الجهل الروقي ..!!

يبدو أن أنواع (الجهل) ستشهد إضافة جديدة لنوع جديد من الجهل لن يصح تسميته سوى بالشخص المتسبب في إيجاده وهو الكاتب فهد الروقي ..!!
* فهذا الشخص دائماً ما يتحفنا بمقالات وأطروحات لا تبني على شيء من الواقع , بل أن الروقي (يبهت) المتلقي ببعض آراءه التي يبنيها على أشياء لا وجود لها في الحقيقة , بل هي موجودة في خيال الكاتب , مع دعم هذه الآراء بكم (قَسَم ويمين) مع كم فتوى شرعية (مصدرها عقله) متى إستدعت الحاجة لذلك ..!!
* اليوم , طالعتنا صحيفة الرياضية بمقال جديد للكاتب إياه , قارن فيه بين إلغاء النصر لعقد ماسا وبين إلغاء (ناديه المفضل) الهلال لمجموعة عقود إستثمارية كان من ضمنها عقد الشراكة مع stc ..!!
* ثم إستنكر الكاتب حديث الوسط الرياضي (آنذاك) عن التجاوز الهلالي لمبدأ (إحترام العقود) مع صمتهم تجاه ما اعتبره هو (تجاوزاً نصراوياً) ..!!
* ولكي نضع الأمور في نصابها الحقيقي , سأقوم بالرد على الكاتب الروقي لا لأوجه ردي إليه مباشرة , ولكني سأوجه ردي إلى المتلقي الذي (يسمع ويعي) أما الروقي فقد يأسنا من إستيعابه للأمور (كما هي واقعاً) ..!!
* في البداية الهلال ألغى عقده مع شركة الإتصالات السعودية في وقت كانت فيه الشركة ملتزمة بشروط العقد , وملتزمة بدفع الحقوق الهلالية (على داير ملّيم) بعكس النصر الذي أمضى 3 سنوات وهو مرتبط مع ماسا بدون أن يستلم من الشركة (ولا ريال) ..!!
* وعلى الرغم من أن النصر سعى لإلغاء العقد أكثر من مرة إلا أنه فشل في ذلك , وإستمر مرتبطاً مع الشركة المسوقة لتذاكر مبارياته (غصباً عنه) وبدون أن يستلم النادي شيئاً من حقوقه ..!!
* فكيف يقارن الروقي بين إلغاء عقدين أحدهما ساري المفعول , بين طرفين إلتزما بشروطه , وآخر أخل المستثمر بشروطه , بعد مماطلته في دفع حقوق النادي فيأخذ خيراته ولا يسلمه حقوقه ..!!
* أما حديث الروقي عن أن إلغاء أي عقد لا يحتاج سوى لدفع شرط جزائي متفق عليه (أو يقرره المسئول عن البت في هكذا قضايا) هو ليس إلا إضافة عديمة القيمة للموضوع ..!!
* ذلك أن الهلال الذي إرتبط مع الاتصالات السعودية بعقد إلتزم فيه الطرفين بتأدية واجباتهم وأخذ حقوقهم , ألغى العقد ولم يدفع (حتى الساعة) أي مبلغ كشرط جزائي للشركة المتضررة ,, علماً بأن الشركة أقامت دعوى قانونية ضد النادي (ولم يسعفها أحد) ..!!
* وعلى النقيض تماماً , أعلن النصر (أكثر من مرة) عن إلغاءه لعقد ماسا (التي لم تلتزم بشروط العقد) وعن إستعداده لدفع الشرط الجزائي ,, ولكنه كان يفشل كل مرة في إلغاء العقد (حسب الاحكام الصادرة من ديوان المظالم , أو هيئة الاستثمار بالاتحاد السعودي) وكان يُجبر النادي على الاستمرار في العقد على الرغم من استعداده لدفع الشرط الجزائي , وعلى الرغم من حجته الواضحة في طلبه إلغاء العقد (عدم إستلامه مستحقاته) ..!!
* وهذا ما يعني أن (الشرط الجزائي) لم يكن سبباً في إلغاء الهلال لعقده مع شركة الاتصالات (فالهلال لم يدفعه) , والشرط إياه لم يسعف النصر (الذي إلتزم بدفعه) لتحقيق رغبته في إلغاءه عقده مع ماسا ..!!
* إذن , الروقي قارن بين قضيتين يبعدان عن بعضهما (من الناحية القانونية) بعد المشرق عن المغرب ..!!
* بل أن الروقي بنى على رؤيته القاصرة آراء وتوجهات (خاطئة) , أوصلته إلى إتهام الوسط الرياضي بتقصد الفريق الأزرق مع تضخيم قضاياه ,, وكلنا يعلم مع مَن يقف هذا الوسط بإعلامه ولجانه ..!!

الضرر الهلالي على الإستثمار ..!!

