النصر و الهلال و لغة الارقام

في المقالات الرياضية التي يسطرها كتاب الأزرق يومياً على صفحات اغلب الصحف اليومية، و في ثنايا البرامج الرياضية الحوارية التي تستضيف كاتبين احدهما هلالي والآخر غير نصراوي، و كذلك في المنتديات التي يتنفس فيها بعض منسوبي الهلال - مع إن لديهم كافة المتنفّسات اليومية في اكبر صحف الوطن و قنواته - تعوّدنا من الضيوف و الكتاب العزف على وتر ( لغة الأرقام ). و أنها الأصدق دوماً. و أنها تغضب النصراويين كثيراً. و يجادلون بمنطقية الأرقام و موضوعيتها، و أنها لا تخضع للتأويلات و لا تجامل نادياً بعينه.

و أنا هنا اؤيد و بشدّة هذا الكلام. و أزيد: بأنه متى ما كانت الأرقام مثبته و صادقة فإنها حتماً ستكون المرجع الأدق والأصدق و الأكثر حيادية. و سترضي الجماهير بكافة اطيافها إلا من في قلبه مرض. و لكن الحقيقة تقول: أن لغة الأرقام حق أريد به باطل. و مرجع يرجعون إليه في حالات قليلة يكون فيها التفوّق للأزرق. و لكن إذا حدث العكس و تفوّق النصر، فإنك ستسمع أسوأ تبرير يمكن أن يطلق على النتائج. و ستضحك بملء فيك و أنت تشاهد عداوتهم للغة الأرقام.

فمثلاً: يتكلمون عن افضلية أحد مهاجمي الهلال "سامي الجابر " و يقارنونه بأسطورة الكرة السعودية و الخليجية، الفذ ماجد عبدالله. و يقولون سامي افضل مهاجم سعودي و أن ماجد لاعب عادي. و عندما نقول لهم: لغة الأرقام تقول إن: ماجد عبدالله هداف الدوري 6 مرات مقابل مرّتين للاعب سامي. و ماجد عبدالله هداف الدوري السعودي تاريخيا بواقع 128 هدفا. و ماجد عبدالله سجلً 121 هدفا دولياً منها 67 هدف من فئة أ. مقابل لاعبكم و الذي سجل 29 هدف دولي ( كمجموع اهدافه ). يقولون بكل بجاحة: و لكن سامي مثقف، و يتكلّم انجليزي!! ( مع إني شخصياً ما شفت لا ثقافة ولا انجليزي ما عدا تلميع ربعه له ).

و في حالة أخرى: عندما نقول إن نادي النصر قد فاز على ناديكم الأزرق في 4 نهائيات مقابل نهائي واحد لفريقكم. يقولون: إن التحكيم قد ساعد النصر.

و كذلك: حينما كان النصر يتفوّق في عدد مرّت الفوز على فريق الهلال، كانوا يقولون: إن طموح النصر هو الفوز على الهلال فقط.

و عندما نقول: إن نادي النصر قد تأهل إلى كأس العالم مرة واحد كأول فريق مقابل ( صفر ) مرة للأزرق، يقولون ولكن كان المفروض أن يتأهل بوهانج الكوري.

و حينما يفوز النصر و لاعبيه و جمهوره بأرقام تؤكد شعبيته و بفارق كبير، يقولون: تصويت و بكج و غيره.

و عندما كان سامي يغيب عن التسجيل و المستوى و يظهر نشازا في تشكيلة المنتخب و يعطل طموحاتنا و نطالب باستبعاده يقولون: له دور خفي!!

و عندما نقول إن ياسر لم يسجل هدفا مع المنتخب من عام 2006 و حتى العام 2009 و لا زال أساسي، يقولون: و لكنه قائد.

و عندما نقول: إن الدعيع اكثر حارس سعودي استقبل اكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة بعد 8 ألمانيا، يقولون، و لكن الدفاع كان دفاع الإتحاد!!.

و أخيراً: عندما يتفوّق نادي مثل الإتحاد عليهم في سلّم الدوري نقاطاً و أهدافاً فإنه يحصل على المركز الأول بالجدول و يحصلون هم على درع الدوري و يقولون: بالطريقة الإسبانية !!!!!

و الآن هل يعي الببغاوات من جماهير الهلال مقدار الكذب الذي يرددونه. و حجم التزوير الذي يقوم به كتابهم و محلليلهم. و صدق من قال: اعطني أربع صحف و ثلاث قنوات و ارمني في البحر.

و دمتم.
ظافر الودعاني
كاتب رياضي في صحيفة سبورت