لا يا النصر، أنت وحدك تملك فلسفة خاصة لاتملكها جميع الأندية، ولايجيد هذه الفلسفة (لاسقراط ولا أرسطو ولا أفلاطون)، فجميعهم كانوا فلاسفة، ولكن فلسفتك الرائعة يا نصر صعب أن يصلوا لها.
لا يا النصر، عبقريتك بالملعب تختلف عن كل العباقره فاعذرني كنت أظن أن (شكسبير ونابليون) هم من أعظم العباقرة، ولكن عبقريتك احترت في وصفها لأنها مختلفة جدًا.
لا يا النصر، ماترسمه بالملعب من فن وإبداع جعلني أقول وأنا في حيرة من أمري: من يكون (بيكاسو ودافينشي) وكيف أصبحا أعظم رسامين بالعالم؟ وأنت رسمك يا نصر فيه كل الجمال والخيال.
لا يالنصر، سيمفونيتك التي تعزفها بالملعب جعلتني أقول إنهم ضحكوا علينا عندما قالوا إن (بيتهوفن) هو فقط من يعزف أروع السيمفونيات. وأقول: لو كان موجودًا لوقف احترامًا لعزفك العالمي.
لا يا النصر، ماتخطه وماتسطره من كلمات وأداء فني جميل أسعد كل عشاقك ومحبيك ولو كان (المتنبي) موجودًا لكتب فيك أجمل قصائد المدح، ولكن قدرك أنه رحل قبل أن يرى شيئًا من إبداعك.
لا يا النصر، فنور شمسك الذي يشع بالليل والنهار هو حالة فريدة ولو كان (اديسون) مخترع الكهرباء موجودًا وشاهد نورك لوقف في حيرة من أمره؛ فالحقيقة أنك يا نصر حيرت كل العقول.
اعذرني يا نصر فلم أعد أملك كلمات تصفك، فسحرك جعلني أقف حائرًا وأسألك، جاوبني من أين لك هذا السحر ؟ وأي نوع من السحر تملك ؟ وكيف استطعت أن تزرعه في قلوب محبيك ؟
فاز النصر بكأس ولي العهد وعاد للبطولات، وعندما يعود هذا الفارس الكبير من يستطيع إيقافه؟ فالكثيرون ضحكوا وسخروا منه عندما وصل النهائي وقالوا: لن يحقق الكأس، ولأنه كبير احترم عقول الصغار ،لأنهم لم يعرفوا من يكون ولم يقرؤوا التاريخ جيدًا.
غاب عن البطولات لسنوات، وعندما غاب كلهم أصبحوا أبطالاً، ولكن عندما يعود هذا الكبير يكون هو فقط البطل، ولهذا نقول دائمًا ونردد أن النصر مؤثر جدًا في حضوره وفي غيابه.
سجل الهلال أولاً، وشمت البعض وقتها وقالوا: إن النصر لايحقق البطولات وإن هذه البطولة هي تخصص الهلال، وتناسى هؤلاء أن هذا الفارس عندما يرد بالملعب يكون رده قاسيًا جدًا.
عودة النصر هي باختصار عودة (الحياة للكرة السعودية)، فهو بدون مجاملة يغير الشيء الكثير في خارطة كرة القدم؛ ولهذا نقول دائمًا: تعلموا منه حتى لو كنتم لاتشجعونه.
النصر وجماهيره حكاية ارتباط (عاشق بمعشوق) هذه الحكاية يجب أن تروى لكل الأجيال ليعرفوا أن العشق الصادق يبقى عشقًا مهما طال الفراق ومهما مرت السنون، أليس الحب للحبيب الأولِ.
من حق النصراويين أن يفرحوا؛ فهم حققوا بطولة غالية أمام منافس تقليدي كبير، ولكن عليهم أن لاينسوا أن الدوري لم يحسم بعد، وأن الأندية الكبيرة كالنصر لاتكتفي في الموسم ببطولة واحدة، وأن إدارتهم وجماهيرهم يستحقون أكثر من بطولة.
أخيرًا …
يحق لجماهير النصر أن تردد: لو تغيب الدنيا عمرك ماتغيب، شوف حالي آه من تطرا علي !!
مقالة للكاتب سمير هلال عن جريدة اليوم