عاجل لرئيس هيئة الرياضة

رسالة إلى رئيس هيئة الرياضة
لا احد يلومك على ميولك ، فالمحبة هي ميلان القلب ، وهذا الميلان لا يستطيع أحد أن يتحكم فيه ، والدليل الحديث الذي رُوي موصولاً ومرسلاً، وقد رجّح الأئمة المرسل، وهو ضعيف : اللهمّ هذا فعلي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك . وإن ورد هذا في حق النساء فبعض الرجال في الأندية النساء خير منهم ، تأمل إعلامهم كيف يكذبون ويزورون الحقائق ويقدحون في النيات ويفعلون أفعالا تستحي كثير من النساء من فعلها ، والشاهد أمير هيئتنا الرياضية لا أحد يلومك على ميولك ، ولكن هذا إذا كنت غير مسؤول ، أما إذا كنت المسؤول الأول واتبعت هواك وميولك فإن ميولك سوف يدخلك النار وبئس القرار .
المسؤولية ـ أمير هيئتنا الرياضيةـ هي كما أخبر عنها النبي صل الله عليه وسلم : (( نعم المرضعة ، وبئست الفاطمة )) نعم المرضعة ؛ في هذه الدنيا ، لما تجر على صاحبها من المنافع الدنيوية ، ولكن بئست الفاطمة ، بالموت الذي يهدم لذتها ، وبالسؤال يوم القيامة عن القيام بواجبها ، حينما تؤدى الحقوق ، وترد المظالم ، ويحاسب كل مقصر على تقصيره ، يقول النبي صل الله عليه وسلم : (( ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك ، إلا أتى الله مغلولا ، يده إلى عنقه ، فكه بره ، أو أوثقه إثمه ، أولها ملامة ، وأوسطها ندامة ، وآخرها خزي يوم القيامة )) .
بئست الفاطمة ، حينما يقف أصحاب الشهوات ، بين يدي الله يسألهم ، كما قال النبي صل الله عليه وسلم : (( إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه ؛ أحفظ ذلك أم ضيعه ؛ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته )) .
فلا تعتقد يا أمير هيئتنا الرياضية أن المسؤولية أمر هين ، وأنها مجرد نفع من تحب وحرمان من لا تحب ، واحذر أن يصل بك إيمانك بأن هذا الأمر ينتهي بموتك وانتهائك من هذه الدنيا أو بإعفائك من منصبك لا والله ثم لا والله ، سوف تسأل عن كل صغيرة وكبيرة فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا ، فقد جاء عن النبي صل الله عليه وسلم قوله : : (( ليتمنين أقوام ولّوا هذا الأمر ، أنهم خروا من الثريا ، وأنهم لم يلوا شيئا )) .
وأخيرا يا أمير هيئتنا الرياضية أؤكد وأكرر إن المسؤولية أمانة ، واستغلالها وعدم تأديتها ، والتقصير فيها ، خيانة من أعظم الخيانات ، وقد أمر الله بتأدية الأمانة ، وحرم الخيانة فقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )) وقال : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )) .
إن استغلال المسؤولية ـ أمير هيئتنا الرياضيةـ لمصلحة ذاتية ، أو منفعة شخصية ، جريمة الجرائم ، وكبيرة الكبائر فاتق الله .
مع تحيات : شيخ نصراوي