ويواصل الروقي حديثه معتبراً تدخل إدارات الاندية حينذاك في القضية القائمة بين شركة الاتصالات ونادي الهلال تدخلاً لا مبرر له , وأن الهلال لم يؤثر على الاستثمار في الوسط الرياضي بما قام به من تصرف ..!!
* والواقع أن الأندية السعودية في ذلك الوقت كانت مرتبطة (جميعها) بعقد إستثماري مع الاتصالات السعودية , إلا أن قيام الهلال بإلغاء عقده مع الشركة المذكورة (من طرف واحد) أدى إلى تهديد الشركة بالانسحاب من الوسط الرياضي (لأن حقوقها قد ضاعت) ..!!
* وهذا يعني أن الأندية جميعاً كانت ستتضرر من إنسحاب الشركة المستثمرة (الوحيدة) في المجال الرياضي لمصلحة الهلال الذي (ضمن مستقبله) بتوقيعه لعقد شراكة مع المنافس الجديد شركة موبايلي , وبالتالي فإن الأحداث المصاحبة لإلغاء العقد الهلالي مع الشركة المستثمرة كانت تمس بمصلحة الأندية السعودية جميعاً وبدون إستثناء , فكيف إعتبر الروقي تدخلهم في القضية تدخلاً لا مبرر له ..!!؟؟
* قد يقول قائل أن الهلال ألغى العقد بشكل قانوني , ولكن القانون يلزم الهلال بدفع شرط جزائي للشركة , وهو ما لم يحدث , وبالتالي فإن ما حدث من الجانب الهلالي ليس قانونياً البتة , وهو مساس بمصلحة الأندية الأخرى التي هددها المستثمر الوحيد بالإنسحاب في حال عدم ضمانه لحقوقه ..!!
* ومن المعلوم لدى الجميع أن أي مستثمر في المجال الرياضي لن يقبل التوقيع على أي عقد إستثماري لمدة تقل عن ( 5 سنوات) ..!!
* وهذا يرجع إلى أن المستثمر (أياً كان) سيضطر إلى تخصيص ميزانية لتطوير منشأة النادي (أو المجال المَستثمَر فيه) , مع حاجته إلى أكثر من سنة لكي يستعيد خلالها (ما دفعه لتأسيس المنشآت) ثم يبدأ في رحلة البحث عن المكسب بعد السنة الثالثة ..!!
* فإن كانت الأندية ستفتح ذراعيها للمستثمرين حتى يبدأوا في تأسيس بنى الإستثمار التحتية داخل أنديتهم , ليفاجئ المستثمرين بإلغاء عقودهم (بدون سابق إنذار) مع عدم قدرتهم على إستعادة حقوقهم بالطرق القانونية , مَن سيعود بعدها للإستثمار في الوسط الرياضي ؟
* وهذا ما فعله الهلال مع المستثمر المذكور , وهو ما أدى إلى تخوف المستثمرين الآخرين من الدخول للوسط الرياضي (مما يعني تضرر كل الأندية من هذا التخوف) وهو ما حداهم إلى إعلان مواقفهم بإحترامهم للعقود ..!!
* وكأنهم يقولون (نحن لسنا الهلال) ..!!
* وفعلاً كلهم ليسوا كالهلال , فلا النصر ولا غيره سيجرؤ على إلغاء عقود قائمة (إلغاء من طرف واحد) بدون أن يدفعوا للمستثمر حقوقه ..!!
* بل أن النصر أبدى إستعداده لدفع الشرط الجزائي لشركة ماسا , ومع ذلك فشل في إلغاء عقده معها ..!!

تسديدات ..!!

* جميعنا أصحاب ميول ,, بل أن بعضنا قد يضطر إلى غض الطرف عن حقيقة يراها لأنه اعتبرها تمس بمصالح ناديه المفضل ..!!
أما أن يرى البعض الحقيقة , ثم يحرفوها ليقفوا مع مصالح أنديتهم , فهذا لا يصدر إلا من الإعلام الهلالي ..!!

* العجيب الغريب أن أهرام التعصب لمصلحة الفريق الأزرق يظهرون ويقولون أنهم (لا يميلوا لأحد) ..!!

* إنهم يعاملون المتلقي على أنه (كتلة من جماد) فيعتقدون أننا لا نفكر ولا نعقل ..!!

* ما قاله فهد الهريفي هو ليس إلا تكرار للحديث عن سطوة الإعلام الهلالي على الوسط الرياضي السعودي ..!!
حتى أن سطوتهم وصلت لقناة الوطن , فحولوها من خضراء إلى زرقاء ..!!

* في عنوان مقالي إشارة للشخص (فهد الروقي) وهو ما تعودنا على إختصار تسميته بعائلته (الروقي) ..!!
والوصف لا يشار به للعائلة , بل هو للشخص ..!!


نايف العبدالله
ناقد رياضي