لم يشفع للنصر تاريخه الإداري الطويل مع مؤسسيه المخلصين والرمز النصراوي العظيم ولا تاريخه الفني مع مدربي العالم العديدين أمثال بروشتش وزاجالو وهيربان وجويل سانتانا وفرنانديز ولا تاريخه النجومي بسلسلة النجوم التي لا حصر لها بقياده الجوهرة السمراء , أقول لم يشفع هذا كله في تجهيز فريق يخوض منافسات الموسم ليحفظ ذلك التاريخ ويفرض سيطرته على مجهولي التاريخ الكروي والبطولي الذين يسبقونه اليوم في سلم ترتيب دوري زين .
من يشاهد مستويات الفريق يجزم بأن هناك انفصام بين هذا الفريق الذي ينزل لأرض الملعب مرتديا قمصان النصر وبين تاريخه البطولي العريق . لم يقابل النصر إلى الآن ايً من منافسيه ممن يسعون للقب ومع ذلك فأن النصر ذو ميزانية المائة وعشرين مليون يتأخر في الترتيب خلف القادسية والرائد والتعاون الذين لا تتجاوز ميزانياتهم مجتمعه عشره بالمائة من ميزانية الفريق النصراوي . لابد من الاعتراف بخلل فني يجعلنا ندخل الموسم بعناصر لايمكن خلطها بأي طريقه صحيحة لتشكيل فريق بالإمكان احترامه .
والحديث عن الخلل الفني ذو شجون ولا يكفيه مقال واحد ولا اسطر محدودة . فهو يبدأ عند عدم وجود استراتيجيه واضحة وطويلة الأمد لتكوين عناصر مؤهلة تستحق شرف ارتداء قمصان الفريق , ولا ينتهي عند أسلوب فني يمتاز به الفريق عن غيره من المنافسين يتم تكوينه على مدى سنين طويلة ولا يتأثر بتغيير المدربين . ويحضرني في هذه الجزئية صورة الفنان الهولندي كرويف وهو يرسم الخطط الفنية الطويلة الأمد لأمتع فرق العالم منذ عشرين عاما حتى وان تغير مدربي النادي البرشلوني .
الفريق كل لا يتجزأ ولا يمكن السماح بالأحلام الوردية أن تقوده . نعلم جميعا أن سمو الأمير فيصل دفع الكثير ليستكمل قائمة النصر الخاوية قبل مجيئه , ولكن هذا العمل الدؤوب لن يكون رائعا مالم يكن مكتملا , أصبح لدينا وسط قوي يفرض سيطرته على منطقه المناورة ويجيد استخلاص الكره من الخصم وان كان يفتقد لصانع اللعب الذي يظهر قدرات أفراد هجومنا المظلومين بقلة الإمداد . وتبقى الطامة الكبرى هو أن لا احد في خطنا الدفاعي الخلفي يمكن المراهنة عليه , ويستحق هذا الخط منا أسماء جديدة تبعث الثقة من جديد في نفوس زملائهم ومدربهم وجمهورهم . أما أن نركز أسماء استقطاباتنا في خانات محدده ونترك نواقص وخانات شاغرة فقصر نظر يستطيع ايً كان أن يلحظه في خطوطنا الدفاعية التي تأبى عقول مسيري نادينا أن تدرك أهمية اكتمالها .
من فرص قليله أحبط التعاون فوزنا في آخر الدقائق , ومن فرصه وحيده سلب الفيصلي نقاطنا الثلاث في الثواني الأخيرة ومع ذلك لازلنا نتحدث عن الحظ السيئ وهفوات التحكيم . نعم يؤثر سوء التحكيم والحظ حين تسمح له أنت بذلك , حين تعجز عن إتخام شباك خصمك الضعيف لتقتل حماسته ولا تدع مجالا للحظات الأخيرة أن تغتال أحلامك فحتما سيتدخل حكم مهزوز أو حظ سيء ليفعل بك ذلك .
الراغبون في درع الدوري كالاتحاد والهلال لديهم أفضل المدافعين بين فرق الدوري ككل ومع ذلك لم يسمحوا بأقل ثغره تبدد تماسك هذا الخط وكلاهما استعان بظهير أيمن لسد تلك الفجوة الصغيرة على الأطراف , بينما في النصر دفاعنا مسرح واسع ورحب في عمقه وأطرافه لكل الخصوم بدلالة أن أي فريق يستطيع أن يحرز في النصر هدفا ولو لم يتحصل إلا على فرصه وحيده طوال المباراة .
رحم الله أيام تدريب فرنانديز الذي أحرز للنصر بطولة الدوري بدفاع حديدي يقوده ازميجاني ورأس حربه وحيد اسمه كنيدي .ومن قبله ماجد أسعدنا بعشرات الانتصارات باستغلال هجمة واحده يعرف بعدها المدافعون في الخلف كيفيه المحافظة عليها .
• أتمنى من الإدارة تعليق مكافآت الفوز وربطها بإحراز البطولة , بمعنى يتم تجميعها عند الانتصارات ولا يمكن تسليمها إلا عند تحقيق البطولة وإذا فشل الفريق في تحقيق البطولة يتم شطب كل المكافآت حيث لم يتحقق المقصود من المشاركة .
• لن يعرف النصر طريق البطولات إلا بدفاع حديدي متماسك يبعث الاطمئنان في نفوس بقية الخطوط , أما دفاع الهزائم الخماسية والسداسية التي تجعل من خالد قهوجي أسطورة ومن فوزي الشهري صاحب هاتريكات فأحرى أن يغتال تقدمنا في كل هجمة تشن على مرمانا .
سلمان عبدالرحمن
كاتب رياضي في صحيفة سبورت