قضيت ليلة طويلة في متابعة المغالطات الاعلامية للبوق الاوحد حيث رأيت الحق يقلب باطلآ وينقلب الجاني الى ضحية وتخلط اوراق الدين بالوطنية , وقد تعاطفت حينها ايما تعاطف مع كابتن منتخبنا السابق حسين عبدالغني وانا احاول تذكر اي احداث ارتكبها طوال الموسم ولم اجد الا حادثة الدهس لبرتغالي الاتحاد وعجبت ان يوضع حسين في كفة ويوضع معه في الكفة الاخرى المجرم التلسلسلي الروماني الذي تجاوزت قضاياه عشرات الحالات امام كل الاندية المحلية والخارجية .
وقررت حينها الهرب من حمى الاحداث الرياضية الى رحى المتابعات السياسية على طريقة المستجير من الرمضاء بالنار فبدأت اقلب في نشرات اخبار المنطقة العربية حيث صبت جميعها في الاراضي الفلسطينية وما يعانيه اخوتنا من ظلم وطغيان الآلة العسكرية الصهيونية وخلفها التشويه الاعلامي لوكالات التدليس اليهودية . وليتني لم افعل وانام مباشرة بعد هذا الخلط العجيب بين احداثنا الرياضية وماكينة التزوير الاعلامي الصهيونية فما ان غفوت عميقآ في نومي حتى ظهر لى حسين عبدالغني في صورة فدائي يرتدي الكوفية الفلسطينية تحت مقصلة التشويه الاعلامي اليهودي .
فقد بدأت سهرة التشويه بمدير مركز الرصد الاعلامي لنادي ماكابي حيث تولي المهاجر الروسي الجديد ذو العينين الخضراء كريموف جاسروف الحملة بالحديث عن افعال غير مرئية ارتكبها هذا الفدائي المسكين داخل الاقبية والدهاليز حيث لم ترها وتلتقطها الكاميرات الاعلامية , وكم ارتبك هذا المتقلب الاخلاقي حين سئل ان كان يرضى لنفسه تلك التهمة الشذوذية . وما ان انتقلت الى مساء القناة العاشرة حتى رأيتها بتقديم ابله الابتسامة الدائمة سالومون ميتاتيع حيث ارجف على مسامعي سردآ طويلآ من زعيق وصراخ ليس فيه حجة واحدة تدين فدائينا المناضل . وما ان تحولت الى القنوات المتخصصة الا وصاحب جولات الشجاعة المزيفة الدرزي وليد فرجلاط ( ضابط الايقاعات الاسبق بالجيش الاسرائيلي ) يهدد من تسول له نفسه الدفاع عن الفدائي ويطالب بحقه وزاد ان المستوطن اليهودي تعرفه ثلاثة ارباع الارض ولا مناص من قبول كل افعاله وتعدياته .
ولما بحثت عن موقف رسمي من اعلى المرجعيات خرج الي المدعي العام بأنه رأى وشاهد ان هذا الفدائي رفض ان يصافح المستوطن الضعيف الذي اتي ليسرق ارضه وحقه وقلت لنفسي يا لها من حجة تسمحون لكل هذا التعدي ان يحدث بسببها . وعلى غير انتظار من الجميع صرح الحاخام الاكبر خائيلفي مائيلفي ( المتعهد الاسبق لنقل فتيات الترفيه الليلي لمجندات الجيش الاسرائيلي ) انه لا يجوز التقاضي الى المحكمة الدولية وذهب الى التشكيك في آهلية قضاتها وصلاحياتهم مؤكدآ ان الدولة اليهودية الزعيقية لا تنطبق عليها الانظمة والاحكام العالمية .
وكم حمدت الله وقتها اني لم اقرأ تلك الليلة يديعوت احرونوت وكتابها من فلاشا البكيرية ولا اتبعتها بصحيفة معاريف ورئيس تحريرها روبرت سديريوخ . وقبل ان افيق من منامي حظيت بمصافحة حارة للفدائي المصمم على اخذ حقه وقلت له : اعانك الله ايها الصامد على افتراءات هذا اللوبي الكاذب ... واحذر ان تتراجع عن قضيتك , فصمتك مدعاة لاستمرار هجومهم وتثبيت اساءتهم ودعواك هي السبيل الوحيد لاخذ حقوقك واسكاتهم .