يروي كبار السن عن أسلافهم أن فيحاء من عائلة اسمهم الخزيم من سكان الشماسية كانت شجاعة تعمل في قطع السدر وكان وقت ذلِّ وخوف والناس لا يمتدون إلا بالليل من شدة الخوف ولكنها في مرة من المرات راحت تسدد في النهار من شعيب "المغيليث" فإذا أحست بالخوف دخلت في جحر عملته تحت أشجار السدر لهذا الغرض وتخفيه ببقايا أعواد الأشجار فأوقدت يوماً ناراً لتخبز عجينة كانت معها فإذا بذئب يحبو باتجاهها مميلاً رأسه إلى الخلف ورافعاً يده باتجاهها فنظرت إليه فعرفت أن بيده شوكة فقربت منه وأمسكت بيده وأخرجت منها الشوكة وهي شوكة طلح فأنتحى عنها قليلاً وربض فأكلت خبزتها وأعطته منها فلما أرادت أن تحمل محصولها من ورق السدر أقبل عليها رجلان من قطّاع الطرق ينتخيان: (جابك الله ما معك لنا وعرضك لنا الله عنه) دلتهما رائحة النار.. ولكن الذئب فأجأهما بسرعة البرق فشتل شاكلة أحدهما فسقط صريعاً ورجع بسرعة نحو الآخر فبقر بطنه ووقف دونهما وفيحاء تنظر وتحمد الله!! فأعجبت به وقالت قصيدة طويلة منها:
يـا مرحـبـا بــك مــرات يــا ذيــب ابقـارة الصـفـا أو قــارة الـسـوق
ويـا لـيـت الأدمـيـة تـأخـذ الـذيـب والله لاخـــــذك دايــــــم شــــــوق
واعـطـرك بالريـاحـيـن والـطـيـب ونعوق وياك العدا وراعي البوق