في النصر ..جار البحث عن كبير!!!
المشهد النصراوي في حالة غليان مستمر، وفشل مسيروه حتى الآن في إقناع "المدرج الخليجي الأكبر" بجدية التحركات التي من شأنها إصلاح الأوضاع "الصفراء" خصوصاً في ظل تقديم الإدارة للمسكنات، وآخرها أخبار تكليف خبير الاتحاد الدولي لكرة القدم ماجد عبدالله مديراً لإدارة كرة القدم، وهي التي لم تثبت حتى الآن.
المتتبع للظهور الإعلامي المتواصل لمسيري النصر يجد لغة تحمل الكثير من التسويف والمرواغة في الاعتراف بماهية المشكلة التي أوصلت النادي إلى هذه المرحلة المؤسفة.
في نادي الاتحاد مثلاً يوجد كبير حقيقي يتمثل في العضو الداعم، وهو ما أسهم في التوقيع مع جهاز فني قدير بقيادة البرتغالي جوزيه مانويل –الذي رفض أحد مسيرو النصر فكرة التعاقد معه قبل الاتحاد- كما تم التوقيع مع لاعبين أجنبيين بأسعار مناسبة جداً لخزانة النادي في وقت لم يتم حسم موضوع كرسي الرئاسة عقب استقالة الدكتور خالد المرزوقي.
الاتحاد في الصيف ناد بلا رئيس، وجميع أمور تعاقداته تسير بشكل سلس، وأمور معسكره الخارجي موفرة ومجهزة، ولم يشهد النادي أية مناشدات شرفية لدعم النادي، والتدخل لحل هذه الملفات الهامة، ورغم مشكلة قائد الفريق محمد نور إلا أن الأمور مستقرة في النادي، والفريق يحصد النقاط كاملة ويتصدر الدوري حتى الآن.
الواقع في النصر مغاير تماماً دعوات مستمرة للدعم الشرفي، عجز متواصل عن حل الإشكالات المالية التي تضرر منها الجميع بلا استثناء أجهزة فنية وإدارية ولاعبين محليين وأجانب وكذلك عاملين، وظلت الحجة الوحيدة لكل ما يحدث "كل الأندية تعاني مشاكل مالية"، وهذه الحجة صحيحة مع بعض الفرق التي لم تمنعها مشاكلها من الصدارة أو الوصافة
ما يحدث بكل بساطة حالياً في أروقة نادي النصر عبارة عن أخطاء متراكمة عزز استمرار إدعاء المعرفة والقدرة، وصاحب ذلك تنفير الجيل الشرفي الجديد الذي تغلب بدعمه على أجيال شرفية سابقة لم تقدم ما يشفع لها بإقناع الجمهور النصراوي بالمكانة التي اختارتها لنفسها رغم استمرارها حتى الآن.
المفارقة العجيبة هي أن النصر كان خلال شهور مضت أكثر نادي يلتف حوله جيل شرفي شاب وداعم وقوي، وفجأة يغيب هذا الجيل بأكلمه بعد جملة ممارسات "تطفيشية" أعادت النادي إلى نقطة الصفر مجدداً، وبالتالي تأخرت مرتبات، وعدم دفع المقدمات، وتكررت الآن العبارات التي تطالب بالدعم الشرفي.
من أوصل النصر إلى هذه المرحلة التي أصبح يتسول دعم شرفييه الذي كفوه خلال العامين الأخيرين على أقل تقدير جملة من المشكلات المالية.
أعي جيداً حساسية الأوضاع في النصر حالياً وتحديداً في الحديث حول الأمور المادية، لكن الواقع أصبح على قدر كبير من الوضوح لكافة المتابعين والتي تؤكد أن النصر حالياً بات ناد غني جماهيرياً لكنه فقير فنياً وشرفياً ومادياً، والمتضرر من كل ما يحدث هم أغنياء المدرج الذي انقلب وفائهم لناديهم جحوداً من قبل مسيري النصر في ظل غياب العمل لإظهار النادي بصورة زاهية ترضيهم، وتدفعهم للمباهاة به بدلاً من الخجل من واقعه، واليأس من إصلاح أوضاعه.
جمهور النصر خلال الجولات الماضية أودع في خزانة ناديه حوالي 600 ألف ريال بعد التصويت في 4 جولات، وأعتقد أن الوقت مناسب لكي يودع هذا الجمهور جزء من وفائهم ومحبتهم وإخلاصهم في حساب ناديهم ربما تتحسن به الأوضاع ويعود به النصر مهاباً كما كان.
صالح الصالح
كاتب رياضي
|