وهذه السبعين ليس لها علاقة بنظام ساهر وسرعاته المحددة كما ان اللمبورغيني بالتأكيد ليست سيارتي الخاصة , وانما هذه السيارة الفارهة تشبيه مجازي لقدرات النصر المالية وامكاناته البشرية وقاعدته الجماهيرية التي يتوقع منها انطلاقة اقوى مما نراه في نصرنا , حيث للأسف تبدو الانتاجية في تحقيق الاهداف لا تتناسب اطلاقآ مع قوة محركات ومحفزات الامكانيات النصراوية حتى ليخيل اليك انك تقتني سيارة سباقات سريعة ولكن اقصى سرعة تصل اليها هي سبعين كيلومتر في الساعة .
يفتخر النصراويون وحق لهم ذلك انهم يمتلكون خمس ملاعب للفئات السنية ويحظون بدعم ووقفة الداعم السخي ويسارعون الى استقطاب المواهب من كل ارجاء السعودية ومع ذلك فنظرة واحدة الى ترتيب فرق الناشئين والشباب والاولمبي في المسابقات السنية لا شك تبعث الحيرة في النفس عن سبب عدم توازي الانجازات مع ما يتم بذله لتلك الفئات .
وليس بعيدآ عنهم الفريق الاول بكل ما يحظى به من دعم مالي واهتمام اداري وشغف جماهيري حيث تبدو نتائج الفريق مع فرق هي اقل بكثير من امكانيات النصر محيرة لكل العقول النصراوية في معرفة الخلل الذي يذهب بكل الفوارق المادية والجماهيرية والشرفية التي تميل للنصر ومع ذلك فأن الاخرين الذين هم اقل امكانات من النصر قد يتعادلون معه ان لم يفوزوا .
المؤكد بالنسبة لي ان ادارة الكرة في النصر لديها الجواب الشافي عن سبب هذه الانتاجية الضعيفة لعموم فرق النادي مقارنة بالامكانات المتاحة فيه , واظن ان غياب الاحترافية المهنية لا يتوقف عند اللاعبين بل انه يشمل الاداريين والمدربين . فكما نطلب من اللاعبين المحترفين تسخير اجسادهم بشكل تام للاحتراف سواء في مواعيد النوم والاكل او في نوعية التغذية فأننا نطلب من المدربين الدراسة الدقيقة لامكانات اللاعبين ونواقصهم حتى يتم الاستفادة من ايجابياتهم واستكمال نواقصهم . والواجب ان تخصص تمارين النادي وبالذات الصباحية منها لاستكمال تلك النواقص سواء كانت لياقية او عضلية او مهارية او تقنية . مرات كثيرة تلك التي جلست اتابع فيها تمارين النادي وكنت اتعجب واضحك من نوعية التمارين فيها , فنحن نشكوا من سوء تصرف اللاعبين في المرتدات او العرضيات او ضربات الزاوية ومع ذلك لا اجد ان مدرب الفريق خصص جزء من وقت التدريبات لمعالجة تلك المشكلة . مباريات الكرة تكاد سيناريوهاتها تتشابه في الحالات الهجومية من غزو جانبي او توغل في العمق او استفادة من ضربات ثابتة وما على اي مدرب سوى تعليم لاعبيه الطريقة الامثل للاستفادة من تلك الحالات وتلقينهم افضل الطرق لاحداث الفاعلية الهجومية واحراز الاهداف . وفي الجانب الدفاعي تتشابه نفس السيناريوهات حيث يشنها الفريق المقابل وما على المدرب سوى الشرح للاعبيه وتعويدهم كيفية التصدي لتلك السيناريوهات بتحديد مصادر خطورة الفريق المقابل ومنعه من تسجيل الاهداف .
لن اهضم الجهود المبذولة وانكر ان هناك تطور حاصل في ترتيب جميع فرق النادي الكروية في الوقت الحالي ولكني مصر ان الانتاجية دون المأمول ولا توازي الامكانات المسخرة تحت تصرف هذه الفرق بلاعبيها وادارييها ومدربيها . ولن نحدث الفارق ونبدأ في تحقيق انجازات توازي هذا الزخم المبذول الا بأحداث ثورة فكرية في ارساء نظام احترافي دقيق يسير عليه اداريوا الفريق ومدربيه ولاعبيه . لابد ان نرى نظام احترافي يشمل سلوك اللاعبين وتصرفاتهم داخل النادي وخارجه . كما ان الطرق التدريبية المتساهلة وغير الدقيقة التي يتبعها المدربون يجب ان تختفي وتستبدل باكفأ منها في سبيل الارتقاء بمستويات اللاعبين الفردية والجماعية . ويبقى للجانب الاداري الكثير من المساحات التي تحتاج الى تغيير ليس اقلها احترافية مبدأ الثواب والعقاب الموجود والذي لا يفرق بين لاعب يجلب البطولات وآخر لا يهتم ان اتت البطولات او رحلت طالما ان رواتبه مضمونة في اخر المدة .