(( نـصــــــــــر الـطــجـمــــــــة ))

بسم الله الرحمن الرحيم

السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..

حاولت بقدر المستطاع أن لا أتحدث عن الخروج من منافسة كأس ولي العهد لحين انتهاء لقاء الفريق الهام أمام الاستقلال الإيراني ..

ولكن مرارة جملة الأخطاء بداية من التحضير النفسي ومروراً بالتخوف الواضح بالتشكيلة والانتهاء عند الروح الانهزامية واللامبالاة من قبل اللاعبين وكأن اللقاء لا يعينهم باستثناء هوساوي والحارس عبد الله العنزي اللذين تحملا الضغط ولعبا ضد 20 لاعباً .

سأتقدم لكم بكم كبير من كلمة ( هارد لكم ) لمحاولة ملامسة جراحكم وإن نسيت شيء فذكروني و واسوني ..

هارد لكم على الثقة المهزوزة ،

هارد لكم على الروح الانهزامية ،

هارد لكم على المستوى السيئ ،

هارد لكم على (90) دقيقة ضغط ،

هارد لكم على تسطيح الكور ( من أكثر واحد يرفعها فوق ) ،

هارد لكم على دكة احتياط يحترق فيها نجوم ،

لست متأكداً إن كان هناك تدخل بالتشكيل أم لا ، ومنذ أن رأيت بيتري ضمن القائمة الأساسية تأكدت بأن الخوف من " البعبع النفسي " لا يزال مستمراً .

ظهر الفريق بأداء باهت مرتبك وكأنهم يلعبون للمرة الأولى ، الخصم يستلم الكرة ويتقدم خطوات ( يحك راسه ويفكر ) قبل أن يمرر لزميلة ،مساحات فارغة تغطية سيئة مراقبة لصيقة بين اللاعبين ( نصراوي يراقب زميله ) وترك الخصوم ، فقدان الكرة بلمح البصر شد عصبي رهيب برود في الأداء وكأنها مباراة خيرية .

لم أحزن للخسارة فأنا لم أحضر للفوز وإنما للنصر ، ولكن تقطع قلبي ألماً وحسرة على الحضور الجماهيري الرائع والذي بتأكيد يوجد منهم من قطع مسافات طويلة لمؤازرة الفريق وتعزيز ثقة اللاعبين ،حيث تفاجئوا ( بعك ) كروي وضرب الكرة بالبوز والساق كيفما أتفق والتزحلق في الطرق الهاي واي .

منذ مدة طويلة لم أحس بمثل هذا ( القهر و الإحباط ) لما شاهدته من استسلام وقناعة بأن الخروج من المنافسة مسألة وقت انتهى قبل أن يبدأ .

أعلم بأن الخسارة ليست نهاية المطاف وأكرر بأن ما يغضب ويفقع المرارة حال الفريق في تلك المباراة فقد ذكرني بلعبة قديمة أسمها ( الطجمة ) كل منهم يركل الكرة ويهرب ، ولا يعرفون أين يقفون وما هي أدوارهم والمطلوب منهم ..

نستطيع تحويل صفقة بتري وماكين من الفشل إلى النجاح وذلك بوضعهم على دكة البدلاء حتى لا نخسر المال والنتائج بسبب تواجدهم لخدمة المنافسين .

الاعتراض والاحتجاج على قرارات الحكم لوضعه ككبش فداء وشماعة لتعليق أسباب الخروج الموجع ( من نفس البوابة ) لكسب تعاطف الجمهور النصراوي ليس الحل ، لابد من التخلص من عادة البحث عن التبريرات والشروع بمواجهة الواقع والاعتراف بالأخطاء وتصحيحها دون أي مجاملات ، وتقديم خطابات شكر لمن خدموا النادي خلال الفترة الماضية مع خالص الأمنيات لهم بالتوفيق في مكان آخر .

ختــامـــاً : الحزن ليس المنبثق عن خسارة أو صدمة ، الحزن الحقيقي في أشد حالاته إيلاماً هو أن تكون لديك مقومات الفرح ومع هذا تبدو تعيساً وتغدو ابتسامتك عصية .

دمتم بــود ،،