فرنسي أم إيطالي ؟
هل سنقول "لزينقا" (آريفاديتشي) بالإيطالية أي الوداع بحب و ود كبيرين ؟ كما قلناها لذلك المدرب (بون فوياج) وهي نتمنى لك رحلة طيبة بالفرنسية وكانت بحب و ود كبيرين أيضا على الأقل في المرة الأولى.
لا زلنا نذكر ذلك الموسم الرائع لنصرنا مع مدرب جديد في ذلك الوقت وهو الفرنسي "جان فيرنانديز" حين جاء ومعه مساعدة "كيفالي" وأوجدوا فريقاً من العدم .. وبدأ الدوري ونحن نعاني من نقص في اللاعبين المؤثرين أمثال "الموسيقار" بينما "كينيدي" لم نرى منه في البداية الكثير وكان في طور التأقلم مع طريقة الجهاز التدريبي الجديد وتطبيق توجيهاتهم و "أزميجاني" هو الآخر جديد وأيضاً يحتاج إلى التأقلم وأن يعرف دوره جيداً .. فما كان من الفرنسيين إلا أن وضعوا إستراتيجية طويلة المدى لبطولة النفس الطويل "الدوري".
وجد ذلك الجهاز التدريبي الفرنسي أن من الأهمية بمكان تعزيز قوة الدفاع لدى الأصفر البراق في ظل نقص العناصر هجومياً و وسطا وقاموا بتطبيق تكتيك دفاعي صارم حتى فرطوا بلاعب لديه من المهارة وقوة التسديد الشيء الكثير فأعادوه لسد ثغرة الظهير الأيمن "أزميجاني".
وبدأ الدوري فرأينا الفريق متماسك وقوي دفاعياً ولكن ضعيف هجومياً وفي آخر ربع ساعة يزج "فيرنانديز" بطيب الذكر "خالد الدحيدح" ليحرز الهدف بعد أن يوعز لمن يجيد الأوفرات العرضية الرأسية أن يبدأ في مهمته و "خالد" متحفز لها وينجح في إحراز الهدف من ضربة رأس .. وأستمر الفريق على هذا النحو قرابة ثمانية أو تسعة مباريات وهو يقوم بإغلاق المناطق الخلفية ولعب المرتدة وحين يتعذر عليه التسجيل يأتي دور "خالد" التكتيكي فنكسب اللقاء بهدفه حتى عاد "الموسيقار" فأكمل المشوار وحصلنا على ذلك الدوري بالإستراتيجية الصحيحة والواقعية والتكتيك المناسب.
ولدي معلومة تقول بأن "فرانك ريبيري" يعد "فيرنانديز" الأب الروحي له فهو من أعطاه الفرص وأتقن تعليمه كما هو حال "باتيستيوتا أو باتيقول" والذي كاد أن يترك كرة القدم لولا "أوسكار واشنطن تباريز" مدرب الأوروجواي فهو من درب "باتيقول" في بوكا جونيورز .. والقصد من ذكر هذه المعلومة هي لكيلا نقلل من عمل المدربين المبدعين ونصبح لا نرى سوى إخفاقاتهم.
لدي شعور قوي بأن هذا الموسم سيكون لدينا إستراتيجية مشابهة نوعاً ما ولكنها محكومة بأمور شتى منها على سبيل المثال العوامل الخارجية ويندرج تحت ذلك أمور أخرى أيضاً منها أولاً التوفيق من رب العزة والجلال ثم التحكيم ونزاهته ثم افتعال القضايا على وسائل الإعلام وفي أروقة اللجان من ذلك اللوبي المعروف كما عهدنا منه يأتي بعد ذلك الدور الذي ستلعبه "الداينستي" أو السلالة التي تعاقبت على رئاسة النادي والتي يطول تأطيرها ولكننا نستطيع أن نقول بأنها الفئة الساعية سعياً حثيثاً خلف مصالحها ويمثل لها النادي إرث يجب الحفاظ على رئاسته حتى وإن كانت غير قادرة على إعادته لأمجاده وهي تعلم هذا جيداً فهو بالنسبة لها يعد من الممتلكات والأصول الثابتة وهو منبر هام في ظل عدم وجود منبر آخر بالنسبة لهم فيا ليتهم فقط يصبرون حتى يعود الأصفر البراق لوهجه ويرون ما سيفعله كحيلان في الأربعة سنوات كاملة مكملة ثم لكل حادث حديث.
بقي أن أقول أن العوامل الداخلية هي الأهم فحين تضع إذن من طين وأخرى من عجين بالنسبة للأمور والعوامل الخارجية وتقلل من شأنها وتعطي التنبيهات للاعبين ليبقى تفكيرهم فقط داخل الميدان وأن لا يتشتت تركيزهم فإنك تقطع شوطاً كبيراً نحو الوصول إلى أهدافك الموضوعة في إستراتيجيتك وهذا يقع على عاتق الجهازين الفني التدريبي والإداري متصلاً بإدارة النادي فهي من يجب أن يكون لديه هذا الوعي لتقوم بتعزيزه داخل أروقة النادي وحتماً سنرى نتاج ذلك نجاح ومنجز يفتح آفاق جديدة ويعيد صياغة التطلعات إلى مستوى أرفع بكثير.
اللاعبون وهذه رسالتي لكم: أنتم من يجب عليكم مقابلة الوفاء بالوفاء ولا يتأتى ذلك إلا بالعمل الجاد والانضباط والبعد عن أية مؤثرات تعيق إيصال رسائلكم لنا وللإدارة وللمدرب وطاقمه التدريبي بأكمله وحين أقول لنا أي الجماهير العريضة جماهير الشمس ومدرج الوفاء الذي الآن وفي كل لحظة يبني ويعقد الآمال على خروجكم من القمقم كالفرسان ولن أقول المردة لأنهم أطياف وأشباح فمن منكم سينجح بامتياز وينال الدرجة الكاملة ومعها الحب والعرفان من قلوب الملايين؟ .. من منكم سيترك السهر وسيحتفظ بطاقته وجهده ليبذله على العشب فتتساقط قطرات العرق وهو يتطلع للبطولة وإسعاد بيوت وشوارع وكبار وصغار وصبيه يتوشحون ألوانكم ؟
لا تخذلونا فنحن نرجوكم ونبكي ألماً وحرقة ويرتفع الضغط والسكر لدينا وصدق من قالها حتى وإن كانت من باب الشماتة فرب كلمة تخرج بسوء قصد فتكون هي المفتاح .. ردوا عليه ببطولة كبرى وليس بتحسين مركز فنحن رددنا وتمسكنا بكم وحضرنا وعبرنا عن فخرنا وبقي أن نراكم تردون على أرض الميدان فالله الله بهذه الأمانة ارعوها حق رعايتها فقد رعاها من هم أقل منكم قدرات وفنيات ومهارات مع ذلك الفرنسي فأسعدونا ولا نزال نحتفي بذلك الإنجاز.
"إستراتيجية بدون تكتيك طريق بطيء للانتصار. تكتيك بدون إستراتيجية ضوضاء قبل الهزيمة"
|