الخوف من لجان حليمة!

مطلع الاسابيع القادمه من عمر الدوري الطويل كفيلة بكشف (حليمه) ليس حليمه بولند ولكن لجان (حليمه الكرويه) صاحبة العادة التي لاتفارقها والخوف من استمرعادتها وهو ماكان واقعا ملموسا فيما مضي من المواسم الكروية.

ولعل في بيان لجنة الانضباط الأخيرالشديد اللهجة والذي حوى عبارات هي أقرب الى التهديد بالويل والثبور للمخالفين لأنظمتها أكثر من كونه بيان تبليغي للأندية لعله إيذانا بكسر عادة حليمة المعروفة : (حليمه عادت الى عادتها القديمة).

ولنتجاوز أدبيات البيانات ومقولة (وصاية الاب على ابنه القاصر) ونقول أنه يحمل هم القيادة الرياضية في حرصها على فرض العدالة في التطبيق وأنها قد تكون هي شعار اللجان في المرحلة المقبلة.

فبعد أربع جولات عاصفة بالأخطاء والتذمر والاحتجاج من تخبطات اللجان من تحكيمها وانضباطها وفنيتها وقدرة الرياضيين على مضض على امتصاص الصدمات التي لم يسلم منها أي نادي من الاندية الاربعة عشر في دوري زين.

وقد يكون حلّ بالدرجات الأدنى في الأولى والثانية والثالثة الأسوأ قياساً على ما حصل للأندية كون فرقة عمر المهنا (المنتجبة) من الحكام ظهرت بمستوى كسيح في دوري زين.

وعلى الرغم من عدم تفاؤلي المدعوم بأحداث حصلت على أرض الواقع وبقاء أسبابها وقياسا على الاحداث الآتية والماضية في دورينا فإن الأخطاء الماضية ستتكرر لاحقاً لامحاله إن لم تعالج الأسباب رغم قوة عضلات اللوائح التي أفصح عنها البيان الاخير للجنة الانضباط.

فاللوائح هي مجرد حروف وأرقام على ورق ولا قيمة لمنطوقها ونصها وروحها إذا لم تكن تحت تصرف من يقدر ثقل الأمانة التي أوكلت إليهم الساعون إلى تطبيقها بهدف واحد غير قابل للتجزئة.

وهذا الهدف الواحد هو العدالة ولاغير العدالة وهو مبتغى كل الأندية الطبيعية أي أن القانون يطبق ولا مراعاة لخواطر أية انسان أو فريق بمعنى لافضل لفريق على فريق إلا في ميزان العدالة وهي التي تعطي كل ذي حق حقه.

ولن يتحقق ذلك الهدف السهل التطبيق إلا بعد أن يتم إجراء عملية غربة واسعة النطاق في اللجان يتم بوجبها طرد من سخروا ميولهم لخدمة أنديتهم لا لخدمة الرياضه ويحل محلهم من تنطبق عليهم الآية الكريمة إن خير من استأجرت القوي الأمين).

وعند ذلك نستطع القول وبكل تفاؤل مفرط أيضا أن عصرا جديدا قد شع للكرة السعودية سيعيد لها أمجادها التي تآكلت في السنوات الماضية بفعل أعمال المخربين في غيبة من المساءلة الحازمة.

ولأن التغير المدروس يقود إلى النجاح بما فيها صفارات التحكيم التي سترن بعدالتها في ملاعبنا وأن دورينا الذي شوه سوء التحكيم وتخبطات اللجان مستواه سيستعيد بريقه ليعود الى قمة الدوريات العربيه والاسيويه.

ان عودة الكوره السعوديه الى المستوى المأمول مرهون بالتنظيم العلمي المنهجي لا بالتخبط وازدواجية التطبيق ولا بخبراء من فرنسا وبريطانيا يستطع زميلنا عوض رقعان صاحب روزنامة الموسم الكروي المبرمج كمثال أن يقوم بعملهما.

وأكاد أن أذهب الى الاعتقاد أن (البيان الانضباطي) لم يكن مبادره من لجنة الانضباط ولكنه جاء وفق توجيه حازم من القياده الرياضيه وهو البيان الذي وصفتة في مقال سابق بأنة أشبة بالفرمان لشدة عباراتة وكثرة عرضة لبنود اللوائح المهدده لجميع الرياضيين .. ولنقل مبدئيا أنه (شفافا).

واجتهدت اللجنة وصاغت بيانها بحزم تحت تأثير التوجيهات الحازمه الصادره لها في ضبط الامور وتطبيق الانظمه العادله على الجميع حتى لاتخرج عن نطاق السيطره بعد أن شعرت القياده حجم الغضب الجماهيري في ملاعبنا (خارج مبنى الرعاية).

يبقى القول :أن الرياضين ينتظرون من قائدي سفينة الرياضة الوقوف بحزم ضد من يسعى الى غير ذلك لتستقيم أمورنا الرياضية على سراط مستقيم وتنعم جماهيرنا الوفيه بكرتنا السعودية.

وتبقى إشارة أخيرة مفعمة بالأمل بأن نرى أنفسنا عاجلا غير آجل وسط أجواء كروية يضرب بها المثل في الخارج ولنودع أحداث التخبط السوداء التي شوهت كرتنا وأزعجت جماهيرنا وأربكت أنديتنا وبحت أصوات محللينا وأدمت أصابع كتابنا.



محمد السلوم
كاتب رياضي في سبورت السعودية