09-03-2010, 08:07 PM
|
|
القوة الشرائية .. من هم أهلها
القوة الشرائية .. من هم أهلها
ربما تفاجأ الكثير من الجماهير والمتابعين من تقرير مبيعات المتجر الرسمي (قيمي) والذي اظهر نتائج ربما بدت للوهلة الأولى تنصب الهلال بالنسبة الأكبر للشراء, وهو ما دعا الإعلام الأزرق لإبراز هذا الخبر فهو وللمرة الأولى يتحدث بلغة الأرقام الصريحة والتي طالما تفوق بها جمهور العالمي في الميدان لا خلف المكاتب وعلى الورق.
إلا أن ما يبدد تلك المفاجأه, وهو ما غاب عن الكثيرين, أن تقرير (قيمي) الذي طار به البعض فرحا قد صنف الترتيب حسب قيمة المبيعات وليس كم المبيعات, أي أنه لم يراع فروق السعر الناتجة عن اسم الشركة المصنعه ومستوى الخامات المستخدمه, وهو الذي جعل أسعار التيشرت الهلالي أكثر من ضعفي مثيله النصراوي, وينطبق الحال على أندية اخرى تجاوزت أسعار قمصانها مثيلاتها الصفراء, فالقميص الأهلاوي مثلا يصل سعره 200 ريال في حين لا يتجاوز سعر القميص النصراوي (الأصلي) 88 ريال والفئة الأقل 59 ريال. فضلا عن أن فانيلات العالمي لم ترتق لقناعة جمهوره من حيث الجودة في الخامات والتصنيع.
ليس ما سبق هو محور حديثي فربما أكون مخطئا في تحليلي, غير أن ما يحاول أن يتبناه فريق العمل الهلالي بدءا من استفتاء (زغبي) وانتهاء بأختها (أبسوس) ما هو إلا امتداد لمحاولة انتزاع كل ما بيد النصر من عناصر تفوق, بالتقليل من إنجازاته حينا وتحجيم نجومه وأثرهم حينا, وأخيرا وليس آخرا محاولة إقناع الرأي العام بأن الجماهيرية النصراوية التي يشاهدون بأم أعينهم ماهي إلا خداع بصري لا حقيقة له.
غير أن التقليل من الجماهيرية والتي لم يتح جمهور الشمس لكل فطن أن يغالط حقيقتها قد أصابتهم في مقتل لا لأنها تؤلمهم بولائها وعشقها فحسب, بل لأنها تعلم أن هذه الجماهيرية ذات الكم والكيف ستكون خيارا أول للمستثمرين في مجال الرياضة, وهو ما يعني تقليص الفروق المادية معهم والتي كانت من أهم العناصر التي أوصلتهم لما وصلوا إليه من هيمنة, والتي تضاعف أثرها بعد التحول للاحتراف, وعودوا للتاريخ ليحكي لكم كم كان فارق البطولات بين الفريقين قبل الاحتراف وكم أصبح بعده.
حديثي على عمومه لن أزعم فيه بأن مشجعي النصر هم الأكثر عددا (في ظل ابتعاده و تقلص منافسته على البطولات لعقد ونصف من الزمن ), ولكني أكاد أجزم بأن مشجعي العالمي الأكثر ولاء وانتماءا والتصاقا بناديها, وهو ما يجعلهم الأكثر حضورا, والأقوى صوتا. فالملاعب امتلأت بهم, وكل تصويت شهد لهم, وكل مناسبة أثبتت عشقهم وقوة انتمائهم, وهي نتاج ثقافة تشكلت بخصوصية قد لا يكون الوقت مناسبا للخوض فيها.
إن هذه النوعية من الجماهير هي وربي ما يمكن أن يطلق عليها (القوة الشرائية), فلن يستفيد معلن أو مقدم خدمة أو بائع سلعة أو راع لأي ناد من مشجع لا يعرف من ناديه سوى اسمه ولا من منتمي ربما كان انتماؤه جريا مع التيار او مشيا مع الموضه.
إن من يدفع قيمة تذكرة مباراة فريقه رغم تذبذب مستواه, وتكلفة رسالة جوال تدعم ناديه رغم عدم رضاه, ومن يتواجد في كل مكان وزمان خلف ناديه هو من يستحق أن يتصدر أي استفتاء طالما كان الهدف من ذلك الاستفتاء قياس الأثر الذي يمكن الاستفادة منه اقتصاديا, أما إن كانت الأهداف غير ذلك فلن نسمع صوت المنطق طالما ارتفع الزعيق.
بقلم الكاتب سليمان عبدالعزيز
|