كرتنا بين دينموهات ( الماضي ) و بطاريات ( الحاضر ) !! مقال بصحيفة سبورت السعودية
طالعتنا صحفنا المحلية في الأيام القليلة الماضية بخبر مفاده نجاة طيار سعودي مع مرافقه بطائرة حربية بالرغم من بعض الخلل الذي ادى الى تحطم غطاء الكابينة و زيادة ضغط الهواء داخل الكابينة ، لكن الكابتن تمكن بعد توفيق الله من الهبوط بالطائرة بقاعدة جوية في خميس مشيط و تفادى سقوط الطائرة و لله الحمد . و في الحقيقة اننا نستطيع ان نشبه ما حدث لكرتنا السعودية من نكسة ( في السنوات الأخيرة و ليس البطولة الآسيوية فقط ) بحادث هذه الطائرة ، فلذلك فإنه على قائدها الحالي سمو الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب الجديد تفادي سقوط هذه الطائرة بعدما كانت تحلق عالياً في جميع المحافل ، و هي مهمة ليست بالسهلة لكنه بعون الله القائد الكفء الذي يستطيع تجاوز هذه الصعاب و العودة برياضتنا السعودية الى سابق عهدها و أمجادها .
و مع سماعنا الكثير من الآراء و التحليلات حول هذا السقوط المرير و ارجاعه الى أوضاع اللجان و المسابقات و التنظيم لدينا ، إلا انني لا اخالف ما يقوله المحللون بقدر ما اود الإضافة على ما قالوه بأن هذا كله بسبب تحولنا الخاطئ من الهواية الى الإحتراف مما جعل الدينموهات تتعطل لدينا و نبقى على البطاريات و الشحن ، مما جعل التحليق بطائرتنا السعودية ( كرتنا السعودية ) مستحيلاً بهكذا وضع !!
فقد كان اللاعبون سابقاً في نظام الهواية يلعبون و يعمرون في الملاعب لسنين طويلة تتعدى العشرة الأعوام و الخمسة عشر عاماً مثل دينموهات الطائرة ( ما شاء الله ) يمدون الطائرة ( الكرة السعودية ) بالطاقة أي العطاء و الولاء كي تحلق عالياً و تحقق الإنجازات ، و الأمثلة على ذلك كثيرة كماجد عبدالله و محمد عبدالجواد و أحمد جميل و يوسف الثنيان و فهد الهريفي و سامي الجابر و غيرهم من الجيل السابق ( أطال الله في أعمارهم ) الذين عمروا في طائرتنا ( كرتنا ) و غمروها بالإنجازات ، لكننا بعد إعتزالهم مثل الذي تعطلت لديه الدينموهات ليعتمد بعدها على البطاريات ( لاعبو الجيل الحالي بعد الإحتراف ) و الذين هم بحاجة الى الشحن من فترة إلى أخرى ( و شحنهم هو مقدمات العقود ) فاللاعب منهم تجد عمره الإفتراضي في الملاعب لا يتعدى موعد مقدمات العقود التي يستلمها ، فتجده بعد فترة من تجديد عقده ينخفض مستواه حتى يقترب موعد مقدم العقد الجديد ، فلذلك فإن اغلب لاعبي الجيل الحالي لدينا لا تتعدى سنواته في الملاعب عدد أصابع اليد الواحدة ، فعلى سبيل المثال أين نجوم المنتخب في كأس آسيا 2007 و الذين كانوا في قمة مستوياتهم ، أين مالك معاذ و سعد الحارثي و أحمد الموسى ؟؟ و لاعبون آخرون كان وجودهم في البطولة الحالية مثل غيابهم كياسر القحطاني و أسامة هوساوي و كامل الموسى و أبناء عطيف أينهم من مستوياتهم السابقة ؟؟!!
قد يكون لسوء تنظيم المسابقات لدينا و ضغط المشاركات بين الأندية و معسكرات المنتخبات دور في كثرة الإصابات لهؤلاء اللاعبين أو هبوط مستوياتهم ، لكن السبب الأكبر و الأهم هو عدم وجود دافعية الولاء و الإنتماء لقمصان المنتخب الوطني مثل دافعية الولاء و الإنتماء لقمصان الأندية و مقدمات العقود ، فتجدهم يحترقون من أجل شعارات انديتهم لكن نيرانهم تخمد عندما يمثلون منتخبهم الوطني ، بل لا استبعد ان يخشى احدهم من أن يصاب مع المنتخب لكي لا يفقد قيمته و مركزه في ناديه ، فتجده يلعب ( على الواقف ) مع المنتخب ، و يحرث الملعب عرضاً و طولاً من أجل ان يحقق الإنجازات لناديه !!
حقيقة لقد ابتليت طائرتنا ( كرتنا ) بهذه العينة من البطاريات ( اللاعبين ) بعد تعطل دينموهات الماضي فليس غريباً أن تنهار الطائرة و تسقط ، إلا لو تمكن قائدها الحالي ( وفقه الله ) من العودة و التحليق بها كي تكون في مكانها المعتاد بين هام السحب و ليست كالتي سقطت ركاماً و أشلاءً متناثرة في أرض الدوحة !!
تمريرات بينية :
*كثرة مشاركات ( لاعبي الأندية ) في الدعايات الإعلانية مع شركائهم الإستراتيجيين كـ ( ممثلين ) مؤشر قوي لهبوط مستوياتهم ، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه !!
*كيف تريد من لاعبين أن يحققوا انجازات قارية لمنتخبهم و هم قد ( فحَطوا ) من أجلها مع انديتهم !!
*تعاقد الإدارة النصراوية مع الكويتي بدر المطوع يدعو للتفاؤل بقرب تخلص الإدارة من التعاقد مع محترفي الـ ( يوتيوب ) .
*فمستويات المطوع معروفة لدى الجميع و نجاحه مضمون بمشيئة الله ، و ليس مثل محترفي اليوتيوب السابقين كرازفان و رزاق و اشباههم .
|