اظهرت مباراة السد ليلة امس عمق التخبط الفني والاداري النصراوي في التعامل مع الفراغ الذي احدثه غياب احمد الدوخي , فمع معرفة عدم وجود عناصر اخرى بديلة للدوخي ( وهو خطأ اداري ) , اكمل المدرب دراغان القصور الفني بعدم تجربة غالب بطريقة صحيحة وكاملة لمعرفة مدرى قدرته لملء الخانة الشاغرة . اسبوع كامل من التدريبات العبثية على نصف الملعب التي لا يمكن لها ان تكشف نقاط قوة الفريق او ضعفه , ولما حانت ساعة المواجهة السداوية اكتشف دراغان الرهان الخاسر على غالب في خانة الظهير فعالج الخطأ بما هو اكبر منه حين طلب من هوساوي ان يذهب لاول مرة هناك فظلم المسكين وارتبك ولم يستطع تمرير كرة واحدة صحيحة .
تعليقات كثيرة وصحيحة كتبت بعد مباريات الفريق عن عدم قدرة الفريق على بناء هجمة واحدة , ومن خلال متابعتي لكثير من التمارين أقول لا تنتظروا أكثر من ذلك , فالحقيقة أن تمارين الفريق كلها إما لياقية أو تدريب استلام وتسليم الكرة من لمسة واحدة . وما عدا ذلك فتوزيع الفريق إلى مجموعتين في نصف ملعب حيث يتصرف كل لاعب على هواه كما يحدث في كل تدريب تراه في الحواري والأزقة . وليس هناك من سيئة في نوعية هذه التدريبات اكبر من خروج اللاعبين من خاناتهم الحقيقية وتقمصهم لادوار لا علاقة لها بمراكزهم الصحيحة .
نادي محترف وجمهوره يحترق في المدرجات ينتظر من المدرب أن يلقن لاعبيه التحرك بدون كرة وسرعة بناء الهجمة والضغط على حامل الكرة وصرامة مراقبة هجوم الخصم وعدم ترك المساحات ورسم المثلثات والمربعات وتشكيل الثنائيات والتعود على التسديد من خارج المنطقة . ننتظر من المدرب أن يلقن كل مدافع كيفية مراقبة وقراءة تحركات مهاجمي الخصم , ننتظر من المدرب تعليم أظهرته كيفية رفع الكرات داخل منطقة الخصم , ننتظر من المدرب أن يمسك لاعبيه واحداً تلو الآخر فيعلمهم داخل الملعب الطريقة الصحيحة لخدمة الخانات التي يشغرونها , أما التنبيه على الأخطاء فلا يكفي فربما أن لاعباً اقتنع بأنه مخطئ ولكنه لا يعرف كيف يؤدي أفضل... فمن الذي سيتبرع بتعليمه الطريقة المثلى لأداء دوره ؟. ولا يقولن احد من الناس ان اللاعبين محترفين ويعرفون كيفية اداء ادوارهم .. فلو كان ذلك صحيحآ لما اشتكينا من الاخطاء الفردية !! .
كم أتمنى أن في إدارة النصر من يملك القدرة على تقييم عمل دراغان أثناء التدريبات فنتائج المباريات لا تقف فقط على التشكيلة والتغييرات ولكن الأهم من ذلك هو نوعية التدريبات التي تسبق المباريات , في كل المباريات سيواجه اللاعبون سيناريوهات معروفة من ضربات زاوية وفاولات قريبة وطلعات هجومية جانبية وتوغلات في العمق وضغط على حامل الكرة ومالم تكن تدريبات الفريق تهيئ اللاعبين على مواجهة كل تلك السيناريوهات فأن تدريبات الفريق ( فالصو ) وليس لها قيمة بل هي عبث ومضيعة وقت . انحدار مستوى الفريق وعدم قدرته على التصاعد او تشكيل شخصية للفريق دليل على رداءة التدريبات , وهبوط مستوى أجانب الفريق والمستقطبين عن ما كانوا عليه قبل الانضمام للنصر دليل آخر على تدني مستوى التدريبات , وارتفاع مستوى منسقين النصر وإبداعهم مع أنديتهم الجديدة دليل آخر يصب في نفس الاتجاه . فمتى تصل الاحترافية إلى تدريبات الفريق ؟
*ضغط لاعبوا السد على لاعبينا في كل ارجاء الملعب فلم نستطع بناء هجمة واحدة , فهل تجهز لاعبونا لمثل هذا السيناريو من قبل ؟
* لياقة لاعبينا لا تظهر الا حين امتلاكهم للكرة , فمتى يظهرونها للتحرك بدون كرة ؟
* اتقبل ان يغير المدرب من طريقته او تشكيلته اثناء المباراة لتفاجئه بتكتيك الخصم , اما ان يكون سبب التغيير اكتشافه المفاجيء لعيوب خياراته , فيحق لي ان اسأله : ماذا كنت تفعل في التمارين ؟