كلها أيام ولحظات ونودع عامنا الهجري 1432هـ،
وكل يوم نقترب من آجالنا ..
نودع أياماً هي ساعات حياتنا ،
وداعاً .. والحياة محطة !! وليست مستقر ، وداعاً .. وفي الآية (كَأَنَّہُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَہَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَٮٰهَا).
ولله در فقيه النفوس وتقلّبات الأيام بأهلها "الحسن البصري" الذي قال :
"ما من يوم ينشق فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود.. إلى يوم القيامة"..
وقـــــــــــــــــــــال :
"إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك"..!
وقـــــــــــــــــــــال :
"أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على درهمه"..!
ويقول ابن القيم - رحمه الله -
(( السنة شجرة
والشهور فروعها
والأيام أغصانها
والساعات أوراقها
والأنفاس ثمرها
فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))
ها نحن نستقبل داخل طيات أعمارنا أياماً تشهد علينا.. أو تشهد لنا.. أياماً تطوي صفحة عامٍ؛ طوت الأرض فيه ما شاء الله لها أن تطوي، ممن كانوا بالأمس القريب يمرحون ويفرحون معنا، ثم انفلتت سهامهم من الحياة وحظوظها!
أين أنتم يا شباب ؟
و أين دوركم ؟
أتعرفون ماذا فعل شباب الهجرة ؟
"علي" نام مكان رسول الله ليؤدي الأمانات عنه إلى أهل مكة.
"عبد الله" كان يأتي بالأخبار.
"عامر بن فهيرة" كان يغطي الأثر.
"أسماء" تشق نطاقها وتحمل الزاد والمؤن.
و"صهيب" يترك ماله كله فرارًا بدينه.
و"مصعب" يهاجر سفيرًا يهيئ الأمر، ويمهد للدعوة في المدينة
كل هؤلاء شاركوا في أحداث الهجرة،
وأنت..؟
ألا تحب أن يكون لك أيضًا دورك في خدمة ونصرة هذا الدين،
إن الله إذا أحب عبدًا استخدمه، والاستخدام أن يستعملك لدين الله.
أتعرفون نبي الله نوح
عندما سُئل عليه الصلاة والسلام عن أيام حياته ، وهو الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عاماً (في الدعوة الي الله فقط) .. فأجاب في وصفه لسرعة الأيام وانقضاء العمر (كأني دخلت مع باب وخرجت من الباب الآخر) ،
وتلك المرأة في العصور القديمة التي وجدوها تبكي لوفاة طفلها ، البالغ من العمر ستون عاما ، فقالوا لها في الأمم القادمة من يبلغ ستون عاما يُعد شيخا كبيرا عندهم ، فقالت (والله لو علمت أن حياتي ستون عاما فقط (لقضيتها في سجدة).
أحبتــــــــــــــــــــــــــــــي
قبل أن ينتهي العام
أهمسُ في أذنيك
إليكَ أنت .. يا كلَّ قارئٍ لِأحرُفي هذه ..
هاهيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَت وانقضَت ..
وساعاتٌ ودقائقٌ تصرَّمت وانتهت ..
فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات ؟
أم لطَّخناها بالمعاصي واقترافِ السيِّئات ؟
( وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سعى .. وأن سعيهُ سوف يُرى .. ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى .. )
أسأل الله للجميع عاما جديدا ، وهدفا وحيدا ، ألا وهو رضا الله عز وجل ، وعلينا نسيان الماضي ، فليست العبرة بنقص البدايات ، ولكن العبرة بكمال النهايات ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية