ذهنية البطولة !!

توجهت بالأمس بعثة الفريق النصراوي الأول إلى بني ياس وفيها من الاداريين والفنيين واللاعبين عدد كبير اود أن اقف قليلاً مع اهدافه وتطلعاته من هذه الرحلة وما يليها من منافسات الموسم . فهناك من اللاعبين النصراويين والاجهزة الفنية والادارية المساعدة من هم حديثي عهد بالفريق وتاريخه ممن لا يدركون المقصد النهائي لمشاركات الفريق وممن لا يعرفون سقف طموحاته.

عالم الكرة ايها السادة لا يحتمل إلا نوعين من الاندية : فهناك اندية بطولات وجماهير وتاريخ, قدرها الدائم البطولات والالقاب والانتصارات, لا ترتضي غيرها ولا تقبل اقل من ذلك, وهناك اندية تعيش في الظل بلا جماهير ولا اضواء ولا تاريخ, اقصى طموحاتها البقاء والتسابق مع الكبار, واشرف ما تفعله اكتشاف النجوم وبيعهم لأندية الصنف الأول من الأندية الجماهيرية . في ذاكرة اوروبا لا يوجد منجم اوربي للنجوم اثمن من اياكس الهولندي وعشرات النجوم العالمية التي قدمها وساهمت في بطولات ريال مدريد وبرشلونة والميلان, ومابين هذه الأندية الأخيرة واياكس فارق اسمه اندية تفريخ واندية بطولات.

واعود إلى هذه البعثة النصراوية واقول انظروا إلى ما خلفتم في مقر ناديكم من التاريخ والجمهور والبطولات والاعلام لتدركوا أن رحلتكم ليست للنزهة ولا الاحتكاك ولا شرف المشاركة , ولا تغرقوا انفسكم بالحديث عن مزيد من الانسجام أو التعرف على اللاعبين أو اكتشاف الصاعدين وتحديد المنسقين, فكل هذا احبتي مجاله ووقته مفتوح اثناء التمارين اليومية بالنادي . انتم مطالبون في هذه الرحلة وما يتبعها من بقية مشاركات العام بالحضور القوي واحراز البطولات وتصدر المنافسات واقتناص النهائيات, وهذا قدر عليكم يفرضه ذلك التاريخ المهيب للفانيلة الصفراء وأي عودة تجاه جمهور هذا النادي بغير هذا الطموح والسعي لتحقيقه لا تعني سوى أنكم تعيشون في وادي غير الذي تسكنه بقية جماهير الشم .

* "بطولة يا بطولة .. والنصر من يطوله" , هذه صيحتنا في مدرجات التسعينات فلم نكن هناك لفوز عابر أو ديربي متأرجح, فالهدف والمغزى والمقصد والحد الادنى المعترف به هو اللقب ولا شيء دونه.

* ذهنية البطولة تعني أن نجعل عقود لاعبينا ومدربينا تسير في اتجاه يخدم احراز الالقاب فقط .

* لنجعل مكافاءات الفوز تراكمية يتم احتسابها للاعبين اسبوع بعد آخر على أن يكون استحقاقها مرتبط باحراز اللقب .

* لنغري المدرب بجعل الحصة الأكبر من قيمة عقده مرتبط بالفوز بالبطولات .

_ احذروا اشد الحذر من إداري أو مدرب أو لاعب يتواجد بينكم وهو تائه بلا هدف ولا طموح فيصدق عليه قول الشاعر :
وليس له من عمله سوى أنه ... يعدد اياماً ويقبض راتباً.