سبورت تطرح قضية أعداد حضور الجماهير للنقاش.. هل المدرجات تخدعنا.. أم أن المشكلة في ال

أظهرت الأرقام المعلنة لعدد حضور الجماهير في الملاعب السعودية تدني نسبة الحضور بشكل لم يكن متوقع خاصة من كان يعتقد إن الحضور السعودي في المدرجات يفوق وبمراحل الحضور في الملاعب الخليجية، وكان المتوقع أن لا يقل حضور المباريات الجماهيرية أو تلك التي تظهر فيها المدرجات شبه ممتلئة عن 20 او 25 ألف او حسب سعة الملعب.

لكن الأرقام كشفت عن نسب متدنية مابين 7 آلاف إلى 8 آلاف يكون حضور المباريات وهو أمر يثير الاستفهام خاصة إذا ما قارنا بين الأرقام المعلنة وبين المدرجات وحجم الحضور فيها!

وتناثرت الأسئلة حول سبب هذه النتيجة التي لم تكن في الحسبان وهل فعلاً هذا هو مستوى الحضور السعودي في المدرجات أم أن هناك خلل ما أو خطأ تسبب في هذه النتيجة!

ولعل من الاستفهامات الكبرى هو العدد الفعلي للمدرجات في الملاعب على سبيل المثال يصنف استاد الملك فهد الدولي على انه الأكبر في السعودية وهذا لا خلاف عليه ولكن الخلاف على عدد المقاعد أو السعة الاستيعابية للملعب فقد صنفته بعض المصادر على انه يتسع لـ 75 ألف متفرج فيما قالت مصادر أخرى انه يستقبل 80 ألف متفرج فيما أكدت مصادر شبه رسمية على انه يتسع لـ 70 ألف متفرج!

كما إن الملاعب الأخرى تعاني من عدم دقة تحديد طاقتهاالاستيعابية خاصة بعد تركيب المقاعد البلاستكية وكانت في السابق يقدر عدد الحضور بشكل تقريبي حيث يصل إلى 30 او 28 ألف متفرج في كل من ملعب الأمير فيصل بن فهد وملعب الأمير عبد الله الفيصل وبعد تركيب المقاعد أصبح من السهل تحديد الطاقة الاستيعابية بدقة ولكن لا أرقام معلنة ليتم مقارنة عدد الحضور المعلن عن عدد الحضور الفعلي.

في كلاسكيات الكرة السعودية والتي أقيمت مؤخرا بين الهلال والأهلي والنصر والهلال كانت إعداد الحضور مفاجئة جدا ففي المباراة الأولى أعلن إن عدد الحضور 6200 مشجع رغم إن الصور تظهر أن الملعب شبه ممتلئ وان العدد اكبر من ذلك بكثير!!
وفي المباراة الأخرى كان العدد المعلن 14299 مشجع ولكن الصور أيضا أظهرت عكس ذلك بل أن الملعب ظهر ممتلئ وكانت هناك أعداد من المشجعين في الخارج تشتكي من عدم الدخول رغم حصولها على التذاكر ( كما جاء في برنامج كواليس على القناة الرياضية السعودية).

حاولنا تقصي أسباب هذا التباين بين العدد المعلن وبين العدد الفعلي للجماهير وتحدث لنا في البداية مصدر مسئول وخص حديثه بمواجهة النصر والاتحاد الأخيرة في الرياض وقال انه يلخص أسباب هذا التباين في عدة نقاط أبرزها:

1-أن هناك أكثر من 6 آلاف تذكرة مزورة !!!
2-أن هناك حراس أمن لا يقومون بقص كعب التذكرة وإعطائه للمشجع بل يتم إعادة بيع التذكرة مرة أخرى مما يزيد عدد الجماهير دون زيادة عدد التذاكر !!

