حسين عبدالغني باختصار
سيف القحطاني
الفتى الشقي أو الفتى الذهبي لا مانع أن نقول أبو عمر بدأ نجما كبيرا متميزا في فنه وعطائه، وصل إلى مكان حلم به الكثير من أقرانه إنه منتخب نجوم العالم وكان خير سفير لنا في ذلك المحفل وقدم حينها سيمفونية جميلة من الأداء سيحفظها له التاريخ، احترف في معقل الكرة الجميلة.
نثر إبداعاته على ملاعب سويسرا نجم بهذه القيمة الفنية الا يستحق من اقلامنا الإنصاف؟
ثالث ثلاثة من بقوا من الزمن الجميل بجانب الشلهوب ونور، سؤال يراودني الا يكفي كل ما قدمه أبو عمر ليكون مهرا يجعله ضمن النخبة من نجوم هذا الوطن؟ له مالهم وعليه ما عليهم في المعاملة لماذا نعاملة وكأنه إنسان قد اتى من كوكب آخر، كوكب سكانه لا يخطئون لا يغضبون ليس لهم تجاه أي فعل ردة فعل.
نعرف بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ولكن مع حسين المتهم مدان حتى وإن ثبتت براءته. في كل قضية يكون حسين طرفا فيها تتحدث كل الأقلام وتتنافس في فتح الملفات القديمة علهم يجدون ما يساعدهم في إدانته.
لو رفع لاعب سبابته إلى وجه حسين لقالوا يداعبه ولو فعلها حسين لاتهموه بشتمه عندما كسر أحد اللاعبين ساق الفريدي وكاد الآخر ان ينهي مشوار ناجي مجرشي، قالوا: لاعب خشن واكتفوا بهذا الوصف وعندما حاول حسين تفادي دهس رأس باولو جورج وفشل في ذلك اتهموه بالهمجية، وعندما تشاجر مع لاعب خارج حدود الملعب كما يحدث مع كل إنسان اتهموه بالبلطجة وعندما أشهر أحد اللاعبين السلاح في وجه أفراد الفريق الخصم مر ذلك أمام اقلامهم دون ان يعيروه أي اهتمام كحدث لا يستحق التعليق.
لماذا نتعامل مع حسين وكأن لفظ جل من لا يسهو لا يشمله عندما يخطئ وعندما يكون هو الضحية تجف أقلامنا؟ أنا هنا لست بصدد الدفاع عن حسين ويعلم الله انه لا تربطني به صلة او انني قد التقيت به.لن اطلب من إعلامنا عدم إظهار سلبيات الفتى الشقي ولكن عليهم الا يتجاهلوا ايجابياته كما ان هناك جانبا قد يراه البعض مظلما في شخصية حسين عليهم الا يجعلوا تعصبهم يعمي أبصارهم من عن الجانب المضيء في شخصية هذا المبدع، فكما هو عصبي أحيانا فهو هادئ أحيانا اخرى وكما هو قاسٍ في بعض مواقفه فلا يلغ ذلك أنه خلوق جدا في أحيان أخرى؛ فكما يدفع لاعب بعنف فإنه ايضا يصافح آخر بلطف فهو ببساطة بشر مثلنا يفرح ويحزن يحب ويكره يتقلب مزاجه مثلنا تماما.
لماذا نتعامل مع حسين وكأن لفظ جل من لا يسهو لا يشمله عندما يخطئ وعندما يكون هو الضحية تجف أقلامنا؟ أنا هنا لست بصدد الدفاع عن حسين ويعلم الله انه لا تربطني به صلة او انني قد التقيت به، ولكني أذكر بحسين الإنسان حسين لا يستحق منا كل هذه القسوة لندع تصرفاته جانبا ونعتبر سلوكه هو المسؤول عن تغييره ولنلتفت لما يقدمه هذا المبدع البارع من مستويات ملفتة رغم ما يواجهه من حروب إعلامية لم تمارس بحق نجم غيره.
ماذا كان سيقدم لنا لو أنه يعيش اجواءً صحية بعيدا عن سياط أقلامنا أرى أنه افضل ظهير ايسر انجبته الكرة السعودية بلا منازع لقد كان العلامة الفارقة في نتائج النصر بجانب اللاعب بدر المطوع، وعودوا للتاريخ لتتأكدوا من ذلك.
أبو عمر لا يحتاج من التاريخ سوى كتابة ما قدمه من عطاء لرياضتنا في صفحاته علها تشفع له بأن ينال تكريما يليق بمبدع حفر اسمه في ذاكرة تاريخ اساطير الكرة السعودية.