النصر وينه: في الاستراحة !!!
النصر فريق في "دوري الكبار"، وأحد الثوابت الكروية في تاريخ الكرة السعودية، ويتميز بوجود جماهيره الأكثر على المستوى الخليجي لكنه يعاني حالياً معاناة كبيرة تتمثل في خلاف شرفي مستمر وفكر إداري غير ناضج ما تسبب في خلو خزانة النادي من مبالغ كافية لتسيير أمور الفريق حتى وصل بهم الحال إلى السفر للمجمعة لمواجهة الفيصلي قبل المواجهة بثلاث ساعات، والبقاء في استراحة لحين اقتراب بدء اللقاء.
أيعقل أن يتسبب الإهمال الإداري في الفريق إلى هذه المرحلة التي تكون فيها "استراحة" المكان المناسب لاستضافة البعثة النصراوية في المجمعة، أعانك الله أيها المخلص يا سالم العثمان.
النصر فريق مهزوم نفسياً ذهب إلى المجمعة وسط غياب رئيس النادي ونائبه -الذي وصل للملعب قبل صافرة البداية أو بعدها بدقائق-، كما يفتقد إلى مدير الكرة المحتج عقب آخر مواجهة دورية في رمضان قبل 3 أسابيع، وكذلك لأعضاء مجلس الإدارة الذين لا يعرف بعضهم تاريخ تحقيق الفريق لبطولتي الدوري والكأس في عام واحد.
أعتقد أن الآلية التي يدار بها النصر إدارياً وكذلك فنياً هي التي ستعود بالفريق إلى نقطة الصفر مجدداً، إذ أن المتتبع للنصر خلال الخمس سنوات الماضية والذي تعاقبت عليه إدارتين يجد أن الوضع لم يتغير، تعاقدات مع أجانب عديمي الفائدة، وتسليم الأمور الفنية لمدربين تسبقهم بطالتهم، وقصص طردهم من فرق سابقة، والمحصلة غياب عن التواجد في المنصات فضلاً عن إيجاد فريق ذو هيبة فنية، وأجزم أن هذا ما يريده أنصار النصر قبل تحقيق لبطولات، وهو من أبسط حقوقهم.
المشكلة أن الفكر النصراوي الحالي لا يخلو من مكابرة، وتفرد بالرأي، وتغليب المصالح الخاصة على نظيرتها العامة، وغياب كلي لشعار "النصر أولاً"، بشهادة قضية "ماسا" المعلقة، والهيئة الشرفية عديمة الجدوى وفاقدة الدعم.
النادي أصبح بكل بساطة مفرغ من كفاءاته الفنية والإدارية والشرفية في ظل إتباع سياسة "ما أريكم إلا ما أرى"، وهي التي ستقود النصر إلى المجهول.
الموسم الماضي ومنذ أن طرح اسم الإيطالي زينجا لخلافة داسيلفا وهو يجد معارضة جماعية جماهيرية وشرفية وكذلك من بعض أصحاب القرار في داخل النادي لكن الرئيس ولوحده هو من أصر عليه، وارتبط معه بعقد لعامين ووضع النادي في حرج بالغ وهو يوافق على شرط جزائي يصل إلى 12 مليون ريال من دون الاستناد إلى أصحاب الخبرة والكفاءات النصراوية التي تم إقصائها من ناديها، وهو ما أسهم في الاستمرار بالأخطاء، والقادم "محبط" أكثر، ما دامت هناك قائمة طويلة من الوعود لم يتم الإيفاء بها حتى الآن، وعلى رأسها تحويل النصر إلى أفضل فريق في آسيا وهو الذي لم يستطع حتى الآن أن يكون الأفضل في العاصمة السعودية الرياض.
عودة النصر تبدأ بعودة أبنائه المخلصين ونجومه الكبار، والسعي إلى أن يكون مستوى محبة وإخلاص إدارته مثل جماهيره، وعلى الإدارة أن تعود إلى تجربة مجلس جماهير النصر في الغربية قبل أيام، وتشاهد الصورة الجماعية التي تحرك الصخر وليس أعضاء شرف أضاف لهم النصر وهم لم يضيفوا له إلا الخلافات وكفى بها من إضافة مقيتة.