جلباب الإتحـاد .. وسياسة فيصل !!

كان المشهد واضح أمـام الجميع عندما خرج الرئيس النصراوي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن ناصر وصرّح عقب مباراة فريقه مع الإتحاد وذكر أنه لا يسمح للإعلام بترسيخ مفهوم التبعية أو الإزدواجية التي يعيشها الكيان النصراوي ، حيث كـان مشهد الجريمة فخم رغم الدمـاء ورغم الدهشة في طريقة الخطـاب !!

سنوات مضت .. لا فيصل بن تركي ولا كافة الرؤساء الذين مرّوا على النصر ينكروا أن النصر كان في حالة وئام مع الإتحاد بمباركة من الرؤساء أنفسهم ولو كـان الأمر فعلاً " بحسن نية " إلا أن الوضع أصبح صبغة لا يمكن أن نتخلّى عنها ، وليس بالإمكان أن نخلع ذاك الجلباب الذي ارتديناه يوم أن أخذ الدود ينهش في جسد النصر !

الطرف الإتحادي ""

لا زال يعيش حـالة ذهول من الموقف رغم أن التصريح كان صريح ولا يحتاج أقل من ثواني لاستماعه ومعرفة فحوى الرسـالة التي أراد أن يوصلها فيصل بن تركي للشارع الرياضي قاطبةً ، وهو أن الإتحاد نادي نتشرف به ولكن يبقى للنصر خصوصية وكيـان لا يمكن أن يتّبع أي نادي حتى وإن كـان غير الإتحاد ، ماتلى ذلك من أحاديث جانبية لم تكن إلا وصف واقع الإتحاد ومناوشاته للنصر خلال الثلاث المواسم الماضية عندما بدأهـا محمد نور ، ثم المولد ، والآن رأينـا كمية الشد التي حملها الإتحاديين لحظة نزولهم الملعب !!

لعل الرابط هنا وبين الثلاث السنوات المـاضية يكشف حقيقة الواقع الذي أراد أن يعريه فيصل بن تركي للجميع ، فمن خلال ثلاث مواسم ماضية لم يكن النصر فريسة سهلة أبداً لا للإتحاد ولا لأي منافس بل كان يقف بشموخ ويصمد أمـام كل من رغب النزال ، ولعل الرابط الثاني هو رحيل عرّاب الإتحاد ورئيسه السـابق / منصور البلوي ، وتسلل من هب ودب إلى أسوار النادي المونديالي دورٌ فعّـال في شحن الجميع ضد النصر !!

الطرف الآخر ""

وهم الذين جـاهدوا وحاولوا أن يصبّوا النـار على زيت المشكلة إن كانت هناك فعلاً مشكلة في تصريح الرئيس النصراوي ، فلم يمرروا الموقف مرور الكرام بل وقفوا بكل حزمٍ لأجل إشعـال نيرانٍ صديقة بين الناديين اللذين كلاً منهما إن أردنا أن نعود لأيـام مضت استفادوا من بعضهم بعلاقة وديّة تكافلية تضمن لكل الأطراف سلامته والإستفـادة !!

بالتحديد ، هم أولائك العاملين في إعلام " أوحد " لا يرقب إلّا ولا ذمة في غير ابن جلدتهم وميولهم ، فسياط نقدهم الغير بنـاء يعمل ، وتغييب شمس الحقيقة أمر سهل لديهم ، وتحوير الواقع وتجنيده لأمورٍ خـاصة هي سمة لازلتهم ..!

نعود إلى تصريح الرئيس الصريح ! ولعلي هنـا أقف الموقف المحايد بين تبعية الإتحاد ونصراويتي وعدم إتباع فيصل بن تركي ، وأطرح عدّة تسـاؤلات لكـافة الأطراف النصراوية / الإتحادية / الآخرى / التي كانت مع / أو ضد التصريح ، كل من كان يبحث عن حقيقة وشاهدها بمنظوره الخـاصة !

* هل أخطأ فيصل بن تركي لما ذكر أن خشونة الإتحاد غريبة للنصر منذ موسمين !؟
* هل أخطأ فيصل بن تركي لما ذكر أن النـصر كيان مستقل وكافة الأندية منافسين ؟!
* هل أخطأ فيصل بن تركي لما ذكر أن لفظة الأصفرين حوّرت إلى منحى آخر !!؟
* مالذي استفز الشارع الرياضي .. وعلى وجه الخصوص الإتحاديين ؟؟

إن المتبصر في علاقة النصر لكـافة الأندية يجدها علاقة تنافسية بحته ، وحتى بين الغريم التقليدي نادي الهلال لو أخذنا علاقة النصر معهم يجد أن النصر يحترم الهلال وعقب كل مباراة يجد من الإدارة التباريك لو ظفروا بنقاطها ، كذلك الشباب والأهلي والإتحاد ، ولكن ما يسيء تلك العلاقة هم أشخـاص لا يُريدون من النصر إلا أدوات تستخدم وتُدار وتُحرك ، وكأن النصر جريح أو كسير ولا يقوى الحراك !!

نقطة لـ الإدارك ""

لن أقـول أن الآوان أن يكون النصر مستقل ، فالنصر منذ ولادته هو مستقل ، ولكن يجب أن نقول بصوت ومسموع يُدركه البعيد قبل القريب آن الآوان أن يعود النصر منافساً ونداً لا محطة عبور سهلة يبحث عنها المتنـافسين ويستفيد منها من أراد الفـائدة ..