بعكس ما تتمناه جميع الجماهير، ومنذ خروج الفريق خالي الوفاض، تصاعد الجدل الكلامي العقيم حول كل شيء في النصر إلا متطلبات الفريق واحتياجاته الفنية . ولعله كان متوقعاً هذا الهروب الأمامي عن مناقشة الأسباب التي أدت إلى إخفاقات الموسم ومبررات حدوثها موسماً بعد آخر، إلا أن التمادي في إلهاء الجمهور بهذا الحديث العبثي يجب أن يتوقف الآن لعلنا نتدارك شيئاً من الوقت للعودة إلى جوهر الكرة الحقيقي من خلال إعداد فريق مكتمل في عناصره وأجهزته الفنية والطبية والإدارية .
يصر النصراويون بشكل عجيب ولا مثيل له، على أن كرة القدم تتعلق بما يحدث خارج الميدان. فشماعة الخلافات الشرفية أصبحت أكبر أعذار الإدارات النصراوية، ولا بأس من اتهام الحملات الإعلامية، ويا حبذا بعض اللوم تجاه ولاءات المنتديات الجماهيرية. على أن أصغر ممارس لكرة القدم يعلم جيداً سقطة التعلق بتلك المبررات وجعلها سبباً في تردي نتائج الفريق وتعثر خطواته . عشرات الأمثلة المحلية والإقليمية والعالمية لفرق تأسست حديثاً بلا قامات شرفية ولا وسائل إعلامية ولا مساحات جماهيرية تثبت أن كرة القدم مرتبطة بشكل مباشر وقوي فقط بميدان اللعب ونوعية الراكضين فيه ومدى قدرة إدارات تلك الفرق على توفير كل ماهو ضروري لتحقيق النجاح .
كان من الممكن أن يكون تعيين علي كميخ كمنسق فني للفريق الحدث الأبرز على صحيح العمل النصراوي مع ما يتبعه من تحرك فوري لهذا المنسق تجاه سرعة البحث والاتفاق مع جهاز فني جديد والتنسيق على الإعداد للموسم القادم والبدء بسد الثغرات من خلال الاستقطابات الأجنبية والمحلية . ياليتنا توقفنا قليلاً عند عطاءات اللاعبين للموسم الماضي ونظرنا فيمن خدموا الفريق طوال الموسم حتى يسهل علينا تحديد من لم يفعل كي يتم تسريحه . لو حرصنا على مستقبل الفريق لكنا الآن جلوساً مع مشرفي الفئات السنية للاتفاق على تحديد خانات وأسماء الصاعدين لخدمة الفريق الأول من تلك المواهب الثرية . فالمؤكد أنه سيكون بانتظارنا قرارات مصيرية تجاه غربلة حقيقة تستهدف التخلص من العاجزين والفاشلين والإبقاء على المخلصين المتحمسين . وحتى على المستوى الإداري والخدماتي المساعد, يفترض بنا تكريم من عرفوا هذا النجاح في فئاتنا السنية كي يعملوا عن قرب مع الفريق الأول لنقل تجربتهم ونجاحاتهم للفريق الأول وأسماء مثل العقيد خالد الرشيدان والعاملين معه لاشك سيكون فيها نماذج مشرفة .
أجدني مضطراً للتذكير بأن كرة القدم لا تعترف إلا بما يحدث على أرض الملعب، فهناك تتحدد النتائج ويصنع الفوز ويمهد للخسارة . فعودوا للميدان وجهزوا أفضل اللاعبين واستقدموا أنسب المدربين وهيئوا أحسن السبل وادعموا الفريق بأفضل الإداريين المساعدين وحينها ستحصلون على أفضل النتائج اللاتي ترجون ولن يضركم حينها خلافات شرفية ولا حملات إعلامية ولا ارتباطات المنتديات الشبكية . " الميدان يا حميدان " فهمناها وقلناها صغاراً قبل كل مباراة مدارس وحواري خضناها، فهلا عدنا لتطبيقها كباراً، ففي النهاية هذه المقولة هي ألف باء كرة القدم مالم تكن جالساً ترتشف الشاي أمام البلاي ستيشن الخادعة .