الندية ستزيل الإحتقان!!
الجميع يتساءل لماذا أصبح الوسط الرياضي وخاصة الإعلامي منه محتقناً لهذه الدرجة وفي هذا الموسم تحديداً ولماذا كثرت الشائعات والإتهامات .. ولماذا كل التفسيرات تتجه لسؤ النية ولا يمكن أن يمر تعليق ما أو حدث ويعتبر عفوي .. فكل التعليقات مهما زادت أهميتها أو قلت تندرج تحت مسمى الإسقاطات .. وبات الجميع يطالب الجميع بالإعتذار وأصبح الكل يصف الكل بالتعصب!!
الإجابة ببساطة على كل هذه التساؤلات هي عودة النصر للبطولات وتسيده للساحة الكروية فنياً .. هذا هو السبب الرئيسي للغليان الذي يحدث في وسط الإعلام الرياضي .. وهناك أسباب أخرى جانبية من أهمها تطور وسائل الإعلام وظهور مواقع التواصل الإجتماعي مما أعطى الفرصة لكل فرد في المدرج أن يعطي رأيه منفرداً ويرد على أي إساءة تصدر ضد ناديه بإساءة أخرى أكثر قسوة.
في السابق كانت منافذ الإعلام الرياضي محدودة جداً وتتكون من بعض الصحف الورقية وقناة تلفزيونية واحدة ومع هذه المحدودية كانت هذه المنافذ محتلة إحتلال تام من لوبي واحد وميول واحد ؛ يعرض فقط ما يفيد ميوله وناديه ويخفي كل ما يفيد الميول والأندية الأخرى وخاصة المنافس التقليدي (النصر).. هذه السياسة دون شك ولدت غضب وإحتقان شديد لدى جمهور النصر وإعلامه .. فلديهم الكثير ليقولونه وليحتجوا عليه ولكنهم لا يجدوا الفرصة فالتعيين في تلك المنافذ يتطلب التزكية من الهلاليين .. والإثباب بأن قلبك وقالبك أزرق لتجد الفرصة وتكتب عندهم.
وبعد تطور الإعلام وظهور الإنترنت والصحف الالكترونية ومواقع الجمهور أنفجر الجميع ولكن في البدايات لم يكن فريق النصر بحالة فنية جيدة ليتطاول مؤيدوه في آرائهم فكانت البدايات فقط هي محاولات نصراوية لكشف السيطرة الهلالية على الإعلام واللجان وكان يقابلها هدوء هلالي بسبب تفوق فريقهم فنياً وبسبب أن سيطرتهم مازالت مستمرة على أهم منافذ الإعلام الأكثر إنتشاراً.
وفي هذا الموسم تحديداً لمع النصر فنياً وسيطر على كل المسابقات ونال البطولة الأولى والثانية على الأعتاب لا يفصلهم عنها سوى أربع نقاط وربما ثلاث . فأصبح إعلاميو النصر أكثر ثقة وأكثر جرأة وعلا صوتهم وفي نفس الوقت أنجرح إعلام الهلال فأنفجر إذ كيف يتطاول عليهم هؤلاء وهم من إعتاد على التطاول على الجميع فإنفرط العقد واختفت المثاليات وخاصة من إعلام الهلال الذي كان يدعيها طوال الوقت .. وبدأوا يتصرفون كالمحموم الذي لا يعي مايقول وكلما إزداد غضب الهلاليون زادهم النصراويون ضغطاً في الملعب وفي الإعلام وأزداد الموقف إنفجاراً وأصبح على ما هو عليه الآن.
التعصب كان موجوداً في كل الأزمان .. والإنفلات أيضا كان موجوداً ولكن بدرحة أقل والفرق هو أن الهلاليين بدأوا يفقدون السيطرة على منافذ الإعلام جزئياً وتدريجياً بسبب تطور الإعلام وإزدياد منافذه ومع فقدهم للسيطرة الإعلامية جاءت السيطرة الفنية الكاملة للنصر في الملعب وإختطاف البطولات منهم .. فجن جنونهم وثارت ثائرتهم .. وما زاد الطين بلة أن إعلام النصر لم يرحمهم فمع أوجاعهم بهزائمهم وخسائرهم في الملعب زادهم أوجاعاً بكشف كل خباياهم الإعلامية وأصبح كل ما كانوا يجيدون إخفائه يظهر في التويتر بعد حدوثه بلحظات.
أنا شخصياً متفائل بخفوت هذه الظاهرة بشرط أن يستمر النصر في تألقه الفني وحصد البطولات وأن يعود الهلال مجدداً لحصد البطولات وكذلك الإتحاد والأهلي .. وقتها سيكون هناك توازن وستأخذ الأمور حجمها ووضعها الطبيعي .. الهلالي سيرضخ لقوة النصر وسيشفى من جنون العظمة والفوقية وسيقبل بتقاسم السيطرة وسيتجه للتفكير في تقوية فريقه لأن المنافس يعمل بجد .. والنصراوي سيشفى من إحتقان السنين العجاف وسيطرة الهلال وإعلامه على الساحة وسيعبر عن رأيه بحرية وثقة بسبب قوة فريقه ووجود المساحة والعدل في التعاطي.
إحترام النصراوي للهلال والإعتراف بنديته لابد أن يقابله إحترام الهلالي للنصر والإعتراف بنديته .. ونفس الحال ينطبق على الأهلاوي والإتحادي .. هنا فقط سيكون الوضع طبيعياً حتى وإن لم يخلو من المناوشات والمشاكسات بين الطرفين وهذا هو ملح المنافسة.
رامي العبودي
|