07-20-2011, 06:04 PM
|
|
بعد بذل المال .. متى تبدآ الاعمال ؟
شتان ما بين بدايات الصيف النصراوي ونهايته, فبقدر الإزعاج والإحباط الذي أصاب الجماهير أول الصيف جراء السقوط الجماعي لأغلب منتسبي النادي في ظهورهم الإعلامي الذي مارس شتى أنواع الجلد الذاتي بقدر ما حمل لنا أواخر الصيف الهدوء الكلامي المصاحب للحراك العملي الصحيح . ولعل حصافة التدبر المالي للخروج من أزمة ديون ومستحقات الفترة الماضية إضافة إلى القدرة على التوقيع مع جهاز تدريبي طموح ولاعبين ذوي أسماء مرموقة يثبت من جديد أن فيصل بن تركي لا يعوزه المال بقدر ما هو بحاجة إلى التوفيق في إدخال منظومة العمل الصحيح في ناديه حتى يستطيع أن يقرن العمل بالقول في حبه وعشقه لهذا الكيان .
وما بذله كحيلان من جيبه وجيوب الداعمين والشريك الاستراتيجي لا يمثل سوى توفير الأدوات اللازمة والضرورية لبدء العمل في بناء فريق قوي ومتمكن يستطيع العودة لارتقاء المنصات, أما الأهم والأصعب والمتبقي لبلوغ تلك الغاية فهو احترافية العمل الإداري والفني داخل كل ركن من أركان النادي بما في ذلك كل ما يمس حياة اللاعبين على مدار الأربعة وعشرين ساعة . فبسبب غياب هذه الاحترافية عن أسوار نادينا عانينا في السنوات الماضية كثيرا من ضعف الحضور البدني والفكري والنفسي والفني لأغلب عناصر الفريق وبالذات كلما حمى الوطيس واقتربت الجولات الحاسمة .
يعاني اللاعب النصراوي من غياب التوعية الفكرية التي تبين له أهمية المحافظة على مصدر رزقه الوحيد من خلال تميزه الفني فضلا عن آفاق هذا التميز في دفعه إلى دوريات عالمية أو على الأقل عقود احترافية جديدة بشروط أفضل يفرضها علو كعبه الاحترافي . وأعول ( كما افترض ) على المنسق الفني علي كميخ ان يقوم بجهد كبير لتغطية هذه الجوانب المهمة والحساسة والمصيرية للاعبين الذين يغلب عليهم حداثة التجربة وصغر السن بما يحجب عنهم القدرة على استشراف مستقبلهم والقدرة على التأثير فيه من غير توجيه ونصيحة من قبل شخص خبير ومجرب .
كما أن وضع جدول محدد بالتنسيق مع المدرب للبدء في إحداث نقلة فنية نوعية تطال كل اللاعبين للتأكد أن كل لاعب أصبح قادرا فنيا ولياقيآ وفكريا لخدمة الخانة التي يشغلها ومن ثم الانتقال لإحداث نفس الأثر على مستوى خطوط الفريق واحدا تلو الآخر قبل التوجه لتحسين الأداء العام للفريق من خلال زرع التفاهم والانسجام وتنمية روح اللعب الجماعي سيمثل مطلبا مهما يريد الجمهور أن يراه حتى يتم الوثوق إن جهود الإدارة في الطريق الصحيح لعودة الفريق إلى أيام عزه ومجده .
قد يكون المال أسهل ما سعينا لتوفيره من اجل جلب المدربين واللاعبين ويبقى العمل الشاق والمضني داخل ميادين التدريب وصالات الحديد هو الطريق الصعب الذي يجب أن نسلكه بوعي واحترافية حتى نجني ثمار استثماراتنا المالية في الفريق . ويجب أن لا نركن ثانية واحدة لمقدار المال المبذول ولكن علينا أن لا نتأخر عن الاستفادة من كل دقيقة قادمة من اجل العمل الجاد والصحيح نحو تقديم فريق يليق بإسم النصر وشمسه التي لا تغيب عن مدرجات الوطن .
** ابذلوا عرقكم بسخاء في ميادين التدريب .. فكل قطرة نازفة تعدل آلاف الابتسامات كلما جن ليل المباريات وفاح عبق الزعفران في المدرج الشمالي .
|