رمضان وثماره التربويه

رمضان وثماره التربويه رمضآن وثمآرهُ التربويهْ.. رمضان شهر الخيرات، وهو نعمة عظيمة يفتقدها من دوننا وهي ركن أساسي من الأركان التي يرتفع فوقها بناء الإسلام الشامخ، فكما ورد في حديث للنبي “صلى الله عليه وسلم”: بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، واقام الصلاة وايتاء الزكاة والحج وصوم رمضان“. فنجد رمضان يرتكز على عدة أمور وأهمها هذه الركائز الثلاث: 1- التنقية 2- التنمية 3- التربية • رمضان وتنقية الأمة الإسلامية: يمثل رمضان اختباراً مهماً، تتم فيه وبعده تنقية الصف المسلم من الشوائب، ولا يكون الاختبار حقيقياً إلا إذا كان صعباً، وكذلكـ اختبار رمضان الذي ترجع صعوبته إلى عدة أمور : منها:- أنه فرض .. وطبيعة النفس الإنسانية أن تنفر من الفروض والتكاليف - ومنها أنه شهر كامل متصل .. والأعذار فيه محدودة … - كما أنه خروج عن المألوف … بترك ما يعتاده الإنسان –بل يحتاج اليه- من الطعام والشراب والشهوة. فهنا المهمة ليست صعبة بترك الطعام والشراب والشهوة!! بل المهمة الحقيقية تكمن في توجيه رمضان حركة الإنسان كلها :” قولاً وعملاً وفكراً وشعوراً وجوارح..” نحو مرضاة الله واجتناب محارمه… وإلا فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مَن لَم يدع قول الزور والعمل به فَلَيسَ لِله حاجةٌ في أن يدع الطعام والشراب“. • رمضان وتربية الأمة الإسلامية: لم يكن من قبيل المصادفة أن يقترن شهر رمضان- من أول مره صامه المسلمون – أن يقترن بالجهاد ، ورفع راية الإسلام، واقترانه بيوم الفرقان –يوم بدر- الذي أمر الله به على المؤمنين في رمضان 2 هـ ، وهو أول يوم تصومه أمة الإسلام. وكأن الله يريد لهذه الأمة أن تفقه جيداً دروس التربية الإيمانية التي يربينا رمضان عليها ومنها: 1- الاستجابة الكاملة لأوامر الله بصرف النظر عن حكمة الأمر؛ ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ” الأحزاب 36. 2- يتربى المسلمون في رضان على كبت شهواتهم، أو إن صح الكلام على التحكم في شهواتهم إلى المكان الصحيح فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” عن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ”. 3- يربي رمضان المؤمنين على التحكم في الأعصاب، والقدرة على كظم الغيظ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ (( قَالَ اللهُ : كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدَمَ لَهُ إلا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِه , وَالصِّيَامُ جُنَّـةٌ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفـُِثْ ، وَلا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امْرُؤٌ صَائِم , وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْك , لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا : إِذَا أَفْطَرَ فَـرِحَ ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه . 4- رمضان يربي على الإنفاق في سبيل الله؛ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -اجود الناس وَكَانَ اجود مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْانَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -اجود بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ‏.‏ 5- يربي رمضان المسلمين على شعور عظيم ألا وهو الوحدة والأخوة والألفة؛ فكل المسلمين في شتى بقاع الأرض سيصومون في يوم واحد، ويفطرون في يوم واحد.. وسيصومون في وقت واحد وهو الفجر ، ويفطرون في يوم واحد وهو المغرب . 6- سيتربى الصائم ايضا على الشعور بآلام غيره ومشاكل الآخرين؛ ولا شك أن المؤمن الذي يشعر بالجوع والألم لفترة معينة في رمضان سيدرك أن له إخوان في الصومال وبنجلادش والسودان والعراق وغيرها من البلاد، يعانون نفس الألم ولكن بصورة دائمة .. لا ينتظرون إفطاراً عند غروب الشمس ! ما أكثر الثمار التربوية التي يمنحها إياها رب العالمين بصوم صادق لرمضان! غير أن التقوى هي أجل تلك الثمار ، وهي التي عللّ بها فرض الصيام على هذه الأمة؛ حيث قال الله تعالى:”يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون“.(البقرة،183). منقول ضامي بطوله