12-29-2010, 01:46 PM
|
|
عاقبتم النصر فمن يعاقب بابا مانويل؟!
عاقبتم النصر فمن يعاقب بابا مانويل؟!
محمد بن سليمان الأحيدب
لعل من حسن الطالع توفيق القائمين على شأن الرياضة السعودية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد المشهود له بالريادة، وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل شبل أسد الرياضة السعودية والمشهود له بالشفافية إلى درجة أنه أقسم بأنه ليس نصراويا وإنما يشجع المنتخب، ومن حسن حظ لجان كرة القدم لتستقيم وتعدل، أقول لعل من حسن طالع هؤلاء جميعا أن يتزامن ما حدث في مباراة النصر والتعاون من أخطاء تحكيمية واضحة ضد النصر وتصريحات إدارته وهيجان جمهوره مع تصريحات الممرن السابق لنادي الاتحاد السعودي مانويل جوزيه في الإعلام المصري فور وصوله لمصر قائلا: إن الأخطاء التحكيمية التي واجهت فريقه وعددا من الفرق الأخرى تخدم في المقام الأول مصلحة الهلال حسب ما تناقلته الأخبار ووكالات الأنباء التي لمح في بعضها إلى إساءة واضحة للدوري السعودي، هذا التزامن يجب أن ينبه كل محب للرياضة السعودية أن معاقبة النصر إدارة وجمهورا وكيانا بخصم قرابة النصف مليون ريال لا يحل المشكلة الأساسية وإن كان مستحقا نظاما، فهذا مدرب مستقيل يصرح بما هو أخطر وأكثر إساءة للكرة السعودية ولجانها في إعلام خارجي ومحافل خارجية، ومن يدري فقد تؤدي استفزازات حكم آخر إلى مزيد من التصريحات المسيئة من لاعب أجنبي مغادر أو حكم أجنبي أو مدرب آخر أو طبيب ناد، وبصرف النظر عن كونها تصريحات واقعية أو مبالغ فيها فإننا لا نستطيع منعها ولا معاقبة قائلها مثل ما حدث مع النصر، وهذه المصادفة التي جمعت بين التصريحات الداخلية التي نالت عقابا غير مسبوق وتلك الخارجية التي لا يمكن وقفها ولا معاقبتها أتمنى أن نستفيد منها في إعادة النظر في معالجتنا للمشكلة الأساسية والتي سببها سوء التحكيم المحلي وعدم كفاءة ذلك الحكم تحديدا وأخطاؤه التي سببت المشاكل بصرف النظر عن نواياه، فالعلاج الناجع يكمن في معاقبة الحكم الذي تسبب فيما حدث وحرمانه من شرف التمثيل الدولي حتى لا يجلب لنا مزيدا من الإساءات على مستوى عالمي وحتى يكون رادعا لغيره من زملائه، خصوصا أن من محاسن الصدف أيضا أن الحكم ذاته فهد العريني كان سببا مشتركا في الحالتين، التصريحات الداخلية المحلولة والتصريحات الخارجية التي لا نملك منعها، والتي تذمرت من تعمد الحكم إيقاف فريقين منافسين النصر والاتحاد مثلا الوطن عالميا من أجل الهلال، وهذا بالمناسبة لا يسيء للهلال ولا يسأل عنه فبعض الحكام وبعض كتاب الإعلام الرياضي هم جزء من الجمهور لا يلام الفريق بتصرفاتهم إذا لم يحكموا ضمائرهم وغلب عليهم الميول، فهم يعبرون عن فرحهم بما يخدم فريقهم عنوة مثلما يعبر جمهور النصر أو الاتحاد عن حزنهم وقهرهم لما يهدم فريقهم عنوة.
إن المشجع النصراوي الذي ركزت عليه (كاميرات) الفضائيات وهو يبكي بحرقة خلف شبك المدرج ويشير بيده مناديا الحكم للاقتراب منه، مشهد يبكينا نحن كتاب الرأي الاجتماعي ومهمتنا المطالبة بإنصافه لأنه لم يقفز الشبك كغيره ولم يسئ إلى أحد إنما هو ينشد العدالة التي ننشدها جميعا والعدل لا يكون بمعاقبة فريقه ومكافأة المتسبب بوسام دولي، العدل أن ينال كل مخطئ حقه من العقاب لإخماد نار القهر والتظلم ولكي لا نتيح الفرصة لإساءة الوطن لا من الداخل ولا من الخارج.
|