخ"، " إحنا دافنينه سوا "
هذان المثلان ينتشران بين المصريين وأهل الشام والعراق؛ بسبب انتشار الشرك وعقيدة التبرك بالقبور والموتى جهلاً وزورًا.
يحكى أن شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية في المزرعة ، ونقل البضائع من قرية الى اخرى ، يأكلان معه وينام جنبهما وأعطياه اسما للتحبب هو ابو الصبر.
في أحد ألايام وأثناء سفرهما وعند مفترق الطرق بين القرى سقط الحمار ونفق ، حزن الاخوين على الحمار حزنا شديدا وقررا دفنه بشكل لائق فحفرا له حفرة عميقة ودفناه بها ، ثم رفعا التراب وجعلا حول التراب حجارة مصفوفة ... فلما انتهيا جلسا يبكيان على قبره بكاءاً مراً .
وكان كل من يمر بهما أحد يلاحظ هذا المشهد ... فيحزن على المسكينين ويسألهما عن صاحب القبر فيقولان بأنه المرحوم أبو الصبر ويثنيا عليه ويقولا أنه كان الخير والبركة ويقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد ، فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح فيشاركونهم البكاء ... وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما ... ومرت الايام فوضعا خيمة على القبر ... وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأ الفاتحة j على العبد الصالح الشيخ الجليل ابو الصبر .
وصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن وصار لمزار ابو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع .. فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض .. وكل المشاكل التي لاحل لها j ، فيأتي اليه الزوار في ل يوم ويقدمون له النذور والتبرعات طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم.
اغتنى الاخوين وصارا يجمعان الاموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما ، وفي يوم اختلف الاخوين على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال:
- والله سأطلب من الشيخ الصالح ابو الصبر (مشيرا الى القبر) ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي.
ضحك اخوه j وقال:- اي شيخ صالح يا أخي؟
أنت إنسيت ؟ دا احنا دافنينه سوا!! J
وكم من هذه المزارات الوهمية موجودة في عالمنا العربي والتي تثبت براعتنا في خلق الاوهام وتخليد ذكرى ابطال لاوجود لهم على ارض الواقع .
وهكذا يفعل الجهل بأهله، وتعربد العقائد الفاسدة في بلادنا، وصدق الشاعر:
وكم ذا بمصرٍ من المضحكاتِ .....ولكنّه ضَحِكٌ كالبُكَا
|