وإذا سلمنا جدلنا بهذه الأسباب فهي قد تنطبق على مباراة او مباراتين وخاصة مباراة النصر والاتحاد كونها الأولى التي تنظمها الاتصالات السعودية لنادي النصر وقد تحدث مثل هذه الاختراقات او التزوير فماذا عن المباريات الأخرى؟

وكانت بعض المصادر أشارت إلى أن هناك من يدخل مجانا ولا يحتسب بسبب الواسطة او الصداقة او بعد أن ينتهي الشوط الأول وبلا تذاكر.

وقد طرحنا هذه التساؤلات على ضيوف سبورت السعودية حيث تحدث أولا الكاتب الرياضي المعروف عبد الرحمن الفلاج مدير مكتب صحيفة النادي بالرياض وقال:

في البداية لابد أن نعترف بأننا مازلنا في بداية طريق العمل الاحترافي الإداري المتزامن مع احتراف اللاعبين ، ولكن سلحفائية العمل تجعلنا في مأزق مستمر وفق معطيات الأحداث في كل مباراة من مباريات الدوري ، ولهذا غياب الجهة المخولة ( الموثوق ) بها له دور كبير في إبراز الإحصائية الحقيقية الكاملة لحضور أي مباراة ، والدليل مباراة النصر والاتحاد الأخيرة في دوري زين التي كانت احصائية حضور الجماهير بها مفاجأة كبرى ضحكنا عليها كثيرا ، لأنها أعلنت عن 14299 مشجع حضر المباراة بينما جنبات الملعب الذي يتسع لـ 27 ألف مشجع ، غصت بالجماهير النصراوية وملأت جنباته والصورة خير برهان ، فإذا كانت هذه الأعداد لم تتعدى العدد المعلن رسميا فهذه مصيبتنا ، بينما هناك تذاكر مع الجماهير مطبوع عليها أرقام تعدت الـ 19 ألف مشجع حضروا المباراة .

لهذا لابد أن يكون هناك التذاكر الآلية التي ترصد الحضور الجماهيري بصورة دقيقة ومقننة وبعيدا عن التلاعب الذي يحدث في بعض المباريات لتحقيق مآرب شخصية لا تخدم سوى أصحابها ، والخاسر الأكبر هي الأندية كونها مرتبطة بعقود إعلانية ورعاية إستراتيجية مع شركات وتتطلع إلى اتساع رقعة الاستثمار بها وفق الحضور الجماهيري الذي دائما ما يكون اللبنة الرئيسة للتعاقد وتحديد سقف الحجم الاستثماري ، والتذاكر الالكترونية ستكون الحل الأمثل لقطع يد خفافيش الشبابيك وإعطاء الأندية حقها الصحيح بعدما ظل ردحا من الزمان بيدهم يلعبون به كيف ما يشاءون .


فيما يرى الإعلامي بصحيفة شمس عبدالعزيز الرباح أن الجمهور السعودي هو الأكثر حضوراً للملاعب من باقي نظرائه الخليجيين , وهذه حقيقه لاجدال فيها حتى وقت قريب . عندما توقفت عجله التطور في الملاعب السعودية (من ناحية الخدمات) وفي المقابل قفزت الدول الخليجية قفزات هائلة في موضوع تقديم الخدمات التي تشجع المتابع الرياضي على القدوم للمدرجات ومتابعه مباريات فريقه المفضل بكل يسر وسهوله .

أما نحن فلم نفعل شيئاً يدفع المشجع للقدوم إلى الملعب , بِدأً من عمليات التفتيش التي أقل ماتوصف به أنها (مهينه) , فرجال الأمن يعتبرون كل مشجع (مثير للشغب حتى تثبت براءته ! ) . ثم المنع من دخول المدرجات بعلب العصير والمياه بحجج واهية ! . و بعدها تبدأ رحلة البحث عن مقعد و (أنت ونصيبك ! ) ولو تغفل قليلاً عن مقعدك ستجد أن هناك شخص أخر قد إحتله .. فبعد كل هذا هل نلوم المشجع على عدم مجيئه ؟ .

