أحاديث منتقاة مع التعليق عليها

(بسم الله الرحمن الرحيم)

الحمدلله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،


وبعد فأحببت أن أضع لكم ماتيسر من الأحاديث النبوية الشريفة مع التعليق اليسير عليها إن أمكن وقبل البدء أحب أن أنبه على أمور مهمة لنا جميعا وهي :

أولا : إخلاص النية لله عزوجل واستحضارها .

ثانيا : قراءة الأحاديث وسؤال الله عزوجل الانتفاع بها ومحاولة تطبيقها قدر الاستطاعة .

ثالثا : نشر الأحاديث ـ إن أمكن ـ عبر البريد الإلكتروني أو الماسنجر أو حتى بإبلاغها من هو قريب لك واحتساب الأجر من عند الله عزوجل وهذا يدخل إن شاء الله في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته ودينه العظيم ولك الأجر العظيم.

رابعاً : هذه الأحاديث منتقاة من صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ، والشيخ غني عن التعريف وهو خادم للسنة النبوية وذابٌّ عنها وكان رحمه الله قد سار على نهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى ورضي عنهم ، ويُفَضَّل أن يُدعى له وهذا من باب الإحسان إلى أهل العلم والتأدب معهم من بعد مماتهم ، ورحمة الله على علماء أمة الإسلام .

1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ( قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح ) .

تعليق : في هذا الحديث دليل على إخلاص النية لله عزوجل ، ومن هنا نعرف أن ينبغي للمسلمين أن يستحضروا الإخلاص في أقوالهم وأفعالهم في سرائرهم وعلانيتهم وهذا يكون بالدعاء ومجاهدة النفس .

2- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيما يروي عن ربه عز وجل:" إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك في كتابه فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة" زاد في رواية: "أو محاها ولا يهلك [على] الله إلا هالك" / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح .
تعليق : فيه دلالة على فضل الله عزوجل الواسع ، وهو أنه سبحانه يضاعف العشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، فأين نحن من المتاجرة مع الله عزوجل ، فالتجارة مع الله ربحها مضمون في الدنيا والآخرة .

3- عن أبي سعيد بن أبي فضالة رضي الله عنه ـ وكان من الصحابة ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عنده فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : حسن .
تعليق : فيه الترهيب من الرياء والتحذير من خطورة عمل العمل لغير الله عزوجل أو إشراك أحد من المخلوقين مع الخالق سبحانه فعلى المسلم أن يعمل العمل لمن لا يضيع أجر من أحسنَ عملا ـ وهو الله جلَّ في علاه .

4- عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجِلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال:
" أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح .
تعليق : قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : قوله عضوا عليها بالنواجذ أي اجتهدوا على السنة والزموها واحرصوا عليها كما يلزم العاض على الشيء بنواجذه خوفا من ذهابه وتفلته .

5- وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح .تعليق: فيه الترهيب من ترك التمسك بالسنة ، فهي النجاة لمن أراد النجاة .

6- وعن حذيفة رضي الله عنه قال سأل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسك القوم ثم إن رجلا أعطاه فأعطى القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن خيرا فاستن به كان له أجره ومثل أجور من تبعه غير منقص من أجورهم شيئا ومن سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه غير منتقص من أوزارهم شيئا / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : حسن صحيح .
تعليق : فيه فضيلة من قام بعمل صالح مشروع واتبعه أي أحد حتى ولو كان واحد ، والسنة الحسنة هي عمل صالح شرعه الشرع سواء كان دليله الكتاب أو السنة .

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح .

8- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : صحيح .
تعليق : فيه حث على تنشئة الأولاد على الإستقامة والصدقة ونشر العلم النافع وعلى الاستعداد للموت بعمل الصالحات وادخارها .

9- وعن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال ما جاء بك قلت أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من خارج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع . / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: صحيح .
قوله أنبط العلم أي أطلبه وأستخرجه .
تعليق: فيه بيان فضيلة طلب العلم النافع .

10- وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته / قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: حسن صحيح .
تعليق : سبحان الله سبحان الله ! انظروا إلى سعة فضل الله عزوجل .

اللهم اجعل هذا الموضوع خالصا لوجهك الكريم
اللهم انفعنا بهذه الأحاديث واجعلها لنا نوراً وهدىً
اللهم من دخل هذا الموضوع فاكتب أجره واشرح صدره ويسر أمره
اللهم اغفر وارحم الشيخ الألباني ولنا ولوالدينا واخواننا واخوتنا وكل من له محبة بقلوبنا والمسلمين أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين .