اقتباس:
خلف ملفي وواقع الإعلام القبيح
مشكلتي مع الأستاذ خلف ملفي ، هي نفس
المشكلة التي واجهتني مع مدير تحرير جريدة هلالي الميول ،
فكلاهما يحبان قراءة مقالاتي البعيدة عن الرياضة التي تتحدث في
مجالات عدة ، فالأول "خلف" صرح كثيرا بهذا الأمر في لقاءاته
الصحفية ، والآخر "مدير التحرير" كل مرة يلتقي بي يقول :
"إن مقالاتك البعيدة عن الرياضة أكثر عمقا وأحبها أكثر من
مقالاتك الرياضية" ، وكلاهما حين اختلفا معي في وجهات النظر
، لعبا على مسألة أنه يكتب بعدة مجالات .
وكنت قد حاولت شرح الأمر لمدير التحرير ، وأن المسألة مرتبطة
بالقراءة ، فمن يقرأ كتبا في مجال ما يمكن له أن يفهم بهذا
المجال ، صحيح أن قارئ الكتب لا يستطيع العمل بهذه المهنة
لأنه لم يحصل على شهادة كما فعل من قرأ نفس الكتب واختبر
وحصل على رخصة عمل في هذه المهنة ، والصحيح أيضا أن ذاك
القارئ هو في النهاية يستطيع الكتابة في ذاك المجال لأنه قرأ
نفس كتب المتخصص ولديه معرفة بهذا المجال .
قلت للمدير أيضا : إن مسألة الفهم ليست مرتبطة بمعجزة كأن
ينام شخص ما ثم يستيقظ فيصبح عالما في مجال ما ، بقدر ما
هي مرتبطة بالقراءة والبحث عن المعرفة ، لكن مدير التحرير
كتب في الجريدة التي يعمل فيها "لقد فضح نفسه الطريقي حين
قال إنه قرأ ثلاثة كتب في مجال الخصخصة ليكتب مقالا عن
الخصخصة" ، فاكتشفت أن الحوار معه حوار طرشان ، كما هو
الحوار مع الأستاذ خلف ملفي الذي كان يحب مقالاتي ويقرأها
ويؤكد إعجابه بما أكتبه إلى أن غضب ، فأصبح يردد كلاما ساذجا
لم يعد يردده إلا الجهلة ؛ لاعتقادهم أن المعرفة ليست نابعة عن
القراءة بل عن معجزة .
علي أن أنبه لأمر مهم وهو أن هناك اختلاف بين خلف ومدير
التحرير ، فخلف يلعب كثيرا على مسألة الدين في مجابهة خصوم
ناديه ، ويستحضره كما فعل كثيرا مع محمد نور في مسألة
"القزع" ، مع أن الأمر لا دخل له بالقزع ، لكن هناك أشخاص
موتورون منذ ثلاثين عاما وهم يحاولون تحريم كل شيء لدينا ،
فأحضر خلف فتواهم في مقالاته ليشن حربه الدينية على خصوم
ناديه .
أقول خصوم ناديه وإن حاول تقديم نفسه على أنه إعلامي محايد
، ففي إحدى السنوات حقق فريق الهلال لكرة القدم بطولة آسيوية
إن لم تخن الذاكرة ، فخرج بالخطأ كشف المكافئات التي صرفها
عضو شرف الهلال الأمير الوليد بن طلال ونشرته الصحف ،
وكان اسم الأستاذ خلف ملفي من ضمن الذين استلموا مكافأة
الفوز بالبطولة ، مع أن الكشف لم يحدد ما هي مهامه ، وهل هي
تشجيعية أم أنه وظف مهمته الإعلامية للدفاع عن الهلال وشن
حربا على البقية ؟
أخيرا .. لست ضد انتماءات الأستاذ خلف ، كما أني لست ضد
انتماءات أي كاتب ، فالكثير من الكتاب يحب لعب دور المحامي
عن ناديه ، ويحارب من أجل أن يحقق ناديه البطولة ، وطالما
نحن نؤمن بحرية التعبير ، فمن حق أي ناد أن يعبر عن وجهة
نظره ولو عن طريق كتاب ينتدبهم لهذه المهمة .
بيد أني ضد أن يصبح الإعلام بأغلبه إعلام أندية ، فتشن الصحف
حروبا على الأندية التي تنافس فريقها ، وتلفق التهم وتزور
الحقائق ضد الأندية لمصلحة ناديها .
كذلك أنا ضد أن يقدم الأستاذ "خلف ملفي" نفسه على أنه
إعلامي محايد ، ومنحاز لمهنة السلطة الرابعة ، فيما هو يقبل أن
يستلم مكافأت فوز الهلال بالبطولة مع اللاعبين ومنسوبي النادي
، ولا يحدد لنا ما هي المهام التي استحق عليها المكافأة ؟
ثم هل من المفترض أن تأتي المكافأة من صحيفته أم من النادي ؟
وإن حدث هذا واستلم الإعلامي المكافأة من النادي ، ألا يحق لنا
أن نسأله لمن ولاءك ، للإعلام أم للنادي الذي يصرف لك مكافآت ؟