و عن ما حدث في مباراة النصر والإتحاد بأمانه لازلت مستغرباً من الرقم المذكور وهو حوالي 14 الف مشجع حاضر للقاء , وهو بطبيعة الحال لا يعكس ماشاهدناه تلفيزيونياً من امتلاء مانسبته تقريباً 90% من المدرجات . ولا أذهب هنا مع من أفترض سوء النية , إنما أعتقد أن هيئة دوري المحترفين لم تضع معايير واضحة وصريحة لحساب أعداد الجماهير ,, فنحن حتى هذه أللحظه لا نزال نعيش في تيه , لا نعلم هل العدد مبني على عدد التذاكر المباعة أم على الحضور فعلاً أم مثلما ذُكِر بأن هناك أشخاص يدخلون المدرجات بلا تذاكر ... الخ من التبريرات والافتراضات التي لا يستطيع أحد الإجابة عليها إلا رئيس هيئة دوري المحترفين بالإضافة إلى مدراء الملاعب .

شخصياً لا أعتقد بأن المستثمرين الحاليين (اس تي سي) و (موبايلي) سيتأثرون جراء انخفاض نسبة الحضور الجماهيري لأن الشركتان أهدافهما موجهه لمن هم خارج الملعب , على سبيل المثال جوال النادي .. وإذا أردنا طرح مثالاً عملياً , نجد أن شركه (اس تي سي) وقعت مع نادي الشباب عقد رعاية وهو ليس بذلك النادي ذا الحضور الجماهيري المميز .



من جهتها تقول الإعلامية هناء العلوني وهي محررة رياضية في صحيفة عكاظ في تعليقها على هذه التساؤلات:

نعم الجماهير السعودية تتفوق عن نظرائها في الخليج بمراحل أولا لفرق عدد السكان ، والمساحة الجغرافية الشاسعة كذلك لشغف الشارع السعودي بالرياضة .

و علينا مراعاة توقيت المباراة كذلك حالات الرضا والسخط على النتائج فهي تؤثر في كثافة الحضور و المستوى الفني له سبب كذلك انشغال المتابعين بأمورهم الخاصة فلا نعمم فترة انخفاض المستوى الفني على نسبة الحضور الجماهيري بصفة عامة ، ولكم في مباراتي الهلال والنصر والأهلي والإتحاد أكبر مثال في الحضور الجماهيري .

وأكدت العلوني أنه رغم تدني نسبة الحضور الجماهيري إلا أن السعودية تتفوق أيضاً على دول الخليج.

واختتمت العلوني حديثها بالقول : الرياضة بكل أركانها سلسلة مرتبطة إذا انخفض اداء جهة تلقائيا ينخفض آداء الآخر ، كرة القدم مرت الفترة الأخيرة بركود وهو أمر طبيعي حتى تعود الكرة السعودية محلقة مجدداً وتعود الجماهير التي هجرت المدرجات من جديد، وبدخول الشركات والدعم سيرتفع مستوى الكرة مجدداً .


فيما تجيب الإعلامية والكاتبة بصحيفة سبورت أميرة أبو زيد بالقول:

في اعتقادي لا يوجد خداع للذات عندما نقول إن ملاعبنا هي الأكثر حضور جماهيري نظرا لما تتمتع به بعض الأندية من قاعدة قوية لا يمكن التشكيك فيها والمدرجات هي الدليل .

فحقيقة الأرقام المعلنة عن الحضور غير دقيقة فنظريا نلمس حضور قوي لا يعكس حقيقة الأرقام وهذا شيء يدعوا للتساؤل عن كيفية رصد الحضور الجماهيري ومن هي الجهة المخولة لعملية التعداد والذي على ضوءه يتم الكشف عن الرقم.

أما مسألة انخفاض الجماهير في بعض المباريات فمن وجهة نظري إن بعض الجماهير يعيش حالة مد وجزر في دورينا بحسب النتائج بمعنى يسجل (مد)حال رضاه عن فريقه بينما يسجل (جزر)كتعبير عن موقفه تجاه تراجع الفريق ولكن لا يعني ذلك انه اقل من جماهير الأندية الخليجية إذ لازال الجمهور في دورينا هو الأكثر كثافة .