اعلامنا الرياضي .. بين لجنة الانضباط ومعالي الوزير
اتباعآ للمثل المصري الشهير : ( ما قدرش على الحمار .. قدر على البردعة ) , خرج لنا قرار ملاحقة منتديات الاندية من قبل لجنة الانضباط وليس وزارة الاعلام المعنية بالكلمة ومسئوليتها . وعجبت ان اللجنة الراضخة الى الاعلام الاوحد تريد ان تحاسب ما يطرح في فضاء الشبكة العنكبوتية بعين فاحصة فيما هي تتغافل وتتعامى عن الطامة الكبرى المتمثلة في صحف الدولة الرسمية المرتهنة وقنواتها الفضائية المحتلة . ولعلمي ان اللجنة لا تملك من الامر سوى تنفيذ الاجندة التي تملى عليها من الاعلام الاوحد بغرض السيطرة على اطروحات الميول الاخرى فقط , اتوجه بمقالي هذا الى معالي وزير الاعلام المعني بكل الاطروحات الاعلامية سواء منها العنكبوتية او الورقية او الفضائية .
ما يطرح فى الاعلام الأوحد المحمي ( ولا محمي غيره ) هى دعوات جاهلية تنتقص من الآخرين وتقلل من المنافسين تتناول فى نياتهم واعراضهم والوانهم واصولهم , فمن لم يساير ركبهم فليس له إلا الاستهزاء والسخرية ومن لم يحقق مرادهم فليس له إلا التشهير والتعرية , والويل ثم الويل لحكم يقدم ضميره على فوز فريقهم أو رئيس نادى يحافظ على سمعة ناديه ولا يسلم النتيجة لهم أو أى مسئول يحاسبهم بالعدل كما يفعل مع غيرهم فيفرض العقوبات بحق المخطىء منهم . بل ان شرورهم امتدت اخيرآ الى المصلحين والعلماء الذين ارادوا محاربة التصريحات الشاذة ورسم الصليب المشرك والمطالبين بتطبيق احكام الشريعة على كل من يخالفها . كما ان رجال الامن لم يسلموا من شرورهم , فأي ايقاف لمن ينتسب لهم بدعوى الاخلال بالأمن او التعدي على الاخرين يتم تفسيره على اساس خدمة الميول الاخرى والتقصد السيء لناديهم .
استلم هؤلاء السلطة الرابعة فظنوها املاك خاصة بهم وبميولهم فتحولت الملاحق الرياضية الى مستنقعات للتعصب والجهل منعوا منها الميول الأخرى والاراء المخالفة حتى وإن اشترك صاحبها معهم فى نفس الميول , سدوا الابواب واغلقوا النوافذ عن المصلحة العليا لعموم رياضة الوطن وقصروا طرحهم على محورين لا ثالث لهم فـإما مدحآ لا سقف له لفريقهم المفضل وإما انتقاصآ وسخرية واستهزاء لكل من يقف امام ناديهم في ساحة التنافس الشريف . احتلوا الملاحق الرياضية واغتصبوا الساحة الإعلامية وقتلوا المنافسة الشريفة ونحروا المهنية الصحفية وهتكوا الأمانة الأخلاقية . ولم يدعوا وسيلة لاحتكار الساحة وتنفيرالاخرين منها الا وفعلوها .. فسمموا اقلامهم وسودوا صفحاتهم ولوثوا مطبوعاتهم وملئوا الشارع الرياضى بكل قبيح من صفاتهم .
بحثنا عن خلفياتهم فوجدنا أنهم قد ينفعون لأى شىء الا الصحافة الرياضية , فما وجدنا أن لهم نصيب فى الممارسة الرياضية أو شهادة فى الإعلام الرياضى , هم مجرد مشجعون موغلون فى التعصب اعتادوا سنين طويلة على صراخ المدرجات واحتقان المنافسات براجماتيون حد التكسب وقفوا على أبواب تلك الصحف فتلقفهم الغلاة الزرق معجبون أيما اعجاب بدرجة التعصب الغوغائى فى المتقدمين , والمتقدمون علموا منذ اليوم الأول أن بقائهم فى تلك المطبوعات مرتبط بالمزيد من الطرح الجنونى الذى لأجله تم توظيفهم .
سأكون صريحاً معك معالى الوزير فعش الدبابير الذى خرج منه كل هؤلاء هما الجزيرة والرياض ومنهما انتشر التعصب الرياضى بكل قبحه , وحين علم هؤلاء فائدة هذا القبض الكامل على مقاليد الإعلام الرياضى ومايجنونه من خضوع الحكام وتخوف المسئول وهروب المنافس من مواجهتهم الإعلامية بدأوا ببث رعاعهم فى كل الوسائل الإعلامية المقرؤة والمسموعة والمرئية, والمؤسف حقاً أن نرى قناة رياضية وطنية متخصصة تذبح كل يوم بإبعاد كل الميول الأخرى واستبدالهم بلون واحد سئم الناس من ضجيجه بنبرة واحدة ورأي أوحد حتى لنظن أن الجميع سائر على بيان واحد يطبع فى دهاليز مظلمة يؤمر الجميع بتلاوته دون أدنى تفكير.
معالى الوزير فى موقعك هذا , أنت قادر على التغيير ومحاسب على عدم التغيير, فمن مهماتك كمسئول دولة أن توقف كل سلبية تراها فى إعلام الوطن وأن تعمل على تعزيز كل ما من شأنه توحيد أبناء الوطن , بالأمس القريب كتب هؤلاء الجهال " خشب خشب " و " الجالية الاتحادية " و " جبل التشاد " ولم نلبث قليلاً حتى سمعنا مدرجاتهم تردد نفس الكلام والنبرة , وحديثاً حاسب المسئول الرياضى الأول مدرب فريقهم المفضل على اخطاءه فاحتجوا واعترضوا بل وتهكموا على صاحب القرار ومباشرة رددت جماهيرهم اسم المدرب فى المدرجات نكاية بمن اتخذ قرار ترحيله وزادوا بإنزال العلم الوطنى ورفعوا علم الرومان .
كيف لك معالى الوزير أن تعود كل يوم اثنين إلى مجلس الحاكم وتقدم تقريراً عن انجازات وزارتك وقد تركت للجهال أن يتحكموا فى تشكيل الرأى العام الرياضى . إنى ادعوك بأن تقف ولو لمرة واحدة لتنظر ملياً فى تلك الخربشات اللامسئولة التى ينضح بها إعلامنا صباح مساء , وادعوك أكثر إلى تشكيل لجنة لدراسة الوضع الإعلامى الرياضى وتصحيحه قبل فوات الأوان .آن الأوان معالى الوزير أن نرى مهنية عالية فى كل متنسب لهذا القطاع الخطير فلا يمكن لنا أن نقبل بأن نسلم عقول الناشئة من القراء والمستمعين والمشاهدين لهذة الشرذمة التى قدمت ميولها على كل عرف إعلامى فمن يتأثر بهستيريا تعصبهم ليسوا واحداً أو اثنين إنهم الملايين من شباب الوطن الذين هم أمانة فى عنقك وعنق كل مسئول .
|