ســــلامة البصــر في تشجيع النصــر

مدخل:
أيام معدودة وتنطلق البطولة الأصعب لجميع فرق آسيا للوصول للحلم الأكبر التشرّف باللعب مع صفوة أندية العالم والذي يعد أهم من كأس العالم من حيث العدد والتمثيل، هذه البطولة التي حفر البعض اسمه في لائحة شرفها بكل شموخ وكبرياء ووصل لذروة سنام المجد، في حين حفر آخرين أنوفهم وكادوا يصلون لما وراء المخ من العجز والتيه وقلة الحيلة ! والعقم الدائم والأمل الحالم ! إنه فرق الطموح والهمم التي أوصلت البعض للقمم وآخرين لما تحت الجزم! تدوسهم أقدام التأريخ وتتجاوزهم فلا يسجّل التأريخ الشرفي سوى الأبطال بينما يسحق البقية الباقية.

التخثر الفكري والترهل العقلي والتخمّر الذهني وحالة " الفهاوة" سبب الانشغال بحفر الأنف على العمل وهو انشغال بالأمل في وقت كان الأبطال تتسابق لترصيع اسمها بين الكبار بين العالم. وهو ما يفتّق بين أغصان الأسئلة سؤال أشدّ طرافه هل تجرّ العربة الحمار ؟! أو تسبق الحمار العربة نحو المجد العالمي؟!

*كوميديا الملاعب وتصنع البعض حالات الإغماء والسقوط للفت الانتباه والاستعطاف وتحقيق مجد رخيص بعد الفشل في تحقيق إنجاز حقيقي وشخصي شاخص فيختار مشهد كوميدي يستغفل من وضع على رأسه طاقية الغباء والحماقة والسذاجة ليمرر عليهم مشهد رخيص وطريف في آن، وأما النجباء فلا يعيرون " هبالاته " المتكررة " وبلاهته " المتجذّره بالاً ولا انتباهاً !

هذا المشهد الطريف يدفعنا للتساؤل هل سنرى رياضيين في أحد مشاهد المسلسلات التي تنتجها دبي الفضائية؟ سيما وأن هناك من جمع بين الرياضة والتمثيل في مسلسلات رمضان؟! وحتى لا أبعد النجيعة هل بعض الحالات التي نشاهدها أعراض حمل وإجهاد؟ وحتى لا أترك لخبث القارئ مساحة في تفسير وتأويل الكلمة كما يحلو له فحمل بكسر الحاء وليس فتحها ! ألم يكن أكل الموز ذات يوم صفة للقرود ومحل تندّر لآكليه! رغم قيمته وأهميته الغذائية التي يجهلها كثير من الناس؟ فصفّوا النوايا وتجنّبوا الخوض فيها برجاء !!

* كثرة الاعتذارات وعدم الثبات على المبادئ دلالة خلل في التركيبة العقلية وصراع ذاتي وهشاشة في الرزانة ورعاش في بعد النظر ولايقوم به إلا من يعاني من التزعزع والترهل الفكري وأقول " وأنا أخو نفسي " هذه الحالة التشرذمية ستدفع بأقرب الناس إليه إلى لفظه ! فكيف بالآخرين ؟! فالعاقل خصيم نفسه واللسان حصان إن لم تجيد ترويضه سيكشف مستواك وقيمتك وثقافتك وأهميتك !

* يتحدثون عن ضرورة عدم مشاركة النصر خارجياً زعماً أنه سيفشل الكرة السعودية، والسؤال البريء العفوي الخبيث من هو النادي الذي تعرض لأكبر هزائم تاريخية في حق الكرة السعودية خارجياً من الأندية القطرية والإماراتية؟ وخرج على يد الأندية المؤسسة حديثاً ؟!

* نجاح كحيلان وفشل بن مساعد في تحقيق الأهداف المرصودة فلكل منظمة عمل رسالة ورؤيا وهدف يتم من خلالها الحكم عليها وعلى عملها، فبن مساعد مثلاً عندما جاء للهلال كشف عن هدفه الإستراتيجي وهو تحقيق بطولة آسيا ولكنه فشل في ذلك !! وهذا في علم الإدارة يدل على فشل التخطيط وسوء في إدارة العمل ولا تثريب على بن مساعد فهو لايحمل مؤهلاً علمياً تخصصياً ولا أدري حقيقة هل أكمل دراسته بمدارس الرياض الثانوية أو لأ؟ على كل حال وأي نجاح يتحقق فهو غير مقصود ولا مرصود بل عبث وعشوائية قادته الصدفة وليس العمل ..

