جميل جداً ما يقدمه الفريق النصراوي هذه الأيام من مستويات رائعة ونتائج مبهرة، ولعل ما يميز هذه الإبداعات أنها لم تأت بسب فورة فنية مؤقتة أو لضعف الفرق المنافسة، وإنما نتيجة لرعاية فنية بديعة وجهد إداري مميز، فلقد تشكل منحنى الإبداع النصراوي منذ إقالة الإدارة للجهاز الفني السابق بقيادة الكولومبي ماتورانا وإحضارالأوروجوياني دانيال كارينو الذي أثبت على الواقع أنه يجيد قراءة فريقه، وقراءة المنافسين قبل وأثناء المباريات، في ظل توفيق كبير لنادي النصر في التعاقد مع لاعبين أجانب مميزين أسهموا مع بقية زملائهم المحليين في تكوين فريق بطل مبدع يقدم كرة جميلة ويمتع الجميع بلمسات راقية، فالبرازيلي باستوس أبهر الجميع بلمساته وفنياته منذ أول مباراة لعبها مع الفريق، والمصري حسني عبدربه لازال يقدم نفسه بشكل رائع كمحور ارتكاز هادئ وصمام أمان مبدع، وفي الدفاع يبرز البحريني محمد حسين بهدوئه وحسن قيادته للخط الخلفي، وحتى قبل إصابته الأليمة واستبداله باللاعب اليوناني المميز خاريستياس، كان الأكوادوري أيوفي نجماً لامعاً في خط الهجوم.
لقد جاء السيد كارينو للنصر وهو متوشحاً بسلاح الدهاء الفني والقدرة على بث الحماس في لاعبي الفريق، في تناغم جميل أنتج فريقاً قوياً تهابه الفرق ولا يهابها، ويقدم مستويات مبهرة شهد لها جميع المنافسين قبل المشجعين والمحايدين، وباتت ثقافة الفوز شعاراً يتحلى به كافة عناصر الفريق، وهو مالم يألف عليه جمهور الشمس منذ زمن قد يناهز العشر سنوات، وربما أكثر ما يحتاجه الفريق الآن هو السرعة في الارتداد وتعزيز الثقة في المناطق الخلفية، والتركيز على بقاء المدافع البحريني محمد حسين بجانب اللاعب الصلب العائد بقوة عمر هوساوي.
نقاط متعددة:
ـ توظيف كارينو لقدرات لاعب الوسط خالد الزيلعي أسهم في نجومية اللاعب الذي يستحق بمستوياته العالية الحالية حجز مقعد أساسي في تشكيلة المنتخب السعودي في المستحقات المقبلة.
ـ حرافة النجم البرازيلي باستوس في التمرير وتسجيل الأهداف خلقت هيبة من نوع آخر للفريق. انضباطه التكتيكي واندماجه مع عناصر الفريق في وقت قصير، يشعرك بأنه التحق بالفريق النصراوي منذ بداية الموسم وليس في فترة الصفقات الشتوية.
ـ حافظ القائد حسين عبدالغني على تقديم مستويات جيدة منذ بداية التحاقه بالفريق النصراوي قبل سنوات، لكنه في هذا العام تميز بتقديم مستويات ملفتة وبارزة قد تؤهله لنجومية الموسم ليس على مستوى ناديه، وإنما على جميع الأندية. محبو أبو عمر.. وهم كثر في الوسط الرياضي.. يتمنون نجاحه في قيادة العالمي لتحقيق كأس ولي العهد يوم الجمعة القادم.