لا يخفى على اي متابع كروي ان الاستقرار الاداري والتدريبي والعناصري امر مهم في سبيل تشكيل فريق قوي ومحترم , ادارة كحيلان بسنواتها الاربع مع الثقة الادارية الراسخة بزينجا والصبر عليه اضافة الى شبه اكتمال للقائمة الاساسية اركان مهمة ومحورية في بناء الفريق ولم يعد يبقى سوى المزيد من الانسجام والتفاهم بين اعضاء الفريق لاعلان ولادة الفريق البطل .
بعد رمضان مباشرة انتهج النصراويون للمرة الاولى التمارين الصباحية التي خسرنا الكثير من الوقت لاجل القناعة بأهميتها . لاعبوا النصر اليوم ارتفعت تقنياتهم الفنية بشكل كبير وبعد ان كانوا مجرد مواهب خائفة وحائرة ومرتبكة اصبحت الثقة تلف كل تحركاتهم داخل الملعب . للمرة الاولى منذ زمن لا اجد اللاعب النصراوي يخاف من استلام الكرة ولا يحرص على الخلاص منها بأسرع وقت . اخيرآ عرف لاعبونا معنى اللعب من لمسة واحدة ومفهوم التحرك بدون كرة . ما اجمل ان يرى اللاعب النصراوي الكرة متجهة له فيبحث عن زميل يمرر له حتى قبل ان يستلم الكرة , وما اجمل ان يرفع رأسه ليجد ثلاثة الى اربعة من زملاءه كلهم اتخذوا موقعآ مثاليآ يستطيع ان يختار ايهم يمرر له .
بالطبع هذا التحول الفني الكبير الذي بدأ مع مباراة الحزم وتجلى بوضوح امام الاتحاد ( الذي كان محظوظآ باخطاء لاعبينا التي مكنته من التعادل ) استمرجليآ واضحآ امام نجران حيث رأينا تسيدآ كاملا واستحواذآ مطلقآ وجملة اهداف متنوعة نثرت الفرح في مدرجات اشتاقت الى رؤية فريقها يفوز بأرتياح وثقة غابت عن الفريق منذ سنوات طويلة .
في مقالات سابقة عديدة تمنيت على النصراويين البحث عن رفع مستوى تقنيات لاعبيهم قبل مناقشة كفاءة تكتيكات مدربيهم فرأيي الثابت ان النسبة الاعلى من تميز الفريق تعود الى مستويات لاعبيه وليس الى دهاء مدربيه . وكثير من عشاق النصر يختلفون معي بأن اسم المدرب وخططه هي الفيصل في حظوظ الفريق باحراز البطولات بينما اميل الى المراهنة اولآ على مستويات اللاعبين ومهاراتهم . من يتذكر قائمة النصر قبل سنتين او ثلاث لا يمكن له الادعاء ان تلك المجموعة لم يكن يفصل بينها وبين البطولات سوى اسم تدريبي كبير , وقتها كان الاتحاد بكالديرون والهلال بكوزمين يصعدون الى المنصات كمدربين افذاذ ولكني كنت اشك كثيرآ ان اولئك المدربون لو انضموا للعمل التدريبي النصراوي قادرون على صعود نفس المنصات بلاعبينا في تلك الفترة .
وهناك مشكلة ازلية في معظم النصراويين في تعليق نتائجهم باسماء لاعبيهم الاجانب . هذه الايام يخوض انترناسيونال البرازيلي بطولة اندية العالم وارشحه للفوز بها وليس معه اجنبي واحد في صفوفه , وافضل اجانب الدوري السعودي رادوي ونيفيز وويليهامسون ويونغ اخرجهم ذوب اهان الايراني الذي لا يوجد في صفوفه سوى لاعب اجنبي واحد . وهذان دليلان على ان العماد الاساس لاي فريق هم لاعبوه المحليون الذي تبنى عليه نتائج الفريق . وعالميآ هناك برشلونة بثمانية محليين يدك بالخماسية ريال مدريد المتترس باغلى ثمانية اجانب في العالم . فليت كل النصراويين يركزون اكثر فأكثر على زيادة تأهيل وابداع واحتراف لاعبيهم المحليين ولا يعلقون امالهم بالاسماء الاجنبية فقط . فبدلآ من البحث عن رأس حربة لافضل خط هجوم بالدوري , وبدلآ من اعادة المبدعين الزيلعي وسعود حمود الى قائمة الاحتياط , اعملوا على تطويرهم ودعمهم ومنحهم الثقة والتفتوا الى خانات اخرى لا زالت عاجزة عن مسايرة ركب الزخم الهجومي النصراوي وخصوصآ في عمق الدفاع واطراف الظهر .
* لأن الفريق وصل الى مرحلة متقدمة من الانسجام , اتمنى ان لا يكون هناك تغييرات اجنبية جذرية تعيدنا الى نقطة الصفر . فنصف لاعب منسجم خير من سوبر ستار جديد على تشكيلة الفريق .