البشاشة...أصل كل خير.
إن البشر والتبسم تزيد في عمر الإنسان
ويرتاح لها الضمير ويفرح بها الخاطر.
إن الترويح للنفس مطلوب ولكن بمقدار
وفعال لكن بوزن ومهم لكن بقدر.
إنه سلوان للحياة و مساعدة للرجال وصحة للبال.
إنك إن تركت الانشراح و الاستئناس فسوف تضيق عليك الدنيا
و تسود في عينيك و تنعكس عليك موازين البسيطة.
أضحك وكن دوما طلق المحيى غير معبس ولا مبسر بل
فرحا مسرورا وأجعل تعابير وجهك دوما كأنك مبشر بولد
واستلمت جائزة وحزت على منصب.
كن صاحب جانب لين وأريحية فذة و وجه وضاح
و والذي نفسي بيده لتضربن سمعتك في الآفاق
و تعلو في المعمورة ولتصبح مضرب المثل
و صاحب الأولوية و الأحق بالأفضلية والمتصدر في القائمة.
كن ظريف و صاحب نكت و دوما حاول إدخال السرور
على قلوب البشر لكي تتعود على الطرفة وتمتاز بالبسمة
وتصبح أنت من سمات الصدر الكبير والثغر الباسم
والقلب الحاني.
لا تجانب طريق السعادة وتخالفه بل أمشي نحوه
وأحترق من أجله وأبكي على مفارقته.
أضرب بفأس بسمتك عويل الحزن و أكسر بمطرقتك كأس اليأس
و أحرق بزمجرة نفسك حطام الشقاء.
إذا أردت راحة الدنيا و ثواب الآخرة فليكن اللطف حليفك
و الملح زادك و ستذكر مقالتي هذه.
لا تتغطرس بقصصك أو بضحكتك أو بمنصبك لان
ذلك موقوف على الخسران المبين.
نم مرتاح الضمير هنيئا النفس طيب الذكر فهذه
عوامل الرجل المثالي.
إن عبوس الوجه و التكدر الدائم وتقطيب الجبين
سوف يؤرث لك الشيخوخة المبكرة و النصب المستمر
والموت الدائم.
أفرش دنياك من زهور الأفندر وأمشي على بساط من نور
وليكن شعارك تبسمك في وجه أخيك صدقة.
أعبد الديان فسيرضيك بالراحة الأبدية والهداية القوية و السعادة الأخروية.
لا تنفك من المداعبة اللطيفة و المزاح العابر ليضرب حبك
في قلوب البشر و أفئدة الناس و شغاف حناياهم.
كن كالأحنف في الحلم وكعنترة في الإقدام وكحاتم في الكرم
و كسحبان في الخطابة و كالجاحظ في الكتابة و كأبو دلامة
في الفكاهة وأنا متأكد سوف تكون أحد المجددين في
العصر الحالي.