وأما سقوطه في مأزق إعلان هدف يفوق قدراته الإدارية وأجنحته الإدارية والفنية واللاعبين أدى لحالة الارتباك وضعف الحيلة والتشتت التي وقع بها فقدم الاستقالة وعاد عنها سريعاً وهي دلالة على الحالة النفسية التي مرّ بها وأوقع نفسه بها وحقيقة أجدني أنحاز وأتعاطف معه بحسب تجربتة البسيطة وطراوته في مجال العمل الإداري.

أما يميّز كحيلان ويبيّن تفوقه أنه وضع أهدافه بذكاء وبعد نظر بداية بصنع فريق والمنافسة على البطولات والموسم الحالي والماضي تؤكد تحقيق أهدافه وهذا ما يحتاج رئيس الهلال أن يتعلمه أن يضع الهدف المعقول والمنطقي فلا يسرف في الآمال بل يركّز على الأعمال حتى لا تتحول أهدافه إلا أحلام وآلام.

مظاهر غريبة جداً أصبحت تعجّ بها الملاعب من ربطات وتقليعات غريبة بشكل مقزز ومنحط يثير الغيرة الإسلامية وحتى العربية ومن المشاهدات وهي تأكيد صارخ على ضعف الوازع الديني والأخلاقي وأنهم مجرّد مسخ مقلّد منها حالات الكدش لدرجة أنك تشاهد أحدهم من غرابة وقذارة تقليعته تحتار عندما تشاهد منظره هل مايظهر بصورته شنب أو تجمع وساخة والأخيرة أصوب !!

مقولة سلامة البصر في تشجيع النصر تلك المقولة ماهي دلالاتها ومدلولاتها ومرجعيتها ومصدرها؟!
في اللذة المكتسبة للنفس عن طريق حاسة البصر فالنفس تبتهج بما كان من الأجسام له اللون الأحمر والأخضر والأصفر إما بسيطاً أو مركباً بعضها من بعض فنظر هذه يوجب راحة النفس ولذة القلب وسرور العقل ونشاط الذهن وتوفر القوي وانبساط الروح وقد مزج الله عز وجل جسم الإنسان بعناصر وموجات كهربية وإشعاعات تتجانس مع الأشعة الكونية و الموجات الكهرومغناطيسية والذبذبات اللونية ولكل شخص إشعاعات خاصة تختلف في طول الموجة والتردد وعدد الذبذبات عن غيره تماماً كالبصمات.

وكل إنسان يرسل حوله إشعاعات خاصة به ويستقبل من الآخرين إشعاعات أخرى، فإذا كانت متقاربة نتج عن ذلك تفاهم ومحبة قوية و إذا كانت متنافرة نتج عنها العكس وقد يكون هذا تفسيرا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلمالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ) .

واللون الأصفر له تأثير نفسي فهو يسر النظر ويريحه قال تعالى: ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) وقال تعالي (كأنه جمالة صفر) سورة المرسلات فقال ابن عباس "الصفرة تسر النفس" وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجاماً مع البيئة.

ويقول أحد علماء النفس : " إن تأثير اللون الأصفر في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا و إحجامنا ويشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة وبالسرور والكآبة , بل يؤثر في شخصية الرجل وفي نظرته إلى الحياة ولذا صحّة تلك المقولة فسلامة البصر من تشجيع النصر !

ولذا لايجب أن يستغرب علماء الاجتماع سبب هذا الالتصاق بالنصر فالنصر مبنى ومعنى ولون ترك بعداً ذاتياً لدى كل منتمي فضلاً عن التأكيد على سرّ الانتماء النصراوي وتلاصقه بالذات البشرية السويّة. فقد جمع الجانب المعنوي والنفسي الانتصار واللون. وهذا مايدفعني لزيادة المقولة إلى سلامة الروح والنفس إلى جانب البصر.

اخوكم
سلطان العيون