خيال الحضر

~{ خيال الحضر }~


هذي قصه تخبرنا عن جانب من حياة الماضي و كيف ان الشجاعه و الكرم و الصفات الطيبه ماهي

حكر لحد و هي قصه بداح العنقري التميمي

كان لبداح و هو ابن امير بلده من بلدان نجد علاقه طيبه

بالبدو اللي يمرون ديرته و يتقضون منها و كان يزورهم و يزورونه و في احد المرات زارهم في الباديه

وصارت بهذي المناسبه عرضه بالسيوف و شارك بها بداح وكان شاب وسيم وطويل واجاد العب بالسيف

وتصفيحه يمين و يسار و كانت البنات يشوفون هذا العب على طرف وصاروا يمدحون بداح العنقري

لكن بنت منهم يقال انها بنت الشيخ و هي اجملهم و قالت لا يغركم هذا اللي تشوفونه هذا حضري

وخيال الحضر زين بالتصفيح لكن الفعل وقت الحروب يبيله شي ثاني

سمع بداح العنقري كلامها وسكت وبعد فتره قصيره في نفس اليوم او في اليوم الثاني

قبل رحيل بداح حصل أن أغار قوم على أهل الفتاة و أخذوا حلالهم كله و ابتعدوا به فصاح الصياح بالمضارب و هرع القوم للحاق

بإبلهم و تخليصها من أيادي الغزاة هذا كله و بداح جالس يشرب القهوة و لا يحرك ساكناً و الفتاة تنظر إليه بازدراء و هي تردد على

مسامعه الحضري خيال نظره و هو لا يكترث لها و لما جاء الضحى عادت فلول القوم منهزمة لم تستطيع تخليص حلالها من أيدي

الغزاة و في هذه اللحظة تناول بداح سيفه و رمحه و ركب فرسه و أغار بطلب الغزاة و حيداً و الفتاة تنظر إليه

و لما جاء العصر عاد بداح و قد هزم الغزاة و حيداً و أعاد الحلال كاملاً و معه خيل الأعداءو بعضهم مأسورين فتعجبت القبيلة كلها

من

فروسيته و هو الضيف الذي لا يلزمه شرع البدو بمناصرة مضيفيه إلا من باب النخوة شعرت الفتاة بالخجل لما قالته له فوقفت

تزغرد له كأنها تعتذر فوقف بجانبها ولم يقبل اعتذارها وقال هذه القصيده :

الله لحـد يـا مـا غـزينـا وجينـا

ويامـا ركبنـا حاميـات المشاويـح

ويامـا علـى أكـوارهـم اعتلينــا

ويامـا ركبناهن عصيـرن مراويـح

ويامـا تعـاطـت بالهنـادي يدينـا

ويامـا تقاسمنـا حـلال المصاليـح

يازين يوم انك تبيح الكنينا

وادعت جفن العين نومه شلافيح

وراك تزهـد ياريـش العيـن فينـا

تقـول خيال الحضر زيـن تصفيـح

الطيـب مـا هـو بـس للظاعنينـا

قسمن وهو بيـن الوجيـه المفـاليـح

البـدو واللـي بـالقـرى ساكنينا

كلـن عطـاه الله من هبَّـة الريـح

يوم انكسر رمحي جذبت السنينا

وادعت عنك الخيل قبن جلاويح

هيـا عطينـا الحـق هيـا عطينـا

وإن مـا عطيتينـاه والله لا صيـح

أصيح صيحـة مـن غدالـه جنينـا

وإلا خلوجن ضيعوه السراريـح

يا عود ريحانـن نبت بالبطينـا

ومن وين ما هب الهوا فاح لـه ريـح

وخـدن كما قرطاستـن في يمينـا

وعيـون نجـل للمشقـا ذوابيــح

صخـف بلطـف بـانهـزاع بلينـا

يا غصن موزن ميله ناعم الريـح