حصاد أثنتي عشر سنة.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال تعالى : ( وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ).
وقال جل في علاه : ( وما توفيقي إلا بالله ).


في هذا اليوم نمت متأخراً لإن لم أستطع النوم بسبب التفكير فذهبت لأداة صلاة الفجر وعند عودتي نمت بسلام.
أستيقظت وتجهزت للصلاة وعند عودتي من الصلاة كانت الساعة الواحدة ظهراً.

تبقت ثلاث ساعات عن موعد النتائج وبدأ التوتر يتخللني وجسمي بدأ يرتجف لا أستطيع أن أصف ما كنت أفكر فيه ولكن كل ما يشغل تفكيري هي النتيجة.

عشت أصعب ثلاث ساعات في حياتي ( قلق ، خوف ، عرق ).

شيء لا يصدق وكأن القاضي حكم علي بالإعدام !

دقة ساعة الصفر ونظرت إلى ساعة هاتفي فوجدتها تشير إلى الرابعة قمت بإرسال رقم الجلوس إلى رقم مركز النتائج.
كنت جالس ووالدتي بجانبي ، لم يكن أحد غيرها معي !
أخوتي خرجوا لقضاء بعض الأعمال ، أبي كان نائم.

فجأةً ... أتى الرد وفتحت الرسالة النصية وقرأت الدرجات في كل مادة وقمت بجمعها عن طريق الآلة الحاسبة وقمت بقسم الناتج على 10 وعند رؤيتي للناتج وهو 89% لما أتمالك نفسي فذهبت لأمي وأحتضنتها وقبلتها على رأسها فبكت وأبكتني معها ، وعندها خررت ساجداً شكراً لله وسجدت والدتي بجانبي.

في بالي كلام أردت أن أكتبه هنا وأسطره لأعبر عن شكري لوالداي /
أمي .. يا من كنتي بجانبي دائماً وأبداً خلال مشواري قبل 12 سنة مضت إلى هذا اليوم.
أمي .. يا من غرستي فيني حب العلم والتعلم بالرغم من أنك أمية لا تجيدين القراءة والكتابة ولكن لديك طرق لتحفيزي وتشجيعي لا يجيدها أفضل الأساتذة في العالم.
أمي .. مهما قلت في حقك فلن أوفيك.

أبي .. تعلمت منك الإصرار والعزيمة كونك كنت من أوائل المجندين في الجيش السلطاني العماني سنة 1970 وكنت دائماً تسرد لي وللأخوتي كيف قاسيتم المشقة والتعب خلال خوضكم حرب الثوار سنة 1973،وكانت كل كلمة تقولها تزيدني قوة.
أبي .. علمتني معنى الصبر من خلال عملي معك لاحقاً في محل بيع المواد الغذائية وكنت دائماً تقول لي بإن الرزق يأتي من عند الله ويجب عليك الصبر.
أبي .. أنت الأب المثالي وأنت الأب الصالح.

والداي مهما قلت في حقكما ومهما عملت لإجلكم لن أوفيكم حقكم.

إلى كل معلم درست على يده ، إلى كل من رفع يده ودعى لي بالتوفيق والنجاح ، إلى أسرتي وأصدقائي.
شكراً لكم من القلب.

خانني التعبير ومن فرحتي لم أكتب الموضوع بالشكل المرموق.

أخوكم / إسماعيل الشكيلي
سلطنة عُمان