|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
شهاب الدين الغوري
مقدمة يعتبر تاريخ الإسلام في بلاد ما وراء النهر غامضاً لكثير من المسلمين رغم أنه قد بدأ مبكراً في صدر الإسلام عندما دحرت جيوش الصحابة إمبراطورية الفرس وأزالوا دولتهم تماماً في عهد عمر بن الخطاب , وبدأ المسلمون بعدها في غزو بلاد ما وراء النهر وبلاد الترك وذلك في سنة 22 هـ وتعاقب على هذه البلاد التي تمتد شرقاً إلى بلاد الهند رجال أفذاذ أقوياء كلهم يضع نصب عينيه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في فضل فتح بلاد الهند . من هؤلاء الرجال عبد الرحمن بن ربيعة الملقب بذي النور وعبيد الله بن أبي بكرة وشريح بن هانئ وابن الأشعث وقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم ولما جاءت الدولة العباسية قل من يغزو هذه البلاد حتى ظهرت الدولة السبكتكينية وقائدها العظيم يمين الدولة محمود بن سبكتكين الذي دخل بلاد الهند وفتحها وحطم أصنامها ودمر أوثانها ونشر الإسلام فيها في مناطق لم تتل فيها قط سورة ولا آية وكان صاحب الفضل في تحطيم قوى أمراء الهند وفتح معظم بلادهم ولكنه ومن جاء من بعده كانوا لا يستقرون بالهند إنما يعودون إلى غزنة مما سمح لكفار الهند أن يتمردوا مرة بعد أخرى حتى ظهرت شخصيتنا تلك والتي تعتبر أفضل الشخصيات أثراً على بلاد الهند . من هو شهاب وقيام الدولة الغورية هو الملك الكبير والقائد المحنك شهاب الدين أبو المظفر محمد بن سام الغوري ملك غزنة وخراسان وكان الغوريون أصلاً من كفار الأتراك وبلادهم هي جبال الغور وهي بلاد واسعة وباردة وموحشة تقع بين غزنة وهراة 'أفغانستان حالياً' وقد دخلوا الإسلام على يد السلطان محمود سبكتكين وأقرهم محمود على حكم بلادهم بعد إسلامهم واستمر حالهم هكذا حتى ضعفت الدولة السبكتكينية واستطال ملوك الهند مرة أخرى وعظم شرهم وخطرهم فعندها نهض الملك شهاب الدين الغوري وأخوه غياث الدين واستولوا على مقاليد الأمور في غزنة معلنين قيام الدولة الغورية وتفرغوا بعدها لمواصلة المسيرة الميمونة بفتح بلاد الهند وإزالة شعار الكفر عنها وذلك من سنة 583هـ . فتح الهند كان أول صدام بين شهاب الدين الغوري وملوك الهند في غير صالحه فلقد دخل بجيوشه واحتل مدينة شرستي فهجم عليه ملك الهند 'كولة' وكان معه جيش جرار وأعداد كبيرة من الفيلة فكانت الدائرة على المسلمين وقالوا لشهاب الدين انج بنفسك ولكنه رفض وواصل القتال حتى أصيب إصابة خطيرة وقاتل قتال الأبطال حتى أنه قتل فيلاً بسيفه وحمله فرسانه على رؤوسهم مسافة أربعين كيلو متر وهو ينزف الدم حتى خافوا موته ولكنه تماثل للشفاء ولما عاد إلى 'لاهور' أخذ الأمراء الغورية الذين انهزموا ولم يثبتوا وعلق على كل واحد منهم عليق شعير وقال لهم 'ما أنتم أمراء أنتم دواب . ظل شهاب الدين يخطط للرد على هذه الهزيمة طوال خمس سنوات وذلك بسبب وجود اضطرابات داخلية في الدولة الوليدة وفي سنة 588 هـ قرر الهجوم على الهند مرة أخرى وكان شهاب الدين ناقماً على الأمراء الغورية الذين فروا من المعركة السابقة وعندما حاول بعضهم استرضاءه قال شهاب الدين كلمة تعبر عن شعور المسلم الصادق 'أعلم أنني منذ هزمني هذا الكافر ما نمت مع زوجتي ولا غيرت ثياب البياض عني 'يعني ثياب الكفن' وأنا سائر ومعتمد على الله تعالي لا على الغورية ولا على غيرهم فإن نصرني الله سبحانه ونصر دينه فمن فضله وكرمه وإن انهزمنا فلا تطلبوني فما انهزمت ولو هلكت تحت حوافر الخيل'. وجهز شهاب الدين جيشاً قوامه سبعين ألفاً هجموا على جيش ملك الهند الكافر بعد صلاة الفجر وهم غارون فأمعن المسلم فيهم القتل فحاول ملك الهند 'كولة' الفرار فقال له أصحابه 'إنك حلفت لنا أنك لا تخلينا وتهرب' فنزل من على فرسه وركب الفيل وواصل القتال حتى أسره المسلمون فلما وقف بين يدي شهاب الدين فأهانه شهاب الدين وبكته فحاول 'كولة' افتداء نفسه بأموال عظيمة جزيلة ولكن شهاب يعلم أنه بقتل كولة يسهل سقوط باقي بلاد الهند فيرفض المال ويقتل كولة . كانت لشهاب الدين جولة أخرى في الهند أشد من سابقتها حيث أغبطت انتصارات شهاب الدين الملك نبارس أكبر ملوك الهند وأملاكه إلى حدود الصين فجهز جيشاً مهولاً يقدر بمليون مقاتل وسبعمائة فيل وقرر الزحف على بلاد الإسلام فانبرى له شهاب الدين ومن معه يدافعون عن الإسلام وبلاده والتقى الجيشان عند نهر ماخون وأنزل الله عز وجل نصره على المسلمين وطحنوا الهنود وملكهم ودخل شهاب الدين بلاده وملكها وقرر شهاب الدين وأخو غياث الدين نقل مقر الحكم إلى 'دلهي' لتكون عاصمتهم ولكن لم يتسنى لهم ذلك وإنما قام به من جاء بعدهم من السلاطين الغورية لذلك يعتبرون أول الدول الإسلامية في الهند وبهم بدأ تاريخ الهند الإسلامية . خطر خوارزم شاه والخطا استشعر خطر الإسلامية الوليدة كل كفار الهند وغيرهم من كفار الأتراك الذين ما زالوا على وثنيتهم وكذلك بعض ملوك المسلمين الذين لا هم لهم إلا الدنيا وتأمين ملكها ولو على حساب دينهم ومن هؤلاء خوارزم شاه الذي كان يطمع أن يخطب له على منابر العراق كملوك الدولة السلجوقية ولكن الخليفة الناصر رفض وأمر غياث الدين وشهاب الدين الغوريان برد عدوان خوارزم شاه الذي أراد احتلال العراق بالقوة وخاف خوارزم شاه من الغوريين فراسل 'الخطا' وهي كفار الترك وخوفهم من شهاب الدين وقوته وأغراهم به حتى خرجوا لقتاله . هجم الخطا على بلاد الغورين مستغلين انشغال شهاب الدين بالحرب في بلاد الهند ومرض غياث الدين بالنقرس واستولوا على بعض البلاد وقتلو وسبوا وعظمت المصيبة على المسلمين بما فعله الخطا فانتدب بعض الأمراء وجمعوا المتطوعين والمجاهدين وطالبي الشهادة وكبسوا على الخطا في معسكرهم فأمعنوا فيهم القتل ولحق بهم شهاب الدين فأكثروا القتل في الخطا ومن نجا من القتل غرق في نهر جيجون وعندما وصلت أخبار الهزيمة لملك الخطا رجع على خوارزم شاه بالدية وإلا أخذ بلاده وعندها تحالف خوارزم شاه مع الغوريين. محاربة الفرق الضالة كان شهاب الدين ناصحاً للإسلام وأهله يكره أهل البدع والفساد وخاصة فرقة الإسماعيلية الباطنية فكان يقتل من يجد منهم ويخرب قراهم وألزمهم بشعائر الإسلام وترك المحرمات وكان كثيراً ما يقتل الزنادقة وعندما مات أخوه غياث الدين قام مكانه فجمع بين الملك وقيادة الجيوش فجعل جل همه في مواصلة فتح بلاد الهند ففتح منها الكثير ودخل الإسلام بلاداً لم تعهد من قبل وهذا الاعتناء ببلاد الهند جعل كفار الترك 'الخطا' يحاولون الاستيلاء على أملاك الغوريين وهجموا عليها فكر شهاب الدين راجعاً للدفاع عنها واستطاع منع تقدم الخطا ثم اصطلح معهم على الرجوع إلى بلادهم وفي هذه الفترة المضطربة ظهر المفسدون والطامعون والملحدون وطلاب الدنيا ومن هؤلاء مملوك لشهاب الدين اسمه 'أيب باك' الذي أشاع مقتل شهاب الدين في حربه مع الخطا ونصب نفسه سلطاناً على الناس وأساء السيرة وأخذ الأموال واستعان بالمفسدين والزنادقة في ظلمه وكان الذي دفع