وهذه معادلة لو قدمتها لاستاذك في مادة الرياضيات لاسقطك من خانة الناجحين لديه , ولكنها معادلة صحيحة واجبة التطبيق كلما اردت ان تشكل فريقآ متجانسآ يراد منه تحقيق نتيجة ايجابية في المهمة المناط بها . فالفريق ليس عدد صحيح لمجموع افراده ولكنه خليط كيميائي متجانس صحيح العناصر خال من الشوائب تتفاعل كل مكوناته بجميع خواصها الايجابية والفاعلة للوصول للانتاجية المطلوبة . وكل اندية العالم تبدأ مبارياتها باحد عشر لاعبآ وهناك من يشعرك انه اكثر بكثير من هذه الاحد عشر وهناك من هو دون ذلك .
في العام الماضي فتح رئيس نادي ريال مدريد خزائنه وانفق خمسمائة مليون دولار ليشتري ابرز المواهب العالمية التي كان من ضمنها كاكا ورونالدو وغيرهم وحين نقل الخبر الى رئيس نادي برشلونة بصيغة التهديد لتفوق الفريق الكاتلوني اجاب بكل بساطة : (( نحن بنينا فريقآ ولا نخشى من مجموعة افراد )) . فجوارديولا يبدو ظاهريآ انه ينزل للملعب باحد عشر لاعبآ فيما الحقيقة ان درجة التجانس والانسجام والفاعلية والتوازن والاستفادة من الطاقات الموجودة تشعرك ان هذا الفريق اكثر من احد عشر لاعبآ وهو ما يمكن فريقه من الحصول على نسبة استحواذ اعلى من اي فريق اخر يقابله . وعلى النقيض من ذلك قد تواجه احد عشر لاعبآ فيهم الكثير من العناصر غير الكفؤة واخرى غير نشيطة ولا طموحة ليس بينها تكاتف ولا تعاضد تعمل بتنافس فيما بينها وعدم احترام لقدرات زملاءها فتحكم على انتاجها وكأن به من النقص الكثير حتى تقلب معادلة العنوان فتجزم بالقول ان 1+ 1 = اقل من 2 , والسبب في انقلاب المعادلة ان هذا الخليط الكيميائي متنافر وغير قابل للتجميع في فريق واحد .
تبدو كلمة " فريق " في حاجة الى شرح وتبسيط وتوضيح لكل مسيري النصر حتى يعودوا ليبنوا فريقهم عناصريآ وفنيآ وهيكليآ وتنظيميآ ونفسيآ على اساسها . ففي الفريق من العناصر من لا يستطيع ابدآ ان ينضم لفريق لأنه بطبعه فردي لا يستطيع العمل ضمن فريق . وهناك من مؤهلاته لا تسمح له للعمل ضمن هذا الفريق لأنه اقل امكانات من بقية افراده . كما ان الهيكلة الادارية والفنية الموجودة لخدمة الفريق والتأكد من بناءه منقوصة ولا تحتوي كل القدرات المطلوبة . ناهيك عن التنظيم السطحي وغير العملي والذي لا ينتمي لعصر الاحتراف في كل تفاصيله . ويبدو الجانب المتعلق بالوعي الفكري ومدى الالتزام بخدمة الفريق والشعور باهمية الفرد ونتاجه ضمن الفريق مختلآ ايضآ لدى اغلب العناصر بما يسبب هزيمة نفسية للفريق ككل وحتى قبل مقابلة اي خصم .
عصر الامس تابعت بمتعة لقاء ليفربول والمان يونايتد وما ان حل المساء حتى تكدرت بعك النصر والقادسية , ما الفارق بين اللقائين حتى اطرب عصرآ واصاب بالغثيان مساء , انه فارق حضاري يتعلق بحسن التنظيم والجدية في اداء العمل وعدم المجاملة للافراد واكتشاف العيوب ومعالجتها بدلآ من انكارها ومحاولة القفز عليها . لم يكن الفرق في لون الشعر ولا زرقة العيون بل كان في الصدق مع النفس بانشاء فريق صحيح العناصر الكفؤة الطموحة المتقدة والواثقة مع توفير افضل السبل الفنية التدريبية وضمان بيئة عمل وتدريب ومعيشة تساعد على البناء بشكل عملي ومنظم .
لطالما كان النصر هو محور كتاباتي ولا احبذ الخروج عن مناقشة امورة الفنية والادارية والتنظيمية , ويؤسفني في كثير من الاحيان ان حجة مشابهة بقية الاندية السعودية للحالة النصراوية سبب في الطلب مني بعدم القسوة على النصر والحق اني اريد اصلاح الحالة النصراوية والارتقاء بانتاجيتها وليس مفروضآ مني المقارنة الا بما هو افضل كي نستطيع الارتقاء والوصول لما هو اعلى واحسن . وحاليآ لا اعلم ما سينتهي عليه الموسم النصراوي وهل يوفق الى مشوار اسيوي بعيد او يحرز لقبآ يسكن به لهفة جمهوره ولكن ما انا متأكد منه ان النصر الى الان لم يبني فريقآ قويآ متجانسآ قادرآ على نثر البهجة في نفوس محبيه .والى ان ان نترك الدعة ونطلب التفوق الكامل والمراكز الاولى وداعآ لنقاش بيزنطي يربطك بالدونية ويحرم عليك التطلع للسماء .