تحليل ديربي العالمية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحليل ديربي العالمية

حظ أوفر للجميع على هذا التعادل المثير ولي ملاحظة قبل البدء

بعد متابعتي لما تيسّر لي متابعته في القنوات الرياضية تعجبت كثيرا من عدم الإشادة بمستوى المباراة بشكل عام والجمهور بشكل خاص! ولكن تم جر الشارع الرياضي للتركيز على المخاشنات وما سينتج عنها من قرارات من قبل لجنة الإنضباط ! يبدو أننا نحارب حتى في المستويات التي نقدمها وليس في جمع النقاط فقط.

الشوط الأول

بدأ النصر بخطة متوازنة وبخطة 4-4-2 من خلال تواجد أربعة مدافعين هم حسين .. عيد .. ماكين .. الدوخي ومن أمامهم ثلاثة محاور يقودهم بيتري .. ومن يمينه عباس .. ومن يساره غالب ويقف أمام هذا الثلاثي فيكتور فيقاروا والمهاجمين ريان بلال و اللاعب القادم بقوة سعود حمود.

وكان الهدف من هذه الخطة هو إغلاق المناطق الخلفية للنصر وإرسال الكرات الطولية والطويلة إلى المهاجمين كحل أول, بينما كان المدرب النصراوي قد أوصى لاعبيه بالتحرك ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم وهو ما تمرن عليه الفريق في معسكر إيطاليا. ففي الدفاع يغلق جميع المساحات بسبعة لاعبين مع عودة فيقاروا وحمود ليشكلا وسطيْن أيمن وأيسر وذلك لغلق الأطراف والعمق أمام الفريق الاتحادي بأكبر عدد ممكن من اللاعبين. بينما يبقى ريان رأس حربة صريح لتصبح الطريقة 4-5-1. وفي حالة الهجمة يتقدم حمود للأمام إلى جانب ريان ويتقدم فيقاروا خلف المهاجميْن مع مساندة المحورين غالب وعباس للهجمة ليتحولا إلى محوري إرتكاز مساندان للهجمة على الأطراف, وبقاء بيتري في الخلف كمحور دفاعي ثابت لعمل الساتر الدفاعي أمام المدافعين, مع التركيز على الكرات الثابتة كحل ثالث وهو ما نتج عنه الهدف النصراوي الأول.

وعاب طريقة زينغا عدم عمل الأطراف بشكل ممتاز في النواحي الهجومية بسبب عدم تقدم الظهيرين فبقي التركيز على الإختراق من العمق فقط, كما أن سيطرة الاتحاد على الكرة أغلب فترات المباراة منعت النصر من تطبيق خططه التكتيكية الهجومية.

بينما كان الاتحاد يلعب بخطة 4-1-2-2-1 من خلال تواجد أربعة مدافعين من أمامهم المحور الدفاعي حديد ومن أمام حديد محوري الارتكاز كريري ومناف, ومن أمامهما محوري الهجوم نور وأسيس, مع بقاء هزازي كرأس حربة وحيد وصريح في الهجوم.

كان الاتحاد في الحالة الدفاعية يلعب بطريقة مشابهة لطريقة النصر عدا أن النصر يركز على غلق الأطراف بينما الاتحاد يركز على غلق العمق, وذلك من خلال تواجد رباعي الدفاع ومن أمامهم ثلاثي المحور مع عودة أسيس أمام المحاور وبقاء نور خلف نايف هزازي. وكان الاتحاد يهاجم بتحفظ عن طريق نور وأسيس وهزازي وتقدم مناف وكريري على استحياء إلى منتصف الملعب النصراوي مع صعود الظهير الطائر باولو جورج وهو ما تسبب في ضربة الجزاء التي جاء منها هدف نور الأول. ولكن ضل الاتحاد بلا فعالية حقيقية بسبب عدم المغامرة في الهجوم, وهذا ما منع الاتحاد من تسجيل أي هدف من كرة ملعوبة رغم السيطرة الميدانية في أغلب في فترات المباراة. ويعود عدم صعود الظهير الأيسر الاتحادي السعيد لتواجد المتألق بشكل لافت سعود حمود في تلك الجهة أغلب فترات المباراة.

الشوط الثاني

بدأ الشوط الثاني بتغيير نصراوي إضراري وذلك بدخول المدافع عبد الله القرني بدلا من المصاب جون ماكين وسارت بداية الشوط على نفس نهج الشوط الأول قبل أن يفاجئ بيتري الجميع بصاروخية لا تصد ولاترد لتسكن الشباك الاتحادية في الدقائق الأولى من المباراة, عكّر دخول هذا الهدف إصابة حمود وخروجه ودخول رازفان والذي أعتقد من وجهة نظر شخصية أن أحمد المبارك ينوب عنه ويقوم بأدواره على أكمل وجه, دخل رازفان للملعب دونما أي تغيير في الشكل التكتيكي للفرقة النصراوية سوى تحول فيقاروا إلى الجهة اليمنى ورازفان على الجهة اليسرى.

أحس مدرب الاتحاد أن المباراة قد تفلت منه لو بقي على نهجه, لذلك قرر عمل تبديلين في منتصف الشوط الثاني بدخول صالح الصقري بدلا من حديد ودخول أسامه المولد بدلا من المصاب حمد المنتشري ليصبح الاتحاد يلعب بطريقة 3-3-3-1 بتحول الصقري لوسط أيسر إلى جانب أسيس في المحور المتقدم وتحول نور إلى وسط أيمن مع بقاء كريري ومناف في منطقة محور الارتكاز وصعود جورج إلى جانبهما على الجهة اليمنى. هذا التغيير أعطى الاتحاد فرصةً لمزيد من الضغط على النصر خصوصا وأن مدرب النصر لم يفكر في الهجوم على الإطلاق, وهو ما تسبب سريعا في ضربة جزاء ثانية وبالتالي تسجيل التعادل.

بعد هذا الهدف أخرج مدرب النصر عباس وأدخل بدلا منه القحطاني, فأعاد رازفان مكان عباس ووضع القحطاني على الجهة اليسرى, لقد قيّد زينغا القحطاني في المساندة الدفاعية بدلا من تحريره! هذا التصرف من زينقا أزاد من مطامع مدرب الاتحاد فقام بالتبديل الثالث من خلال دعم الهجوم بمهاجم ثاني إلى جانب هزازي من خلال دخول المهاجم زياييه بدلا من أسيس, ليصبح الشكل التكتيكي للفريق الاتحاد 3-2-2-1-2 من خلال فتح الصقري على اليسار وجورج على اليمين وبقاء كريري ومناف في المحور ومن أمامهما نور ومن أمام نور هزازي وزياييه. ضل الاتحاد ضاغطا والنصر مدافعا حتى نهاية المباراة والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكلا الفريقين.

حين يكون لدى زينغا أفضل جناح أيسر في المملكة ولا يستفيد منه في كل مباراة, فماذا يمكن أن أقول عن هذا المدرب!

محمد الشمري

.