علم النفس الاجتماعيّ
علم النفس الاجتماعيّ هو أحد أقسام علم النفس والذي يهتم بدراسة سلوك الفرد في المجتمع وكيف يتأثّر هذا الفرد بالعالم المحيط به وتبدأ ملامح سلوك الإنسان تتّضح منذ الطفولة ولكنّها تتغيّر كلما كبر الفرد فيبدأ بالانتقال من جوّ الأسرة إلى العالم المحيط به، ويدرس هذا العلم كيف سيتعامل هذا الفرد مع الأشخاص خارج أسرته، وقد حدث في السنوات الأخيرة العديد من التغيّرات في المجتمع التي ساهمت في تغيّر سلوك الفرد مثل الاعتماد على الخادمات في تربية الأبناء نظراً لانشغال الأمّ بوظيفتها، كما أنّ التقدم التكنولوجيّ والإنترنت الذي أصبح في معظم البيوت من شأنه أن يغيرّ من تصرّفات الأبناء وكلّ هذه العوامل تؤدّي إلى نتيجة مفادها أنّ علم النفس الاجتماعيّ أصبح من العلوم الضروريّة شأنها شأن باقي العلوم الأخرى.
أهمّية علم النفس الاجتماعيّ
ويهتم هذا العلم بدراسة التعامل بين الأفراد وكيف يتصرّف الشخص تجاه غيره ويمكن أن نُجمل أهمّيّة هذا العلم في النقاط التالية:
-
حلّ المشكلات التي تواجه الإنسان مثل المشكلات الأسريّة، ومشكلة تعامل الآباء مع الأبناء وتأثير تصرفات الآخرين على الفرد من خلال تقليد الشخص للناس المحيطين به، وتأثّره بتصرفاتهم سواء كانت صحيحة أو خاطئة فكثير من الأشخاص ينشئون في بيئة أسريّة سليمة ولكن تأثّره بتصرفات أصدقائه تغيّر من سلوكه إمّا للأحسن أو للأسوأ.
-
مساعدة وإرشاد الشخص المصاب بالاضطراب والتوتّر النفسيّ لكي يستطيع الابتعاد عن بعض السلوكيّات الخاطئة.
-
المساهمة في تحسين السلوك الاجتماعيّ للفرد، وتوجيه الشخص إلى كل ما هو أفضل من خلال اتّباع السلوكيّات المرغوبة.
-
البحث في المشاكل الاجتماعيّة المنتشرة والبحث في عالم الجريمة ومعرفة الأسباب التي أدّت إليها.
-
المساهمة في تقدم المجتمع وذلك من خلال معرفة جميع تفاصيل القوانين الاجتماعيّة والواقع الاجتماعيّ؛ لأنّ تقدّم المجتمع لا يكون بالمال.
-
معرفة تأثير التكنولوجيا على سلوك الفرد.
قد يرى البعض أنّ هذا العلم ليس له أهمّيّة وقد نرى الكثير من خريجي تخصص علم النفس الاجتماعيّ لا يجدون وظيفة أو يعملون بوظيفة بعيدة عن تخصّصهم إلا أنّ دور المرشد الاجتماعيّ مهمّ لأنّه له علاقة مباشرة بالإنسان الذي يشكل المجتمع وكل منّا يرغب في أن يعيش في مجتمع متقدّم في العلم ومختلف المجالات، لذا يجب أن يكون هناك ندوات ودورات لتوعية الناس بأهمّيّة هذا العلم وأنّه يؤثّر في الفرد والمجتمع لبناء مجتمع سليم نفسيّاً فالإنسان روح وجسد فمثلما هناك ضرورة لتمتّع الإنسان بصحّة جيّدة يجب أن يتمتّع بنفسيّة جيّدة فالإنسان المرتاح نفسيّاً يستطيع إفادة مجتمعه بينما الإنسان الذي يعاني مشاكل نفسيّة لا يستطيع التركيز في عمله وواجباته.