وقفة مع الصورة .. وماجد الاسطورة

يا سبحان الله , فى كل مرة تشن حملة هنا أو هناك للنيل من اسم ماجد ومكانة ماجد نعلم يقيناً ان هناك لقباً عالميًآ جديداً قادماً إلى ماجد احمد عبدالله , هكذا عودنا الرعاع فى اعلامهم بتكرار محاولاتهم لاسقاط اسطورة ماجد وهكذا عودنا الفيفا فى الرد عليهم . هنيئاً لك يا اسطورة الفيفا إن اعلى المرجعيات الكروية هى التى تتولى الدفاع عنك وعن كرامة القاب الكرة . فآسيا تنصبك ضمن افضل ثلاثة لاعبين لها وكبير هدافيها , والعرب جعلوك لاعب القرن , والخليج جعلك درة مياهة ولؤلؤة محاره , ووطنك مسحور مفتون بمعجزاتك وفنك ، يقر بهذا الملوك ويصادق عليه خصومك قبل محبوك . الكل اجمع عليك اإلا ثلاثة : الحمق والجهل والتكسب . حكايتك اطول من السرد والقابك اكثر من العد ولكنى اتوقف اليوم امام صورة ...فمرحباً بمن يريد تفحص تلك الصورة !!!

اقدم دعوة صادقة منى لمن قدر له اليوم أن يدخل مقر نادى النصر أن يبحث عن صورة معلقة على احد جدران المقر لهدف ماجد الحاسم امام الهلال فى نهائى 1407. تلك اللقطة تروى الكثير وتفصل الحكاية وتخبر بالفارق , كما انها تعلم الصغير وتذكر الكبير بمن هو ماجد . تظهر اللقطة الخيالية وجوه مدافعى الهلال ينظرون لبعضهم البعض يبحثون عن ماجد الذى كانوا يراقبونه قبل ثوان قليلة وهم يتسائلون أين ذهب ؟ . ويأبى مصور تلك اللحظة أن يتركنا مندهشين كما فعل ماجد بمن راقبوه , فالصورة تظهر بجلاء أن ما تركه ماجد للنعيمة والبيشى كى يراقباه كانا فقط قدماه . اما الرأس والهامة والصدر والقامة فقد ارتقوا فى الهواء عالياً فى مكان لا تطاله الرؤؤس ولا تقربه الاعناق . لله درك يا يوسف خميس كيف عرفت أن لماجد طبقة فى السماء لايرتقيها لاعب غيره ؟ وكيف عرفت أن فى السماء سحابة تاسعة لها الكرات تمرر؟ فهل كنت ترسل الكرة لأحد من البشر ؟ كرة تمر فوق رؤؤس اللاعبين بمسافات تعجز الاعين حتى عن ملاحقتها ومتابعة مسارها ولكن على ارضية الملعب يرتقى لهذه الكرة لاعب واحد لايكتفى بتحدى خصومه حينها ولكنه يتحدى اسحاق نيوتن وقانون الجاذبية الارضية ! .يالها من قفزة تظهر أن سماء الابداع لا يرتقيها الا نجم واحد . صعد ماجد لكبد السماء انتظاراً وترقباً لوصول تلك التمريرة الافقية إلى اعظم ضارب رأس للكرة فى العالم اجمع , نعم كرة افقية فمثل ماجد لا ينتظر الكرات الساقطة فهو الذى يرتقى ولا ينتظر نزول الكرات اليه . ومن حسن حظ الكرة أنها اقرت مبكراً لبراعة ماجد فأتته طوعاً يوجهها كيفما يريد واينما يختار لانه حين يرسلها الى زوايا المرمى يتحكم بمسارها كما تتحكم عيناه بمقلتيها . صفق الانصار وفرح المشجعون وتعالت الصيحات وارتفعت الآهات حتى قبل أن يقرر الصاعد الى علياء النجومية ان يعود مجدداً الى ارض الميدان . ثوان قليلة ترك الجميع فيها واختلى بمحبوبته فى شاهق المجد وعالى الفخر ليحرز الهدف ثم يعود للجميع ليفرح من فرح وليبكى من بكى ويبقى ماجد الذى لاينازع فى تفرده فى صناعة الفرحة ولا يناقش فى دموية سياط جلده لحراس خصمه . عاد الى ارض الميدان يسأل من راقبوه : من غركم بجدوى مراقبتى ؟ ومن افهمكم سهولة ايقافى ؟ ومن صور لكم منعى من احراز اهدافى ؟.

بدأت مسيرة ماجد الكروية حين قررت انديتنا الاستفادة من نجوم كأس العالم 78 فى الارجنتين فقدم الينا اباطرة كريفالينو والعقربى وابن عزيزة وتميم وطارق ذياب والكعبى والعقيد وكثيرون غيرهم ولكن كل هؤلاء وقفوا عاجزين عن ازاحة ماجد عن عرش نجوميته وسماء ابداعه وملكوت فنه وارقام تهديفه , وقرروا جميعآ لعب الادوار الثانوية واداء المهمة التكميلية فيكفيهم المشاركة فى دورى ماجد حتى اذا قرروا العودة لديارهم قالوا كنا من جيل ماجد.. وياله من فخر ! . لست مبالغآ حين اقول اننا كرويآ كنا نعيش العصر الماجدى لا العصر الحجرى ولا الكبريتى ولا الطباشيرى . فقد كان ماجد عنوان ذلك التاريخ من كرتنا . فهو نسيج وحده وفلتة زمانه وامير عصره وسلطان فنه , به يتقرب المتقربون ويقارن المقارنون ويستفتى المستفتون , فما ان يبرز اى مهاجم حتى نقول : وهل يصل الى مستوى ماجد ؟ وما ان يتألق مدافع حتى نتسأل : وهل يستطيع ايقاف مد ماجد ؟ ولا يبرع لاعب فى وسط الميدان حتى نتحداه بالقدرة على فهم تحركات ماجد . وكل نجوم تلك الفترة المحليين الذين قادهم ماجد من وحل الانكسارات الخليجية الى عالمية اللقب الاسيوى والتمثيل الاولمبى فى سنة واحدة قد تم تشكيلهم حوله بعناية فائقة .. فالجوهرة السمراء تأتى اولآ وبعد ذلك يتم اكمال العقد .

قدر لابد منه : تمر السنوات وتتعاقب الاجيال وتتغير الاسماء وتفبرك الاستفتاءات ويبقى اسم واحد به تتم المقارنات والمفاضلات. فهنيئآ لك المجد يا ماجد , فكل الاسماء تعرض بين يديك وتسقط تحت قدميك فالاحافير ليست كالاساطير . ولينقب الاعلام من تحت الارض ما يشاء وليخرج من باطن الصحف العوراء كل ما يجده فستبقى الاحفورة احفورة , وستخلد الاسطورة اسطورة . قدرك يا ماجد ان تكون طريق الشهرة لمن ارادها حتى ولو عن طريق لوى الحقيقة وتزييف التاريخ , فاسمك وحدة قادر على جلب الانتباه لكل آغا يصطفى احفورة ولكل تويجر يشترى باسمك مجداً.