|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
عبد الرحمن الناصر وعهد الخلافة في الأندلس
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
عين الأمير عبدالله بن محمد الأول اخر الأمراء فى الأندلس حفيده عبدالرحمن الناصر بن محمد بن الأمير عبدالله ليرثه فى الحكم ، وكان عمر عبدالرحمن الناصر ثلاثة أسابيع ، وقد أولى الأمير عبدالله حفيده عبدالرحمن عناية خاصة وجعله أمينا على بعض أعماله ، وكان يسند إليه بعض المهام ليرثه فى حكم الأندلس من بعده ، ولم يخب ظن جده به ، فقد حقق اماله وامال الناس فيه . تلقى عبدالرحمن الناصر من جده الأمير عبدالله العناية وولاه العهد من بعده ، وربما كان ذلك تعويضا لفقدان ابنه محمد ، فما أن شب عبدالرحمن الناصر حتى ظهرت عليه علامات النجابة والذكاء ، وكان عند حسن ظن جده الذى توسم فيه الخير ، ولما توفى الأمير عبدالله تولى حفيده الناصر الحكم وكانت الأندلس يومها تحتاج إلى الهمة العالية والسياسة الحكيمة لحل مشاكلها وتوفير الإستقرار المطلوب والإستمرار فى دفع موكب الحضارة الخيرة والإنتاج الفكرى المترعرع فى ربوعها . كانت الأندلس قد أزعجها القلق بسبب بعض المخالفات الكائنة فيها ، كانت مهمته خطرة وصعبة ، وكان سنه يوم تولى الحكم ثلاثا وعشرين سنة لذلك بايعه كل أصحاب المكانة ولم ينافسه أحد . كان الناصر أميرا حازما ، وذكيا عادلا ، وعاقلا شجاعا ، محبا للإصلاح وحريصا عليه قاد الجيوش بنفسه ، فأنزل العصاة من حصونهم لشجاعته وسياسته الحكيمة بالسيف أو بالسياسة الرشيدة التى اتبعها ، عفا عمن طلب الأمان وعاد إلى الطاعة ، حتى أنه عين بعض المخالفين- بعد عودتهم إلى الطاعة - فى مناصب مهمة إذ كانوا من أصحاب الكفاءات ، أحبه الشعب وأخلص له ، وكان هو قدوة له ، لذلك استطاع أن يقضى على العصاة ويعيد للأندلس وحدتها ومكانتها أدب المتمردين من حكام الشمال الأسبانى وجعلهم يدركون قوة الأندلس حتى انقلب تحرشهم إلى خضوع تام لرغباته ، رضخوا للشروط التى يضعا لهم ويمليها عليهم ، بلغت الأندلس- أيامه - فى هذه المدة من القوة بحيث أن حكام أسبانيا الشمالية طلبوا أحيانا إلى السلطات الأندلسية التدخل فى حل مشاكلهم ......وتأكيدا لقوة الأندلس-مع أسباب أخرى- أعلن عبدالرحمن الثالث الخلافة الأندلسية فأنهى بذلك عهد الإمارة سنة 316 ه (929) م واستمر حكمه نصف قرن من الزمان ....يروى المقرى فى نفح الطيب(أنه وجد بخط الناصر -رحمه الله- : أيام السرور التى صفت له دون تكدير يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا ويوم كذا من كذا ....، وعدت تلك الأيام فكانت أربعة عشر يوما ) ....من كتاب التاريخ الأندلسى / تأليف عبدالرحمن على الحجى |
12-18-2018, 12:30 AM | #2 |
عضو ملكي
|
2
استمر عهد الخلافة فى الأندلس منذ سنة 316 إلى 400 هجرية ، حين توفى الناصر تولى الخلافة ابنه الحكم الثانى المستنصر بالله (350-366هجرية) كانت الأندلس مستقرة على أسس ثابته موحدة ، حدودها امنة ومتمتعة بالتقدم والعمران الباهر ، وكان الحكم قد أعده أبوه لمثل هذا المنصب ، فأسند إليه أمورا مهمة فى حياته ، واستمر الحكم راعيا لهذا الموكب أكمل مشاريعا بدأت قبله وأنشأ غيرها ، عرف بصفات كثيرة يبرز منها حبه للعلم ، وزادت العلوم ازدهارا وزهت الأندلس بمجالس العلم والجامعات والمكتبات العامة ، وكان الحكم نفسه عالما كبيرا ، جلب الكتب