ارحلوا ... فقد ولى زمنكم
سنة الحياة هى التغيير والتجديد , وبغيرها فالجمود ومراوحة نفس المكان . فالله جعل لكل نفس طاقات وطموحات يسعى من يعيشها الى تحقيقها قبل حلول اوانه وهو يدرك ان هذا قدره و تلك قدراته وان هناك من سيأتى بعده لنقلة نوعية اخرى بطاقات وقدرات مختلفة تمامآ عما حظى هو به من قبل . وهكذا تتوالى الاجيال وتتراكم الخبرات وتتطور البشرية من خلال المنجز المتحقق من كل جيل اتى واضاف جديدآ ورحل قبل ان يسبب خمولآ وجمودآ.
فى مسيرتنا الرياضية هناك من ادخل اللعبة وسجل اسمه ضمن الرواد ثم اتى المؤسسون للاندية والهيئات الرياضية ثم اتى المقتحمون برياضتنا الى ساحة المنافسات العربية والاقليمية والقارية ثم اتى الباحثون عن الاحتراف الكروى الساعى الى فرض اسم الوطن على خارطة الرياضة الدولية من خلال العمل الممنهج . وكل خطوة من هذة الخطوات تولاها رجال غير الذين من قبلهم وكل جديد اتى من خلال اجيال ورثت من سبقها واضافت الى تاريخنا منجزآ او قطعت بنا مرحلة . هذة هى سنة الحياة ومكمن الحراك البشرى القائم على اختلاف احلام ورؤى وتطلعات كل جيل عن غيرة من الاجيال .
برأيى المتواضع ان المسيرة الرياضية السعودية استمرت فى تصاعد مقبول حتى الوصول الى كأس العالم 94 في امريكا وكان من الواجب حينها شكر كل من ساهم فى نقل كرتنا الى المحفل العالمى مع ملاحظة عدم الوقوف حينها عند نفس الطموحات من خلال الوقوف عند نفس الاشخاص , فمن اوصل المنتخب حينها الى كأس العالم قد حقق حلمه وادى مهمته وكان من الواجب بعدها مباشرة ترك الباب مفتوحآ لامال جديدة وطموحات قادمة تبدأ حيث انتهى الاخرون . ولم يكن مقدرآ لنا رؤية احلام جديدة وامنيات كبيرة بالمنافسة للحصول على كأٍس العالم الا من خلال قيادات رياضية جديدة واسماء شابة تسلحت للتو بالعلم والمعرفة تريد ان تسجل لنفسها وبمداد من ذهب صفحة فى سفر الانجازات الوطنية المتمثلة فى غايات جديدة لم يصلها الاولون .
اليوم نقدم الشكر لكل من ساهم فى نقل كرتنا السعودية الى حيث وصلت اول مرة فى كأس العالم ونقول لهم ان كانوا لازالوا موجودين فى نفس المناصب : افسحوا المجال لغيركم فلم ولن يكون لديكم جديد طموح تقدمونه غير الذى حققتموه طوال تلك الفترة . وبنصح صادق نقول لكم : لقد توقفت طموحاتكم وحماسكم ولم تتوقف امالنا وامنياتنا .
• عشرات السنوات تمر بكل ما فيها من اجيال قادمة متعلمة ومثقفة ومناصبنا الرياضية يحتكرها قلة ليس لهم من الحياة الا الشهيق والزفير .
• ما ينقصنا هو التجديد الفكرى لا البذخ المادى فالميداليات الاولمبية والالقاب القارية لفقراء جامايكا ومحاصرى كوبا وجياع كوريا الشمالية تقول ذلك .
• بعد رحيل صاحب انجاز التأهل الى كأس العالم 94 بدأت العيوب تتضح اكثر فأكثر حتى تجاوزت فى خطورتها قدرة الموجودين .
• نميل دومآ الى السطحية وتحميل المدرب او بعض اللاعبين سبب الاخفاقات ولو لم نجدهم لوجدنا غيرهم وحملناهم برغم ان المسئول الاول هو رأس الهرم ( اليس كل شىء يتم تحت ناظريه ) ؟ .
وليتنا نتذكر ان اعلى المناصب الوزارية يتم التكليف عليها لاربع سنوات وقليل من يجدد له بعد ذلك الا بعمل استثنائى وخارق وقد قلت الخوارق فى منجزاتنا الرياضية ووجب التغيير.
اكسروا الخطوط الحمراء :
اخطر ما يصيب المرء اعجابه بنفسه حتى ليظن نفسه منزهة عن الخطأ والقصور, ولا نعلم معصومآ من بنى ادم الا المصطفى عليه السلام وغيره من البشر خطئه وارد . ابتلينا فى رياضتنا انها اصبحت ذات مصالح تحكمها المنفعة وتسيرها ارادة الترغيب والترهيب . نرى اشخاصآ يزبدون ويرعدون لمجرد انتقاد اعمالهم وتخطئة مسالكهم بل تم التعميم بأن كل المنتمين الى الحظوة لا يمكن المساس باعمالهم وهذا لعمرى قمة السقوط فى غياهب النرجسية .
ما قل ودل :
ان لم يكن هناك غربلة شاملة وجذرية لكل واعلى المناصب الرياضية فلن نتحرك خطوة واحدة للامام .
سلمان بن عبدالرحمن
|