تصب جماهير الشمس جام غضبها على كتاب النصر , بل تتهمهم بالضعف و الهوان , و انهم يغلبون مصالحهم على واجب الدفاع عن نصرهم , بالرغم من أن هؤلاء المساكين , الذين زج بهم سوء حظهم في معركة قذرة و هم عزل من السلاح , إلا سلاح مفردة أصح غير فاعل في زمن الغوغائية و سيادة الصوت الأعلى ..
منذ زمن السفير محمد العمرو قبل أن يُستعمر الإعلام , إلى أخر من كتب هذا الصباح لصفحات القراء , يستنكر وضع نصره على المذبح , و كتاب النصر يخوضون المعركة المفتعلة , بصدور عارية و ظهور مكشوفة , و أطياف أطفال صغار ينتظرون خبز المساء , الذي قد لا يأتي إن فرض الحصار , و ما أكثر ما فرض كعقاب على ميول مشروع ..
تأملوا الواقع المُعاش , أقرأوا تفاصيل المشهد , التوافه يتبخترون في مقدمته , و يتسيدون أمره , يصعدون بقوة الدفع , و يتوارثون المناصب جاهل ٍ عن جاهل , حصانة ألبست الحماقة ثوب الإستاذية , و منحتها صولجان الإبداع و وقار الفسلفة و رؤىء النقد المتعمق , مقاعد وثيرة في البرامج , مغمورة بالأضواء و الشهرة و المال , مساحات في الزوايا أزاحت منها الحماية الدائمة و الحرية المطلقة كل هواجس الخوف , بعد أن قتلت أخر أدبيات المهنة الرادعة , عروش سيادية تتحكم في المشهد الإعلامي , محكومة بالتثبيت و التوريث و صكوك الملكية الخاصة ..
في الجانب الأخر , أقلام محترمة تحرق بلا ذنب , إلا أنها صنفت في الضدية اللونية ليس إلا , فأصبحت محاكم التفتيش الزرقاء تطارد مفردتها على الشبهة , لتعدمها على منصة مشنقة الميول , البعض هرب للمنفى الإلكتروني كالدويش و منار الرياض و خالد الشعلان و شجاع القحطاني , البعض ما زال في أرض المعركة ينزف كسعود الصرامي , و البعض الأخر غلت يديه إستعدادا ً لإرسالهم للمنافىء المظلمة , فئة قليلة أعتنقت المذهب الكتابي الأوحد خفية , فأصبحت تكتب على الماء للبقاء ليس إلا ..
رعب محاكم التفتيش تغلغل إلى فكر السيادة النصراوية , فاصبحت عاجزة حتى عن الدفاع عن سيادتها وقيمتها , فكيف يطلب منها الدفاع عن المفردة الصفراء المطاردة , و لعل ما حدث في منصة ملعب بريدة مساء أمس , من تطاول و إهانة للسيادة النصراوية , لم يردعه إلا التواجد الأمني , و مع ذلك أنسحب من يملك الهيبة بلا هيبة , و ترك الفتى الأسمر الذي رفض الهوان يواجه مصير موقفه الرجولي ..!!
النصر يذيح منذ مباراة التعاون مرورا ً بمباراة الوحدة , و ليس إنتهاءا ً بمجزة بريدة تحت حماية القانون الذي ينام و يصحو على أطياف اللون , و مع ذلك لم تعد جماهير الشمس , تنشد صحوة قانون , بل أصبحت تستغيث بالرحمة الإنسانية الفطرية , لتوقف إرسال لاعبي فريقها للمستشفيات لإنقاذهم من الخطر , بل إن هذه الجماهير بالرغم من كل تحفاظاتها على سمو الأمير ممدوح بن عبدالرحمن , فقد تمنته رئيسا ً ليلة البارحة ليجيرها من جبروت الواقع المرير ..!!
لتتفهم جماهير الشمس , أن كتاب النصر , يخوضون معركة بلا سلاح , لأن سلاحهم أصبح مجرد مفردة مطاردة من قبل فرق محاكم التفتيش الزرقاء , و من ينتظرون منهم أن ينصروهم بالحق , لم يستطيعوا نصرة أنفسهم , بينما في الجانب الأخر , حصانة و حماية , و أن أقفلت في وجه قلم منطفىء وسيلة بسبب منطقي , فتحت أمامه ألف وسيلة و وسيلة بلا مبرر منطقي , إلا قوة الأسياد الذين يستحقون التهنئة و هم يفكرون و يخططون و يهيمنون و يمنعون و يهبون , فيما أقرانهم لم يستطيعوا حتى عن أنفسهم أن يدافعون , بل لقد أصبحوا يعرفون كيف يهربون فقط .
لافتات .. لافتات .. لافتات :
1- في العام الماضي , بعد إصابة أحمد الفريدي , أقيمت ورش عمل للرأي العام أضافت لقانون اللعبة , كل ما هو أزرق يُحمى ..!! ماذا لو كان السهلاوي و ريان و العنزي يلعبون لفريقهم ماذا سيضيفون ..!!
2- طالب بتمديد الدوري خدمة لفريقه , لو لم يطالب لأتهم بالتفريط في إستثمار الواقع , أحد الخبثاء علق على الطلب قائلا ً , جميل أنه لم يطلب منح فريقه خمس نقاط عن كل فوز .
3- أكبر كذبة مررت على المتابع في تاريخ كرة القدم , أن الحكام يخفقون لأنهم يتعرضون للهجوم من قبل مسئولي الأندية , رجالات النصر ضربت على ألسنتهم الأقفال , و مع ذلك ها هم الحكام يذبحون النصر من الوريد للوريد , و يكشفون كل مستور ..!!
4- أجلدوا كتابكم يا جماهير الشمس , فسياطكم تبلسم طعنة الحنجر , و تخرج رجالات ناديكم من ورطة الضعف , لتحفظ لهم شيئا ً من الكبرياء ..!!
5- بين المثالية و الضعف , خيط أصفر باهت , لا يبصره إلا النصراويون .
6- كتب الشاعر فهد عافت حكمة الموسم الرياضي عندما قال ( الهلالي وزن مُهمل .. إلا في كرة القدم السعودية ) .. أتعظ يا فهد بمن أقصي قبلك .
فرحان الفرحان
كاتب وناقد رياضي