من البلاد الإسلامية كافة وبذل فيها الأموال الكثيرة ، كان الحكم ميالا إلى السلم مماجعل حكام الشمال الإسبانى يتصورونه ضعيفا ، فبدأوا ببعض الهجومات فجهز جيشا لتأديبهم ، وقاده بنفسه ورد المعتدين وأمن حدود بلاده ، ولما توفى- بعد حكم دام ست عشرة سنة - تولى وليده البالغ من العمر إحدى عشر سنة وهو هشام المؤيد بالله الحكم ، وبموت الحكم تتبدل الأحوال فى الأندلس وتأخذ الأمور والأحداث مجرى جديدا ، إذ لم يكن باستطاعة هذا الوليد النهوظ بأمور الأمة ،وهو غير قادر لصغر سنه على رعاية شؤون الدولة ، ونهض بعض الرجال لتولية غيره ، كما رغب اخرون أن يبقى هو ،ارتأت جماعة الصقالبة تولية المغيرة بن عبدالرحمن الناصر وكان عمره يومها سبعا وعشرين سنة ، وانتهى الأمر بقتل المغيرة والإبقاء على هشام المؤيد بالله ......كان الرجل القوى وراء هذه الأحداث محمد بن أبى عامر عرف بالحاجب المنصور حيث استطاع أن يأخذ السلطة لنفسه ويحكم باسم هشام ولما توفى ابن أبى عامر حكم بعده ابنه عبدالملك المظفر ثم ابنه الاخر عبدالرحمن (شنجول) وبمقتل الأخير تنتهى الخلافة فى الأندلس . ويرى بعض المؤرخين أن الخلافة تنتهى بموت الحكم المستنصر ولكن الدولة العامرية كانت امتدادا للخلافة إذ كانت تحكم باسمها وتحتمى بظلها . |
|
12-18-2018, 12:30 AM | #3 |
عضو ملكي
|
3 عهد الطوائفبعد انتهاء الخلافة فى الأندلس عاشت الأندلس سنوات من الفرقة والتنافس ، حاول عدد من المخلصين حتى سنة 422 هجرية استمرار وحدته وإعادة خلافته وبذلوا فى ذلك الجهود الكبيرة دون جدوى ، فانتابت الأندلس حالة مريعة تبعث على الأسى ، عندها يبدأ قيام الطوائف، حين تصدع بنيان ذلك الصرح الشامخ أعلن أهل قرطبة وعلى رأسهم أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور إلغاء الخلافة ، أسند القرطبيون أمرهم إلى شيخ الجماعة الوزير أبى حزم بن جهور قال ابن بسام فى الذخيرة (نقلا عن ابن حيان) : ( فأعطوا منه قوس السياسة باريها ،وولوا من الجماعة أمينها ، فاخترع لهم - لأول وقته - نوعا من التدبير حملهم عليه فاقترن صلاحهم به ، وأجاد السياسة فانسدل به الستر على أهل قرطبة مدته ) |
|
12-18-2018, 12:31 AM | #4 |
عضو ملكي
|
4أ
دار ابن الحزم بن جهور حكومة قرطبة ببراعة ونباهة أثنى عليها المؤرخون عاونه فى ذلك صفوة من الرجال ، كذلك كان ابنه الوليد بن جهور ، ضمت هذه الحكومة عدة مدن مثل جيان وبياسة من جبل الشارات شمال قرطبة حتى حدود ولاية غرناطة ،بعدها قامت ممالك أو دويلات مستقلة يحكم كلا منها أمير مستقل عن غيره من الأمراء ، قسمت الأندلس إلى ست مناطق رئيسية تضم كل منها إمارة أو أكثر .، هكذا وجدت فى الأندلس أوضاع يحكمها أمراء ، اتصف عدد منهم بصفات الأثرة والغدر ، هانت لديهم مصالح الأمة وتركت دون مصالحهم الذاتية ، باعوا خلقهم وبلادهم للعدو المتربص ثمنا لبقائهم فى السلطة ، أصاب الأمة الضياع بقدر ماضيعوا من الخط الخلقى المسلم ، يقول ابن بسام فى الذخيرة ( فتمخضت عن الفاقة الكبرى ، والت بمن اتى بعدها إلى ماكان أعضل وأدنى ، مما طوى بساط الدنيا ، وعفى رسمها ، وأهلك أهلها ) |
|
12-18-2018, 12:31 AM | #5 |
عضو ملكي
|
5
