08-22-2013, 10:43 AM
|
|
معنى: { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }
|
|
|
|
معنى: { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فقد سألني أحد الإخوة - وفّقني الله وإيّاه - عن
قوله تعالى :
{ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }
فكان معنى ما قاله:
هل كلمة ( أهل )
الأولى والثانية لهما المعنى نفسُه ؟
وما الحكمة من تكرارها ؟
فالجواب إن شاء الله ما يلي :
معنى ( أهل )
هو حقيق وجدير كما تقول :
فلان أهل للإكرام، أي: مستحقّه.
ولمّا كان الشّيء الّذي يستحقّه المتّصف به ملازما له أُطلِقت كلمة ( أهل )
بعد ذلك على خاصّة المرء، وقرابته، وزوجِه.
ومعنى قوله عزّ وجلّ :
{ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى }
أنّه سبحانه وتعالى يستحقّ التّقوى وينبغي
أن تكون خشيته ملازمة للعبد.
ومعنى قوله تعالى :
{ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }
أنّ المغفرة من خصائصه سبحانه،
وأنّه حقيق بأن يَغفر لسعة رحمته وكرمه وإحسانه.
وفي إعادة كلمة ( أهل )
في الجملة الثّانية دون أن يقول :
( والمغفرة ) قولان للعلماء
1- فمنهم من قال :
إنّه مجرّد توكيد، للتّنويه بصفة المغفرة والتّوكيد كثير في القرآن الكريم.
2- ومنهم من تمسّك بالأصل في الكلام
وهو التّأسيس لا مجرّد التّوكيد.
فقالوا :
إنّ التّكرار هنا للإِشارة إلى اختلاف المعنى
بين ( أهل ) الأولى و( أهل ) الثّانية
فالأولى للدّلالة على أنّ التّقوى حقّ له
والثّانية للدّلالة على أنّ المغفرة حقّ عليه
من باب قول النبيّ صلّ الله عليه وسلّم :
(( اِحْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ )).
فلا بدّ من الوقوف أمام أسلوب التّكرار والحذف
في القرآن الكريم، لأنّه من أبْهَى صور البلاغة القرآنيّة.
ونظير ذلك :
إعادة فعل ( أطيعوا )
في قوله تعالى :
{ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }
للدّلالة على أنّ طاعة النبيّ صلّ الله عليه وسلّم قائمة بذاتها،
فحكمه وقوله في الدّين وحيٌ يجب امتثاله.
ولم يُعِد ذكرَ الفعل
( أطيعوا )
في الحديث عن أولي الأمر؛ للدّلالة على
أنّ طاعتهم ليست أصالة
ولكنّها تابعة لطاعة الله تبارك وتعالى.
والله الموفّق لا ربّ سواه |
|
|
|
|
❤[COLOR=green]اذا COLOR]❤
|