::::: ( أقصوصتي الأدبيه عن الملك الذي قهر الفساد ) :::::

بسم الله الرحمن الرحيم










في آخر عصور العدل قرر الفساد أن يتحرر من قيود العدل ويكسر سطوته ويسيطر على العالم فتوحد ونشر أعوانه في شتى بقاع العالم واخذوا ينظمون أنفسهم ويضربون نظام العدل ويفككونه فما لبث العدل حتى ضعف وتقلصت بقعت سطوته وقل عدد أعوانه وتحول العالم إلى حرب سيطرت بين أتباع العدل وأتباع الفساد .
وفي ظل هذه الأحداث كان هناك ملكًا عادلًا ، يحكم مملكةٌ جميلةٌ في جزء صغير من هذا العالم وهو عاشق متيم بمملكته ،ولا يريد من الفساد وأعوانه أن يدخلها محتلاً لها ولذلك قرر أن يحارب الفساد و يقلص انتشاره وينصر العدل ويقوي من موقفه فأنضم هو ومملكته تحت لواء العدل وحيث أن الفساد قد اكتسح العالم ولم يتبقى تحت سيطرة العدل إلا ربع الكرة الأرضية أدرك هذا الملك وجوب توحد أنصار العدل المتفرقون ووضع خطة مقاومة ، ومن ثم خطة إعادة السيطرة على العالم وقهر الفساد وإخماد ناره التي أحرقت العالم ودمرته .
وعندما رأى أنصار العدل في العالم صدق هذا الملك وحماسه في مكافحة الفساد نصّبوه ملكاً وقائداً لهذا التحالف فزادت همومه هموم وزاد حماسه وإصراره في قهر الفساد وإثبات أنه أهلاً للثقة التي منحها له أنصار العدل وفي حفلة تنصيبه ملكاً ، استغل هذا الملك المناسبة وقرر أن يجتمع برؤساء التحالف ليطلعهم على خططه التي وضعها لكي يهزم الفساد .
عرض خططه المبنية على عزل كل رئيس أو وزير أو صاحب منصب قيادي في أي مجتمع أتضح أنه متحالف مع الفساد ثم وضع سقف مناسب للتاجر ومن يتضح من التجار أنه صعد فوق هذا السقف بالأسعار واستغل المستهلك يتم القبض عليه وثم تجريده من ممتلكاته وجعل منه عبره لبقية التجار وبعد تطبيق كل هذا يتم الانتقال إلى مراسلة أنصار العدل في كل بقاع يسيطر عليها الفساد وتعزيز موقفهم ودعمهم وعند نجاحهم والإطاحة بالفساد في بلدانهم ينضمون تحت قيادة هذا الملك ، وبعد المناقشة أتفق الجميع على أنها خطط جميلة وانتهى الاجتماع بتوزيع المهام بين الرؤساء وتحديد موعد الاجتماع القادم ويتم فيه الاحتفال بالنجاحات التي تمت من تطبيق خطط وتوصيات هذا الاجتماع.
كل الأحداث التي سبقت جعلت من ينشر الفساد فالعالم يكاد ينفجر من الغيظ وبدأ في مراجعة وترتيب خططه ووجد أثناء مراجعته لكافة ملفاته أن الفقر والحروب والجهل هي مصادر الفساد التي يجب المحافظة عليها فالجاهل لا يميز بين الصواب والخطأ ، والفقير مستعد لعمل أي شيء لكي لا يموت ، والمحارب هو كذلك إما لرفع ظلم ظالم ، أو أنه جاهل ظالم، أو فقير سبيله الوحيد للعيش هو القتل ، وبعد ما قلّب كل الملفات أمر كل أتباعه على المحافظة على المصادر الثلاثة واستمرار الحروب فهي الحاضن لكل المصادر .
وأخذت الحروب والمناورات بين الجانب المفسد والجانب العادل ومع مرور السنوات وتواليها تقدم العدل ونجحت خطط هذا الملك وأخذ العدل فالنهوض من جديد وهذا ما جعل أرض أهل الفساد تضيق عليهم ويضيقون ذرعاً بالفساد وأنظمته الفاسدة المستبدة فقرروا الانقلاب والاستماع إلى دعاة العدل المتواجدون عندهم والانضمام لهم وعندما زادت نسبة أنصار العدل في كل بقاع الفساد كانت اللحظة التي ينتظرها هذا الملك والتي سيسجلها التاريخ له ولمن قام على نجاحها حيث قرر أن يسقط رموز الفساد وإصلاح الأرض واستبدال الفساد بالإصلاح والعدل والمساواة.
أرسل الملك أوامره وفرح المنفذون بها فتم الأمر على أفضل وجه وسقط الفساد ورموزه وتمكن العدل من العالم كله، وحكم هذا الملك الأرض فعم الخير والحب واختفت من الوجود الحروب والظلم والكره والحقد والابتزاز.



مع كامل تحياتي وتقديري :- فارس الكلمه 311):