سقوط طليطلة كان يحكم قشتالة فردلند ، وكان ملك أسبانيا شانجه الثالث قد عين ابنه فرلند ملكا على قشتالة ، وفى تلك الأثناء كانت ممالك أسبانيا النصرانية تتحد فى الشمال ، بينما كانت ملوك الطوائف تتنازع ، وحين توفي شانجه ،توحدت قشتالة وليون فى مملكة واحدة حكمها فردلند ، وقبل وفاة فردلند قسم المملكة بين أولاده الثلاثة : وضع شانجه ولده الأكبر على قشتالة ، والفونش على ليون وأشتوريس ،وغرسيه على جليقة والبرتغال ، وثارت الحرب بين الإخوة ، وجرت معارك بين شانجه وأخيه الفونش ، انتصر فيها شانجه الذى قبض على الفونش ، فأقام فى دير ساهاجون ، ثم هرب منه إلى طليطلة لاجئا عند ملكها يحيى بن اسماعيل بن ذي النون الملقب بالمأمون ، رحب به المأمون غاية الترحاب وبالغ فى إكرامه وأنزله دارا مجاورا لقصره ، وجعل له دارا أخرى خارج المدينة ذات حدائق ، تكون منتزها له ولمرافقيه ، قضى الفونش بطليطلة تسعة أشهر ، درس فيها أحوال المدينة ، تنفيذا لاستيلائه عليها ، جزاء حسن المعاملة والمبالغة فيها ، الذي يعتبر نوعا من الغفلة ، ثم ان شانجه بعد أن ضم إليه ليون انتصر على غرسيه وضم إليه جليقة والبرتغال ، لجأ غرسيه إلى أشبيلية عند بني عباد ، وحينما ذهب شانجه سنة 465 هجرية للاستيلاء على سمورة التي كانت تحت إدارة أخته أوراكه اغتاله أحد الفرسان ، ربما بتدبير أخته ، ثم يستدعى الفونش لتولي الحكم مكان أخيه شانجه ، فرحل عن طليطلة بالغبطة لما ناله وبالتكريم ، ولم يطلب المأمون منه إلا الصداقة ، وقطع له الفونش ماشاء من العهود ولم يكن -كما يظهر مسلكه- ينوي الوفاء بها ، أصبح الفونش ملك لقشتالة وليون وجليقة وأصبحت اسبانيا النصرانية موحدة . |
|
12-18-2018, 12:32 AM | #6 |
عضو ملكي
|
6
لما توفي المأمون بن ذي النون سنة 476 هجرية ، خلفه حفيده الملقب بالقادر فى حكم طليطلة ، أصبح الإستيلاء على طليطلة شغل الفونش الشاغل ، فقام بالإغارة على أراضي طليطلة وعاث فيها سفكا وتخريبا ونسفا لمزارعها واستمر على ذلك سنوات لينهك قواها حتى سقطت طليطلة في شهر محرم سنة 478 هجرية ، ينقل المقري في نفح الطيب قول بعض المؤرخين : (أخذ الأذفونش طليطلة من صاحبها القادر بالله بن المأمون يحيى بن ذي النون بعد أن حاصرها سبع سنين ، وكان أخذه لها في منتصف محرم سنة 478 هجرية ) كان إيواء طليطلة للأدفونش (الفونسو السادس بن فردلند) -أيام نفيه- نقمة عليها وسببا للتعجيل بسقوط المدينة ... يشير إلى ذلك ابن الخطيب بقوله ( وسكناه بطليطلة واطلاعه على عوراتها هو الذي أوجب تملك النصارى بها ) بل إنه فضلا عن انتفاعه - حين إقامته في طليطلة- من معرفة دروبها وخططها ، تذكر بعض الروايات ( أن الفونسو استمع ذات يوم ، -وهو متظاهر بالنوم - إلى حديث المأمون مع وزرائه في كيفية الدفاع عن طليطلة ، واحتمال مهاجمة النصارى لها ، واستيلائهم عليها ، وكيف يمكن ذلك وبأي وسيلة ، وقد أجاب بعضهم أن النصارى لايستطيعون الإستيلاء على مدينة بمثل هذه الحصانة ، إلا إذا أنفقوا سبعة أعوام على الأقل ، في تخريب أحوازها وانتساف مؤنها ) العجيب أن بعض ملوك الطائف وقفوا جامدين لايتحركون لنجدة طليطلة ، وكأن الأمر لايخصهم ، بل إن عددا منهم كان يرتمي على أعتاب الفونش ، بذلة تأباها النفس المسلمة ، قام حاكم بطليوس عمر بن محمد بن الأفطس الملقب المتوكل على الله ببعض واجبه تجاه طليطلة في محنتها التي لو أدى بقية ملوك الطوائف مايجب عليهم لما لاقت هذا المصير ، وكان بعضهم لاهم له إلا تحقيق مصلحته ، انتحلوا الأوصاف واقتسموا ألقاب الخلافة فتلقبوا بالناصر والمنصور والمعتمد والمظفر .....وقال في ذلك الشاعر : مما يزهدني في أرض أندلس ***** أسماء معتمد فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها ***** كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد وان كان لااتفاق مع الشاعر في هذا النوع من الزهد ، فان هذا الأمر يزهد في التخلف عن نصرتها من كتاب : التاريخ الأندلسي |