لذلك خداع أحد الزنادقة له واسمه 'عمر بن يزان' فلما علم شهاب الدين الخبر وكان الزندقة أشد تهمة عنده عاد سريعاً وأخذ الاثنين وقتلهما ثم تلى قوله عز وجل 'إنما جزاء الذي يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا..' . شعر شهاب الدين أن الملاحدة والزنادقة والباطنيين هم الخطر الأكبر الذي ينخر في جسد الأمة المسلمة ويخربون البيت من داخله وأساسه فبعد أن صالح الخطا قرر تنظيف بلاده من نجسهم وكفرهم فرفع السوط ووضع السيف على الإسماعيلية ودمر قراهم وتعقب كل ملحد وزنديق بل مد سيفه للإسماعيلية في البلاد الأخرى لأنه أراد أن يطهر بلاد المسلمين كلها من هذا الجنس الخبيث , ثم التفت شهاب الدين بعدها إلى رجل يقال له دانيال صاحب الجودى وكان قد أسلم فلما وصله خبر إشاعة مقتل شهاب الدين ارتد عن الإسلام مرة أخرى . ثورة بني كوكر وحالف بني كوكر وهم من كفار الأتراك ومساكنهم في جبال بين لاهور والمولتان وهي حصينة منيعة وقويت شوكتهم وقطعوا السبيل وأخافوا المسلمين ونهبوا قوافل التجارة ومما زاده في غيه وكفره ظنه مقتل شهاب الدين واتباع الهنود له وخروجهم عن الطاعة ,وكان شهاب الدين في هذه الأوقات قد أعد العدة لغزو بلاد الخطا 'كفار الترك' فغير عزمه وقرر البدء بهؤلاء الخونة الكافرين في مملكته فأعد شهاب الدين جيوشه بسرعة وهجم كالأسد الضاري على بن كوكر الخونة في يوم الخميس 25 ربيع سنة 602 هـ واشتدت مقاومة الكفرة وكان شهاب الدين قد قسم جيشه لفريقين فريق يقوده هو بنفسه يتولى الاصطدام مع الكفار وفريق يقوده بطل آخر وهو قطب الدين أيبك يكون كميناً يظهر في اللحظة الحاسمة وبالفعل ظهر قطب الدين بجيشه عند اشتداد القتال وتنادوا بشعار الإسلام 'الله أكبر' وحملوا حملة صادقة فانهزم الكافرون وأمعن فيهم المسلمون القتل وفر الكفار وصعدوا إلى تلال هناك وأضرموا فيها النار فكان أ حدهم يقول لصاحبه 'لا تترك المسلمين يقتلونك ثم يلقى نفسه في النار' فعمهم الفناء قتلاً وحرقاً وغنم المسلمون غنيمة هائلة حتى أن كل خمسة أسرى يباعون بدينار واشتد هذا النصر المبين على كل كافر وحاقد على الإسلام في بلاد الهند وما حولها . وفاته وجد أعداء الإسلام أنه لا سبيل للانتصار عليه إلا بقتل رأس الإسلام وبطله المقدم شهاب الدين فتسلل نفر من كفار الكوكرية الذين هزمهم شهاب الدين في الحرب السابقة ودخلوا في صفوف جيش شهاب الدين وكان شهاب الدين قد عزم على الخروج إلى بلاد الخطا وفي يوم 1 شعبان سنة602هـ كان شهاب الدين في خيمته يصلي قيام الليل وحده فدخل عليه الكفار وضربوه بالسكاكين حتى قتلوه فدخل عليه أصحابه فوجدوه على مصلاة قتيلاً وهو ساجد فأمسكوا بهؤلاء الكفار فقتلوهم جميعاً وكان رحمه الله شجاعاً مقداماً كثير الغزو إلى بلاد الهند عادلاً في رعيته حسن السير فيهم حاكماً بينهم بما يوجبه الشرع المطهر يلزم به الكبير والصغير , وكان له مجلس للعلماء يحضرون عنده فيتكلمون من المسائل الفقهية وكان هو رقيق القلب كثير البكاء يتفقه على المذهب الشافعي , لقيه غلام صغير من العلويين عمره نحو خمس سنين فدعا له وقال 'لي خمسة أيام ما أكلت شيئاً' فبكي شهاب الدين وعاد لفوره إلى داره واصطحب معه الصبي وقدم له أطيب الطعام ثم أعطاه مالاً بعد أن أحضر أباه وسلمه إليه وفرق في سائر العلويين مالاً عظيماً , وكان رحمه الله بحق بطل من أعظم أبطال الإسلام في بلاد الهند. |
|
|
|
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|