|
التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
|
|
|
|
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
فلسفة النصر
تعثر على مشارف القمة بحجر..
كاد السقوط.. تمسك بغصن شجرة.. أعاد توازنه.. استجمع قواه.. زأر كالأسد قفز كالفهد.. فاعتلى القمة بأمان وانتصار.. انتصر على التردد.. على الهزيمة النفسية.. على التفكير بأنه ليس الأول.. حتى عندما كان الثاني.. كان يرى نفسه الأول.. فحقق الأول.. لم يرسم لنهاية الرحلة إلا لوحة واحدة.. تزدحم بها الأفراح والجوائز.. هي اللوحة التي كنتم ضمن عناصرها فجر الثاني عشر من رمضان.. فعاش عشّاقه أحلى الأيام.. لقد انتصر النصر وحقق دوري الأمير محمد بن سلمان الاستثنائي .. هذا الفصل الأخير من الحكاية.. فما بداية الحكاية من بعيد ..بعيد جداً..؟ الرياضة متعة.. وكرة القدم عشق.. قبل خمسين عاماً عرف السعوديون هذا اللون من الحياة.. الرياضة وفرقها وبطولاتها ولاعبيها فاستمتعوا وعشقوا كغيرهم من الشعوب.. بين تلك الأندية هناك من تفرد بفلسفته الخاصة.. فاختلف. جمهوره يعشق كشاعر، وكيف يعبّر العاشق عندما يوهب ملكة الشعر..!؟ يتحدث كخطيب مفوّه، وكيف يتحدث من يوهب فن الخطابة..!؟ يكتب كسيناريست.. وكيف يكتب من يوهب شطارة السيناريو..!؟ يحاور كسياسي مخضرم.. وكيف يحاور ويناور من حاز خبرة السياسي المخضرم..!؟ تفوق فريقهم في زمن مضى بعدد البطولات وعدد مرات الفوز على أعتى الخصوم، واكتسح الأرقام القياسية والأوليات في زمن ما قبل الاحتراف، وفي بدايات عهد الاحتراف.. مع ذلك لم تشغلهم تلك الأرقام كثيراً ولم يسردوها في صفحات الورق والمنتديات.. لأن الأرقام والحسابات ليست لغة الشاعر ولا الأديب ولا الرسّام ولا الفنان. الأرقام خالية من المذاق للمتيّمين.. لكنهم يسيحون عشقاً لهدف من لاعبهم الأسطورة؛ لما لا وذلك الهدف ليس كأي الأهداف.. هدف أصبح أيقونة ورمزاً وتأريخاً لمرحلة ما.. سواء في ناديهم أو منتخب الوطن.. وعشقهم لماجد بالأمس هو عشقهم لحمد الله اليوم. ويرددون عبارة تحوّلت لمثل أطلقها الرمز الرئيس الأقدم في العالم بزمانه كعبارة (النصر بمن حضر)؛ لما لا وهم يستمعون لمتحدث من أذكى المتحدثين ولمسؤول رياضي من أدهى المسؤولين.. وحبهم لعبدالرحمن بن سعود وفيصل بن تركي بالأمس هو حبهم لسعود السويلم اليوم. تجدهم يدندنون بأغنية آسرة من أغاني فريقهم كتبها واحد من الجمهور العاشق .. كـ شفتوا النصر وشلون يسعد ملايين.. شفتوا الحياة برجعته كيف صارت.. هم هكذا مختلفون.. تركوا لغيرهم التحدث بتشنج عن الأرقام والاستفتاءات التي لم تمنح هذا الغير يوماً حلاوة المذاق، فهؤلاء المنافسون كسائق صهريج الماء العَطِش.. أقرب لمقولة ذلك الشاعر العربي: كالعيس في البيداء يقتلها الظما.. والماء فوق ظهورها محمولُ.. لن تحتوي موسوعة ويكيبيديا على جواهر النصر المختلفة تلك.. لكن حتماً.. حوتها مئات وآلاف الدواوين الشعرية واللوحات الفنية وأوراق المبدعين ومدونات الكتّاب والمغردين واحتضنها وجدان العشّاق لهذا الكيان العظيم فوق مساحة الوطن العربي الكبير.. لو كانت الأندية قصائد.. فلا أشك أن النصر سيختاره العاشق قصيدة يخاطب بها معشوقته.. والناجح يبشر بها أمه وأباه.. والفارس يزرع بها الرعب في نفوس خصومه.. وحتى الحزين ليخاطب بها القمر فيسليه.. لم يفهم كثيرون هذا النصر.. ونعتوه بأنه فريق الرموز هذا اللاعب وذاك الرئيس.. وهم صادقون بذلك فهو فريق الرموز، وخائبة نواياهم في ذات الوقت؛ لأنهم جهلوا طبيعة هذه الرمزية؛ التي تمثل أعمق درجات الهيام في مرحلة الاستقرار، وأقصى مستويات الديمقراطية في مرحلة النقد والمراجعات؛ لذا يظن كثير ممن لم يعتد على هذا الميزان من العلاقة بين الجمهور والإعلام وبين الكيان أن هناك تذبذب وتناقض مواقف، وهي في الحقيقة فلسفتهم التي صاغوها وصاغها كيانهم. ما هي الرياضة بلا رموز؛ ألم نقل إنها مساحة للمتعة والفرح بالنسبة للجماهير.. ألا يجلب هذه المتعة وذاك الفرح أولئك الرموز من خلال إبداعهم داخل الملعب كلاعبين ومدربين وخارجه كرؤساء وإعلاميين.. لا تذكر كرة القدم إلا ويذكر بيليه ومارادونا وزيدان ورونالدو وميسي ومحمد صلاح وغيرهم.. وقبل أن أختم.. تواصلت الحالة النصراوية بتفردها.. فالجمهور متألم لاعتذار سعود السويلم عن ترأس الكيان النصراوي.. رغم انتصارهم ببطولة الدوري؛ فإن آلامهم على فراق السويلم طغت على أفراحهم بالدوري.. إن الرياضة بالنسبة لهم شؤون حياة ويوميات إنسان.. وليست بطولات فقط يهبّون عند تحقيقها ويتوارون عند خسارتها.
آخر تعديل الصاعقه يوم
12-14-2020 في 11:52 PM.
|
12-14-2020, 08:23 PM | #2 |
وفـي جديد
|
بلسم ديسمبر الحزين 2020
هذه المقالة بلسم للمتيمين .. عشاق النصر.. خاصة في شهر ديسمبر الحزين 2020.. هذه المقالة (فلسفة النصر) لا تصلح إلا للنصر.. إلا لجمهور يتفاعل بإيجابية عندما يفرح وأيضاً عندما يحزن.. يستمتع في كلا الحالتين مع عدم تخليه عن حزنه.. إنها معادلات كيمياء خاصة لا تتفاعل إلا في معمل النصر.. وقوانين فيزياء استثنائية لا تنطبق إلا في الفضاء النصراوي .. افرحوا احزنوا بمتعة لا يعرفها غيركم..
|
|
12-15-2020, 02:21 AM | #4 |
نائبة المدير العام لشؤون الاقسام
|
مهما صار مع العشق العالمى فى كل حالاته وضروفه
من جد مقال بلسم على القلب يغطى على الحزن عالعالمى الف شكر وتقدير على ماقدمت استاذ يوسف ولاتحرمنا جديدك وابداعك واحلا تقيم تستاهل |
|
|
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
|
ادارة المنتدى غير مسؤوله عن التعامل بين اﻻعضاء وجميع الردود والمواضيع تعبر عن رأي صاحبها فقط |
|
|