|
12-18-2018, 12:33 AM | #7 |
عضو ملكي
|
7
لما توفي المأمون بن ذي النون سنة 476 هجرية ، خلفه حفيده الملقب بالقادر فى حكم طليطلة ، أصبح الإستيلاء على طليطلة شغل الفونش الشاغل ، فقام بالإغارة على أراضي طليطلة وعاث فيها سفكا وتخريبا ونسفا لمزارعها واستمر على ذلك سنوات لينهك قواها حتى سقطت طليطلة في شهر محرم سنة 478 هجرية ، ينقل المقري في نفح الطيب قول بعض المؤرخين : (أخذ الأذفونش طليطلة من صاحبها القادر بالله بن المأمون يحيى بن ذي النون بعد أن حاصرها سبع سنين ، وكان أخذه لها في منتصف محرم سنة 478 هجرية ) كان إيواء طليطلة للأدفونش (الفونسو السادس بن فردلند) -أيام نفيه- نقمة عليها وسببا للتعجيل بسقوط المدينة ... يشير إلى ذلك ابن الخطيب بقوله ( وسكناه بطليطلة واطلاعه على عوراتها هو الذي أوجب تملك النصارى بها ) بل إنه فضلا عن انتفاعه - حين إقامته في طليطلة- من معرفة دروبها وخططها ، تذكر بعض الروايات ( أن الفونسو استمع ذات يوم ، -وهو متظاهر بالنوم - إلى حديث المأمون مع وزرائه في كيفية الدفاع عن طليطلة ، واحتمال مهاجمة النصارى لها ، واستيلائهم عليها ، وكيف يمكن ذلك وبأي وسيلة ، وقد أجاب بعضهم أن النصارى لايستطيعون الإستيلاء على مدينة بمثل هذه الحصانة ، إلا إذا أنفقوا سبعة أعوام على الأقل ، في تخريب أحوازها وانتساف مؤنها ) العجيب أن بعض ملوك الطائف وقفوا جامدين لايتحركون لنجدة طليطلة ، وكأن الأمر لايخصهم ، بل إن عددا منهم كان يرتمي على أعتاب الفونش ، بذلة تأباها النفس المسلمة ، قام حاكم بطليوس عمر بن محمد بن الأفطس الملقب المتوكل على الله ببعض واجبه تجاه طليطلة في محنتها التي لو أدى بقية ملوك الطوائف مايجب عليهم لما لاقت هذا المصير ، وكان بعضهم لاهم له إلا تحقيق مصلحته ، انتحلوا الأوصاف واقتسموا ألقاب الخلافة فتلقبوا بالناصر والمنصور والمعتمد والمظفر .....وقال في ذلك الشاعر : مما يزهدني في أرض أندلس ***** أسماء معتمد فيها ومعتضد ألقاب مملكة في غير موضعها ***** كالهر يحكي انتفاخا صورة الأسد وان كان لااتفاق مع الشاعر في هذا النوع من الزهد ، فان هذا الأمر يزهد في التخلف عن نصرتها من كتاب : التاريخ الأندلسي |
|
12-18-2018, 12:33 AM | #8 |
عضو ملكي
|
8
دخل الفونسو السادس طليطلة بعد أن أعطى أهلها الأمان، بضمان حرياتهم واحترام شعائر دينهم وحقوقهم وحرمة مساجدهم ، لكن بعد شهرين فقط نقض هذه العهود وحول مسجد مدينة طليطلة الجامع إلى كنيسة بقوة السلاح ، وحطم المحراب ليقام الهيكل مكانه ، علما بأنه نص في شروط تسليم المدينة إلى الفونش بأن يحتفظ المسلمون بمسجدهم الجامع ، بعد شهرين فقط شرع فى تغيير المسجد الجامع بها ، خاتمة النوائب ، ونكبة الشاهد والغائب ، فقال له ( ششنند) : إنك ان فعلت أوغرت الصدور وأبطلت التدبير ، وسكنت من نشط ، وقبضت من انبسط ، فشمخ ادفونش بأنفه وثنى من عطفه وأصغى إلى طنانة جنونه وسخفه ، وأمر بتغيير المسجد في شهر ربيع الأول سنة 478 هجرية ،(قال ابن بسام