كل شيء في كرتنا السعودية يسير وفق تعظيم المكانة الاجتماعية لشخصيات يبدو أنها حريصة على أن تمر الأحداث تلو الأحداث بلا جديـــد سوى سنين تمضي ومعها أحلام تزيـــد وكلما ازدادت حمدنا الله أن هذا الواقع المأساوي لأنديتنا والذي نالت منه التخبطات ونهشت من جسده الأزمات، ما زال لا يمنعنا من أن نحلم ولا نؤدي على أحلامنا أي ضريبة، ولربما هو الملاذ والمرتع الذي يرأف بالبسطاء من أمثالي ويزرع في نفسيتهم بذرات من الأمل والروح والارتياح لعل وعسى أن تتحقق فيه الطموحات المشروعة وتعود من خلاله صورة البسمة لأندية تعذبت وذاقت مرارة الخذلان وما أكثرها في الفترة الأخيرة.
حلمنا مع لجان الدراسات المستفيضة طيلة أعوام مضت من أجل إيجاد حلول استثمارية و عوائد ثابتة لأنديتنا و لكن مع الأسف في كل موسم واقعنا يكذبنا واللجان التي تتفرع منها لجان تخذلنا فلم تنجح حتى الآن في إيجاد أقراص كفيلة برفع الداء عن أندية تتألم وتصرخ من العجز المادي لنشاهدها لاتملك إلا أن تبسط يدها متسولة لسد عوزها المالي والذي جعلها تعيش تحت وطأة كوابيس الشح والصراع والمزاجية المقدمة بسخاء من قبل أعضاء شرفها .
حلمنا ومازلنا نسهب في حلم خصخصة الأندية السعودية بتحولها إلى شركاتٍ مساهمة تدار بعقلية استثمارية أسوة بأندية تغلبت على كل العوائق الاقتصادية لبلدانها والتي لا يمكنها مجاراة حجم وقوة الاقتصاد السعودي ولنا في تركيا خير مثال حيث تعيش أنديتها في نهضة استثمارية متطورة سارت بها على نهج أندية متقدمة عالميا لنجد في داخل حدودها نادي اسمه غلطة سراي يُدر عليه مُدخل سنوي يفوق المئة مليون دولار من مجمع تجاري ضخم وسط مدينة إسطنبول يحتوي على مواقف للسيارات ومرافق عامة و مطاعم ومحلات تجارية لبيع التحف والأوشحة التي تحمل شعار النادي.. والسؤال للمسئول متى تصل موارد أنديتنا لهذا الرقم؟ .
ثم إننا حلمنا بتفعيل أوسع لدور الجماهير في دعم أنديتها تحت أي مسمي وبأي طريقة يخترعها الراعي الرسمي للأندية ولو كان على حساب استنزاف جيوب العشاق التي لا يعنيها في هذا الأمر سوى الوقوف بجانب أنديتها للتخلص من الأزمات المالية المتكررة فتنهض ماديا لتستقر معنويا وعلى الرغم من كل ذلك الوفاء يظل عنوان "لا حياة لمن تنادي" حاضرا .
حلمنا وتأملنا في الحلم، ولربما أخطأنا لأننا غالينا في أحلامنا، وكنا بحاجة لمن يفسر هذه الأحلام المعطلة لأننا دائما ما نستفيق على كابوس تخلف أنديتنا في مواردها فندفع غاليا ثمن مغالاتنا بعد أن أوهمتنا المساحيق الجميلة للشريك الاستثماري، والظاهر أنه لم يعد من حقنا حتى أن نحلم ما دام هذا الحلم لن يزيد إلا من حزننا، ما دام واقع أنديتنا الاستثماري بات مشئوما..
فإلى متى سنظل نحلم ؟
نقاط حرة :
ـ تأكيد الأسطورة ماجد عبدالله لبرنامج في المرمى بمتانة علاقته بالأمير فيصل بن تركي ملجم لكل من يحاول النيل من تاريخ أسطورة لم ولن يتكرر في ملاعبنا .
ـ في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا فاز الشباب على أرضه وخسر الهلال خارج أرضه وفي الإياب أتوقع حدوث العكس .
ـ الشباب وأن فاز فلا يزال يعاني من سوء تمركز وقلة إمكانيات مدافعيه بدليل الثلاثة أهداف التي ولجت في مرماه .
ـ رادوي الهلال والأصح الهلال رادوي فكلما غاب يغيب معه التماسك عن خطوط الفريق الهلالي .
محمد البدراني
كاتب رياضي في صحيفة سبورت