11-20-2013, 07:40 AM
|
|
للمطالبين بحضور الروح النصراوية !!
قبل سنتين وفي مدينة كالكتا الهندية , التقى المنتخب الارجنتيني بفنزويلا للمرة الثامنة عشرة في تاريخ لقاءات المنتخبين, وكالعادة, فاز راقصوا التانجو بقيادة ميسي ولكن احد من احباب هذا المنتخب لم ينسب هذا الفوز وما قبله من انتصارات ساحقة لحضور الروح الارجنتينية . وربما لو حدث العكس وفازت او تعادلت فنزويلا مع الارجنتين لخرجت صحف كاراكاس لتبشر مواطنيها بحضور تلك الروح التي طال انتظارها . والسؤال الذي يهمني واود ان يشاركني فيه كل نصراوي : لماذا لم تلتفت الارجنتين لمسألة حضور الروح طوال تلك السنوات التي التقت فيها فنزويلا ولماذا يشعر ابناء فنزويلا لحاجتهم لتلك الروح حتى يسجلوا انتصارهم الاول على محاربي بوينس ايرس ؟ . هل تشعرون معي بأن حضور الروح مطلوب فقط حين تختفي سبل التفوق الفني المعتاد من مواهب ونجوم وعلو كعب فني واستقرار وخبرة وتمرس, وان كلمة " حضور الروح " تعني استجداء حدوث معجزة تقلب المعطيات الفنية وتسلم النتيجة للفريق الاقل كفاءة وحضورآ فنيآ ؟ .
في تاريخ نادي النصر التنافسي مع الغريم التقليدي, ظلت كفة الفوز بأكبر عدد من المباريات تميل لخمسة واربعين عامآ دومآ في الجانب الاصفر, وحينها لم نسمع ابدآ وخصوصآ في التسعينات الهجرية (حين كان فارق الفوز رقم اكثر من خانتين لمصلحة النصر) اي حديث او نغمة لما يسمى بحضور الروح . يومها كانت العناصر النجومية والمواهب الخارقة والاستقرار الاداري ونوعية المدرسة التدريبية شواهد طاغية على ان تسجيل انتصار جديد ليس سوى مسألة وقت تنتظر اشارة البدء من صافرة الحكم . في تلك السنين لم نكن ننتظر تلك الروح الانقاذية لتسليمنا نتيجة مباراة لم نكن على يقين بقدرتنا على احرازها من خلال الحضور الفني, فبكل ذلك التعالي النجومي والحضور البطولي كان لاعبوا النصر يسجلون الفوز تلو الاخر لكأس يتبع لقب بأقل مجهود وادنى عطاء . وفي صميم عقول ادارتنا ولاعبينا وجمهورنا حينها يقين دائم بوفرة النجوم وسطوة المواهب وتألق الفريق الذي كان يدفع الجميع للذهاب للملعب دون ادنى مطالبة بأصطحاب الروح النصراوية التي لم نكن في حاجتها .
ما الذي تغير عن تلك الايام يا سادة ؟
وهل هذه الروح التي نطالب باستحضارها في اللقاءات التنافسية حاليآ دلالة خير ام نذير شؤم وحالة ضعف تعتري الفريق ؟
وهل انتبهنا فعلآ انه كلما انخفض مستوانا الفني وانعدمت صفوفنا من النجوم بدأنا في البحث عن الروح النصراوية لأنقاذ نتيجة مباراتنا ؟
على الجميع ان يدرك ان النصر الحالي ليس فريق الضياع الذي ابتلينا به في العشرين سنة الاخيرة وان الفريق كأفراد وكجهاز فني واداري اصبح على درجة عالية من الجاهزية لتسيد الكرة السعودية من خلال كم المواهب الموجودة بالفريق وعلو كعب المدرب الفني ولم يبقى سوى المزيد من الاستقرار والانسجام وهذه الخلطة النصراوية هي الكفيلة بتحقيق آمال الجماهير في الفترة القادمة واما مسألة الروح النصراوية التي نريد استدعائها فهي مسألة اضافية لا نحتاج لها سوى في لحظات قليلة من موسمنا الرياضي حين نقابل فريق يملك ما نملك من استعداد فني ومواهب فردية في قائمة لاعبيه .
يمكن تلخيص حضور الروح في الملعب على انها خليط من 1ـ الروح العالية 2ـ التصميم 3ـ الولاء 4ـ الحماس 5ـ الإلتزام 6ـ بذل أقصى جهد 7ـ اللعب الرجولي 8ـ التركيز 9ـ إمتصاص حماس الأخرين 10ـ التحكم في الإنفعال . وهذه كلها صفات فردية تعود لارادة اللاعبين الذهنية وليس لمستوياتهم الفنية ومقدار ما وصولوا اليه من مراحل الانسجام والتكتيك الجماعي للفريق . وهذه الخلطة الكيميائية قد تحضر احيانآ في اجواء بطولية او لمباريات تقام على ارض الفريق ولكنها لا يمكن ان تتوافر دائمآ, كما لا يمكن اعتبارها ضمانة اكيدة للفوز خصوصآ ان كان المنافس يعيش افضل حالاته الفنية التي لا نستطيع مجاراتها فقط بالحماس الفردي او الجماعي . واعتبر ان النقاط العشر السابقة عامل مساعد وحاسم في ترجيح الكفة ولكن في حالة تقارب المستوى الفني فقط وحينها تبرز الحاجة الى بذل الجهود المضاعفة واستشعار حاجة افراد الفريق لاقصى طاقاتهم البدنية . اما الزعم ان هذه النقاط العشر لوحدها قادرة على احداث المعجزات وباستمرار فهو اشبه بانتظار فوز هندي على البرازيل او الارجنتين وان لعبت امامهم خمسين مباراة وحضرت معها توابل وروح مليار هندي .
على النصراويين ان يحذروا من شعار " الروح النصراوية " اليائس والمستشعر للضعف والهوان, خصوصآ حين يتم اطلاقه كبديل عن التجهيز الفني الحقيقي, وكذا عدم اعتباره السلاح الوحيد لمواجهة المنافسين . فقد نجح الاعلام المعادي في تمرير هذا المصطلح الذي تلقفه النصراويون دون ان يدركوا حالة الاستسلام الفني التي يرمز لها, بل ان المؤسف, اتخاذ كثير من النصراويين هذا الشعار كسبيل يتيم واوحد لمواجهة تفوق الخصوم الفني في المرحلة الماضية بدلآ من السعي لسد الفجوة الفنية التي احدثتها سنوات التيه الفني النصراوي بعد ان اضحينا نشاهد عشرات اللقاءات الوطنية لمنتخبنا لسنوات عديدة دون ان تتكحل اعيننا بلاعب نصراوي اساسي في تلك التشكيلة . لست بالمعادي لحضور الروح العالية للاعبي النصر ولكني اطالب باعتبارها اخر ما نحضره من اسلحتنا واقلها اهمية حين نواجه المنافسين والخصوم, ولعلنا نصل يومآ من الايام ان نفوز على الجميع وقد تركنا هذه الروح العالية في بيوتنا بعد ان ضمنا التفوق الفني البحت واليد الطولى على ارجاء الملعب وتسجيل الفوز باقل مجهود بدني وبلا قطرة عرق واحدة .
|