في الذخيرة ):وحدثني من شهد طواغيته تبتدره ، في يوم أعمى البصائر والأبصار منظره ، وليس فيه إلا الشيخ الأستاذ المغامي اخر من صدر عنه ، واعتمده في ذلك اليوم ليتزود منه ، وقد أطاف به مردة عفاريته ، وسرعان طواغيته ، وبين يديه أحد التلامذة يقرأ ، فكلما قالوا له عجل ، أشار هو إلى تلميذه بأن أكمل ، ثم قام ما طاش ولاتهيب ، فسجد به واقترب ، وبكى عليه مليا وانتحب ، والنصارى يعظمون شأنه ، ويهابون مكانه ، لم تمتد إليه يد ، ولاعرض له بمكروه أحد . |
|
12-18-2018, 12:34 AM | #9 |
عضو ملكي
|
9
لما حصل الطاغية ادفونش -لعنه الله- بطليطلة شمخ بأنفه ، ورأى أن زمام الأندلس قد حصل في كفه ، فشن غاراته على جميع أعمالها ، حتى فاز باستخلاص جميع أقطار ابن ذي النون واستئصالها ، وذلك ثمانون منبرا سوى البنيات ، والقرى المعمورات ، وحاز من وادي الحجارة إلى طلبيرة وفحص اللج وأعمال شنتمرية كلها ) بعد نزول النكبة بالأندلس بسقوط طليطلة وما حولها ، تصور ملك قشتالة أن أمراء الطوائف كافة غدوا رهن اشارته وطوع بنانه ، وأنه سيقضي عليهم الواحد بعد الاخر ، لذلك علت مكانته بين ملوك النصرانية وتسمى بالأمبراطور ذي الملتين ( الإسلامية والنصرانية ) ....لكن الأمور لم تجر على هواه لما عصفت به رياح الأخوة في المغرب ، كاسحة إثمه ومطاردة جيشه ، يقول ابن بسام فى الذخيرة ( فالحمد لله موهن أيده ، ومبطل كيده ، وجزى الله أمير المسلمين ، وناصر الدين ، أبا يعقوب يوسف ابن تاشفين ، أفضل جزاء المحسنين ، بما بل من رماق ، ونفس من خناق ، ووصل هذه الجزيرة من حبل ، وتجشم إلى تلبية دعائها واستنقاذ ما بها ، من حزن وسهل ، حتى ثل عروش المشركين ، وظهر أمر الله وهم كارهون والحمد لله رب العالمين ) نظمت فى سقوط طليطلة القصائد منها : لثكلك كيف تبتسم الثغور *****سرورا بعد ما سبيت ثغور لقد قصمت ظهور حين قالوا ***** أمير الكافرين له ظهور طليطلة أباح الكفر منها ***** حماها إن ذا نبأ كبير مساجدها كنائس أى قلب ***** على هذا يقر ولا يطير فيا أسفاه يا أسفاه حزنا ***** يكرر ما تكررت الدهور يطول على ليلي رب خطب ***** يطول لهوله الليل القصير وقيل تجمعوا لفراق شمل ***** طليطلة تملكها الكفور ولاتجنح إلى سلم وحارب ***** عسى أن يجبر العظم الكسير ونرجو أن يتيح الله نصرا ***** عليهم إنه نعم النصير |
|
12-18-2018, 12:34 AM | #10 |
عضو ملكي
|
10
المأساة البربشترية بربشتر هي احدى مدن مملكة سرقسطة ، حكمها بنو هود أيام الطوائف ، وغدت من أعمال أبي عامر يوسف حسام الدولة الملقب بالمظفر، الذي شارك أخاه المقتدر بالله حكم إمارة سرقسطة بعد وفاة أبيهما المستعين بالله ، وفي أيام المظفر حلت بهذه المدينة نكبة اهتزت لها الأندلس ، ارتكبت فيها أعمال وحشية وجرائم مذهلة ولم ينجدها المظفر ولا أخوه المقتدر ، هذه الحادثة هي مهاجمة النورمانيين او النورمانديين للمدينة وفتكهم بأهلها اتصفت هذه الحملة بطابعها الصليبي ، فأعظمت في المسلمين النكاية .،والنورمانديين هم جماعة من الوثنيين ، الذين دخلوا النصرانية ،واحتلوا منطقة في شمالي غربي فرنسا وسكنوها في بداية القرن الرابع الهجري ، حملت اسمهم نورماندي ، وهناك بعض المصادر الأوربية التي تؤكد أن البابا اسكندر الثاني هو الذي أشار على النورمان بحرب المسلمين في الأندلس . |
|
|
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|